نور البصيرة.. عائلة من ذوى الهمم من حفظة كتاب الله يبهجون الجميع رغم فقدان البصر

الجمعة، 26 أغسطس 2022 07:00 ص
نور البصيرة.. عائلة من ذوى الهمم من حفظة كتاب الله يبهجون الجميع رغم فقدان البصر أسرة أقصرية عظيمة من حفظة كتاب الله
الأقصر – أحمد مرعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

" فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور".. تلك الآيات المباركة من كتاب الله القرآن الكريم، كانت سبيل عائلة من أبطال ذوي الهمم والمكفوفين فى طريقهم لحفظ كتاب الله وتعلمه رغم ظروفهم المرضية منذ طفولتهم، والجميع يحبهم ويدعمهم فى قريتهم بأصفون المطاعنة جنوب محافظة الأقصر، حيث إلتقى "اليوم السابع" بتلك الأسرة الرائعة خلال تلقيهم دروس القرآن الكريم في أحد كتاتيب القرية.

وفى البداية تقول الواعظة سعيدة عبد الستار محمد واعظة بوزارة الأوقاف فى مدينة إسنا جنوب الأقصر، ومحفظة قرآن كريم لأسرة من ذوي الهمم وهم "أسماء ومصطفى وأسماء" الثلاثة من حملة كتاب الله وهم مكفوفين منذ الطفولة، ووالدتهم تحلم بأن تساعدهم فى إستكمال مسيرتهم التعليمية رغم ظروفهم الصعبة وهم فاقدين للبصر.

وتضيف الواعظة سعيدة عبد الستار، لـ"اليوم السابع"، أن أسماء محمد عبد الفتاح التحقت بالمعهد الأزهرى للفتيات بالقرية، وكانت تحلم بأن تصل للجامعة ولكن الحظ لم يسعفها، كما يدرس شقيقها مصطفى فى معهد اعدادى ازهرى ومستمر فى مسيرته بالتعليم، والشقيقة الثالثة أسماء لم يسعفها الحظ في الالتحاق بالتعليم لظروف إصابتها لعدم وجود مدارس ذوي إحتياجات خاصة فى إسنا لدعم تلك الأسرة الجميلة.

وأكدت محفظة القرآن الكريم لأسرة من ذوي الهمم، أن الثلاثة أشقاء ولدوا هكذا منذ طفولتهم وتلك إرادة الله وقدرهم، وهم حالياً أفضل من غيرهم بحفظهم لكتاب الله فى صدورهم، وتحلم والدتهم بأن يستكملون تعليمهم ويعيشون فى مسكن أفضل لأنهم منذ الصغر فهم فى حالة معاناة من البحث عن الأطباء، حيث أنهم فى حالة إصابة وراثية فقد كان أجدادهم مصابين بتلك الإصابات وكذلك الأب والأم، موضحةً أن الله وفقهم لحفظ كتاب الله ويحصلون على المراكز الأولى فى مسابقات حفظ القرآن الكريم.

ويقول الشاب مصطفى محمد عبد الفتاح البالغ من العمر 16 سنة، وأحد حملة كتاب الله فى قرية أصفون المطاعنة، أنه ولد مصاباً بمياه بيضاء فى العين وتم عمل أكثر من عملية جراحية لعلاجه ولكن دون جدوى، موضحاً أنه يحمد الله على ما هو فيه، فهو أنهى دراسته الإبتدائية وحالياً في معهد اعدادى ازهرى بمدينة إسنا ويحلم بأن يستمر فى تعليمه للمرحلة الجامعية، بجانب استمراره فى حفظ القرآن الكريم لرفع شأن أسرته ووالده ووالدته أمام الجميع.

 

ويضيف مصطفى عبد الفتاح، لـ"اليوم السابع"، أن والده يعمل فى مركز للعطارة بالشرقية لتوفير إحتياجات الأسرة، فهو يوفر لهم شهرياً مصاريف التعليم والعلاج البسيط الذي يحصلون عليها من بعض الأطباء الذين يزورونها بشكل متقطع، بجانب مصاريف المنزل من مأكل ومشرب وتعليم القرآن الكريم بجوار المنزل.

 

فيما قالت شقيقته الكبرى أسماء محمد عبد الفتاح بوجه بشوش ورضا كبير:- "أن برضه نفس الحال قدر الله وماشاء فعل، وهذا قضاء الله ولا راد لقضاؤه، إحنا راضيين باللي ربنا قدره لينا"، موضحةً أنه طالما الإنسان يعيش بتقوى وإيمان ورضا بقضاء الله لا يهمه أي شيء فى حياته، وتحلم بأن تزور بيت الله الحرام ورسول الله.

وقالت الشقيقة الثالثة، أنها ولدت بمياه بيضاء فى عينيها وظلت تعرض على الأطباء دون جدوى، وعندما كبرت قليلاً تم عمل نظارة طبية لها لكي ترى بشكل أفضل ولكنها كانت تشعر بصداع شديد ولا تري جيداً، والأطباء أكدوا لأسرتها أنها تحتاج لعمليات أخرى ليعود إليها النظر من جديد.

فيما تحدثت الأم رضا جاد الرب البالغة من العمر 45 سنة، وأكد أن زوجها أيضاً كان مصاب فى صغره بضعف في البصر، وبعد فترة من بقائه بالمنزل دون عمل قرر السفر للبحث عن فرصة أفضل لتوفير الرزق الحلال لهم، فهو يعمل حالياً فى محل للعطارة ويرسل لهم شهرياً مصاريف تساعدهم فى العلاج للأبناء الثلاثة بجانب مصاريف الدراسة التى توفرها من معاش تكافل وكرامة الذي تحصل عليه بدعم من الحكومة ومديرية التضامن بإسنا.

وأضافت الأم لـ"اليوم السابع"، أن أبناؤها الثلاثة مثلهم مثل حالة والدهم ولدوا بحالة ضعف شديدة فى البصر تتحول مع قلة العلاج والعمليات الجراحية لفقدان للبصر، فهى تعيش على أبنائها الثلاثة حالياً وتربيتهم وتعليمهم وهم فاقدين للبصر تماماً، وتحلم بأن يتلقوا العلاج اللازم ليعيشوا بشكل أفضل في المستقبل.

 

أسرة أقصرية عظيمة من حفظة كتاب الله
أسرة أقصرية عظيمة من حفظة كتاب الله

 

الأسرة الجميلة خلال دروس حفظ القرآن
الأسرة الجميلة خلال دروس حفظ القرآن

 

رضا وقناعة عظيمة بين أسرة من المكفوفين بالأقصر
رضا وقناعة عظيمة بين أسرة من المكفوفين بالأقصر

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة