لم يتبق سوى أقل من ثلاثة أشهر على استضافة مصر مؤتمر المناخ cop 27 ، الذى سيعقد بمدينة شرم الشيخ نهاية العام الحالى 2022، واطلقت مصر خلال الفترة الماضية مبادرة "اتحضر للأخضر"، وهي أول مبادرة بيئية فى تاريخ مصر، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، ضمن إطار الاستراتيجية القومية للتنمية المستدامة "مصر 2030"، والتى خرج من رحمها العديد من الحملات البيئية ، منهم حملة "إيكو إيجيبت" كأول حملة للترويج للسياحة البيئية لاستقطاب 280 مليون سائح بيئي حول العالم، حملة زراعة المليون شجرة ، وحملة و"رجع الطبيعة لطبيعتها" للتوعية بالتغيرات المناخية و"بلولاجون" للحفاظ على النظم البيئية والمحميات الطبيعية، ومبادرة الرئة الخضراء لزراعة 100 مليون شجرة.
تلك المبادرات المصرية، سيحتفي بها مؤتمر المناخ ضمن فاعليات الأيام غير الرسمية التى سيتم تنظيمها فى المنطقة الخضراء، خلال هذا التقرير نرصد هذه المبادرات الأربعة.
أولا المبادرة الأم "تحضر للأخضر".
وهى أول مبادرة بيئية فى تاريخ مصر، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، ضمن إطار الاستراتيجية القومية للتنمية المستدامة "مصر 2030"، والتى خرج من رحمها العديد من الحملات البيئية، حيث أنها استهدفت تغيير السلوكيات ونشر الوعى البيئى وحث المواطنين، وخصوصًا الشباب على المشاركة فى الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية لضمان استدامتها حفاظًا على حقوق الأجيال القادمة.
كما استهدفت المبادرة نشر الوعى بالحفاظ على المحميات الطبيعية وإدارتها وفق المستويات العالمية، بما يضمن الحفاظ على توازن النظم الإيكولوجية وتعظيم فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتبنت المبادرة أهمية التشجير وإعادة تدوير المخلفات وترشيد استهلاك الغذاء والطاقة، والحد من استخدام البلاستيك، والحفاظ على الكائنات البحرية، والحد من تلوث الهواء، وحماية المحميات الطبيعية.
ثانيا حملة الرئة الخضراء لزراعة 100 مليون شجرة
بدأت الحكومة العمل على تنفيذ مبادرة لزراعة 100 مليون شجرة، وإقامة حديقة مركزية بعواصم المحافظات والمدن الكبرى، في إطار استعدادها لتنظيم مؤتمر المناخ المقبل "كوب 27" في منتجع شرم الشيخ نوفمبر المقبل، وكلف رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، بتنفيذ حملة تشجير موسعة على جانبي الطرق السريعة في البلاد، بجانب زراعة جانبي المحاور الرئيسية والشوارع التي تم رفع كفاءتها وتطويرها خلال الفترة الماضية، إضافة للتشديد على أن يكون ضمن مكونات مشروعات الطرق الجديدة زراعة الجزر الوسطى بالأشجار المناسبة، لزراعة 100 مليون شجرة، وتتضمنت المبادرة لإنشاء حديقة مركزية بعواصم المحافظات والمدن الكبرى لتوفير رئة خضراء بمساحات كبيرة للمواطنين، بهذه المدن والمناطق، بما يسهم في إحداث نقلة نوعية حضارية بكل مدينة، كما حددت الحكومة 9900 موقع على مستوى البلاد تصل مساحتها الإجمالية إلى 6600 فدان تصلح لأن تكون غابات شجرية أو حدائق.
ثالثا حملة "إيكو إيجيبت" للترويج للسياحة البيئية
حيث أعلنت وزارة البيئة إطلاق حملة "إيكو إيجيبت"، كأول حملة للترويج للسياحة البيئية بمصر، لرفع الوعى البيئى لدى المواطنين بأهمية المحميات الطبيعية، بالتعاون مع وزارتي السياحة والآثار والدولة للإعلام، بمشاركة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ومشروع دمج التنوع البيولوجي في السياحة المصرية (MBDT) الممول من قبل مرفق البيئة العالمية (GEF)، من خلال تنفيذ خطة متكاملة تتضمن كافة وسائل التواصل والتوعية لدعم السياحة البيئية المسؤولة والمستدامة، والعمل على ضخ استثمارات جديدة بهذا القطاع الواعد بما يدعم استدامة الموارد الطبيعية.
حيث أنه طبقا لسوق السياحة فى العالم، هناك 1.4 مليار سائح سنويا على مستوى العالم، 20% منهم سياحة بيئية، أى ما يعادل 280 مليون سائح بيئي حول العالم، ومصر لديها منتجين أساسيين فى السياحة "حوض النيل أو السياحة الثقافية، والسياحة الترفيهية والتى تتركز فى جنوب سيناء والبحر الأحمر، إضافة الى أن مصر قادرة على استقطاب جزء من الـ280 مليون سائح بيئى، لأنها مليئة بالموارد الطبيعية الساحلية، والصحراوية، والوديان، فى 30 محمية طبيعية، بالإضافة إلى وجود السكان المحليين.
كما أن مصر أول دولة فى الشرق الأوسط وإفريقيا تحصل على "جرين فينز" أو "الزعنفة الخضراء"، ومن خلال هذا كله يمكن تقديم نوع السياحة البيئية، خاصة بعدما أنجزته وزارة البيئة خلال الفترة الماضية، فى تأسيس البنية التحتية والخدمات بالمحميات، وأصبحنا مستعدين لاستقبال جزء من الحصة العالمية، فيما يتعلق بالسياحة البيئية، و الترويج بدأ مع إطلاق حملة "إيكو إيجيبت"، وتعمل حملة إيكو إيجيبت، على محورين أساسيين، أولهما: التسويق، والعمل على الترويج للمحميات ودعم السياحة، من خلال توفير الأنشطة والخدمات، وتوفير مكان أو استراحة للإقامة، على مراحل خلال 3 سنوات، و الترويج للمحميات خارجيا ومحليا، بالإضافة إلى رفع التوعية، بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية فى تلك المحميات، ودمج المجتمعات المحلية، والترويج للفرص الاستشمارية، حيث تعمل البيئة منذ 7 سنوات على تطوير الخدمات الأساسية، والتى نحتاج بها القطاع الخاص والمستثمرين لإدارة جزء من تلك الخدمات الأساسية المقدمة للسائحين، وفق قواعد واشتراطات بيئية.
و تم التركيز مع 13 محمية ذات طابع سياحى، واستهدفت 4 أشياء بها "الموارد الطبيعية التي يشاهدها السائح، الأنشطة المتوافقة بيئيا فى كل محمية، الثقافات المحلية أو القبيلة الموجودة بها، مقر للإقامة متوافق بيئيا"، أما الخارجية فتم التنسيق مع هيئة تنشيط السياحة للترويج تحت شعار "إيكو إيجيبت" فى كل المعارض الهامة الدولية للسياحة.
حملة "رجع الطبيعة لطبيعتها" للتغيرات المناخية
حيث أطلقت وزارة البيئة الحملة الوطنية للتوعية بقضية الغيرات المناخية تحت شعار " رجع الطبيعة لطبيعتها" من خلال فيديوهات تتضمن التعريف بالتغيرات المناخية وتأثيرها على حياة المواطن من خلال نشر رسائل عن مدى الأضرار التي تسببها التغيرات المناخية وارتفاع وانخفاض درجات الحرارة بشكل كبير من ارتفاع منسوب سطح البحر وتصحر واختفاء بعض الأطعمة وتدهور الأراضي الزراعية وغيرها من التأثيرات، وعرض ما قامت به الدولة من مشروعات لمجابهة التغيرات المناخية ودور المواطن من خلال اتباع السلوكيات الإيجابية التي تقلل من الانبعاثات وتخفيف آثار التغيرات المناخية، بهدف خلق وعي بيئي حقيقي بقضايا التغيرات المناخية وسط المجتمع المصري بكافة أطيافه وفئاته العمرية، لضرورة المشاركة الفعالة لكل فئات الشعب في حماية البيئة من آثار التغيرات المناخية ،وتنمية المسئولية لدى المواطنين بأهمية دورهم في تلك القضية التي أصبحت حقيقة واقعة في حياتنا، وضرورة مساهمة الجميع فى حل قضايا المناخ لأننا جميعا نحصد آثارها فيما نشهده من تقلبات جوية وآثار مناخية غير معتادة.
و يتم حاليا نشر تلك مواد إعلامية بكافة وسائل الإعلام المختلفة وعلى منصات التواصل الاجتماعي ، كما يتم نشر الرسائل التوعوية على الشاشات الإلكترونية بالميادين العامة وإعداد لقاءات وندوات جماهيرية بكافة المحافظات حول التوعية بقضية التغيرات المناخية.
حملة "بلولاجون" للتنوع البيولوجى
شارك فيها مصريون وأجانب وسكان جنوب سيناء، ومؤسسات المجتمع المدنى بالإضافة الى سكان المجتمع المحلي وأصحاب المخيمات والعاملين بالمحمية، ممن تلاقوا فى حب الطبيعة والمحميات الطبيعية، خلال حملة وزارة البيئة (بلولاجون)، التى أطلقتها الإدارة المركزية للمحميات الطبيعية تحت إشراف الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، وتوجيهاتها بحماية الموارد الطبيعية بالمحميات وتحسين مستواها الجمالي لزائريها، وتمتد من البلو هول بدهب إلى أبو جالوم بنويبع، من أجل حماية النظم البيئية بمحمية أبو جالوم بمحافظة جنوب سيناء، والتوعية بأهمية المحميات الطبيعية ودورها فى الحفاظ على الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي، ورفع الوعي بالمحميات الطبيعية وخطورة الأكياس البلاستيكية.
كما اهتمت بلولاجون بمكافحة أخطر مهددات النظام البيئي البري والبحري وصحة الإنسان وتهدد حياة العديد من الكائنات البحرية، وهى السلاحف البحرية المهددة بخطر الانقراض، لأهمية محمية أبو جالوم وما تحتويه من نظم بيئية فريدة وغنية بالموارد الطبيعية الفريدة، بالتوازى ما اوضحته الحملة من أثر التغيرات المناخية على الطبيعة خاصة مع استضافة مصر لمؤتمر المناخ السابع و العشرون بشرم الشيخ ، و تم نقل المخلفات التى تم تجميعها إلي المقلب العمومي في مدينة نويبع.