- الأهالى : كان أهون أن ترسل نقطة الشرطة لنا ولا يرسل لنا أحمد بك أبو سيف نظرا لقوة شخصيته
- أبو سيف وزع من أرضه للفلاحين بنفسه قبل أن يتم استقطاع أجزاء من أرضه أيام جمال عبد الناصر
بطراز معمارى فريد ما زال شاهدا على براعة من صممها، وأنشأها ومن عاش فيها وحافظ عليها حتى الآن بهذا الرونق، والجمال والنظافة تقف "سراى أحمد بك أبو سيف" بقرية بنى قرة التابعة لمركز القوصية شاهدا على تاريخ طويل وأحداث مرت لمدة تزيد عن 100 عام، فكل جانب من جنبات هذه السراى لها ذكرى وقصة، فما زالت ساحة سراى أحمد بك أبو سيف يتردد فى أركانها صوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ الطبلاوى رحمة الله عليهما، وهنا كانت تذبح العجول للأفراح وقصص وسياسيين وممثلين زاروا هذا المكان الذى ما زال رونقه يتخطى رونق أفضل الأبراج السكنية .
قصة سراي أحمد بك أبو سيف
كان أحمد بك أبو سيف واحدا من أشهر أعيان جمهورية مصر العربية وليس أسيوط فقط، فكان يزرع قرابة الألف فدان، وكان له شأن كبير واشتهر بين أهل قريته قرية بنى قرة بالشهامة والكرم والغيرة عليهم وعلى مصالحهم، فكان يساعد الفقراء ويناصرهم وينتصر للضعيف ممن بغا عليه وتبرع بالعديد من الأراضي وبنى منازل لكثيرين كانوا غير قادرين على بناء منازل حينها فأحبوه وأصبحت له هيبة كبيرة حتى عين أول عمدة لقرية "بنى قرة " بمحافظة أسيوط، ففكر أحمد بك أبو سيف أن يكون له ديوانا كبيرا لإستقبال مشاكل أهل قريته وكبار السياسيين وعمد ومشايخ البلاد المجاورة فبني هذه السراي عام 1915وصممها على أحدث الطرز المعمارية فالطابق الأول ديوانا كبير وغرف للإقامة وصالون وسفرة للضيوف وغيرها من الغرف ثم طابقين كبيرين أعلى السراي للإقامة ومن حينها أصبحت السراي هى أشهر مبانى أسيوط وأكثرها رونقا وجمالا وهو ما زال حتى الآن فالنقوش والحوائط والدهانات والأرضيات غاية فى الجمال وساعد أحفاد أبو سيف على بقائها بهذه الصورة حتى الآن .
أول عمدة وآخر عمدة لقرية بنى قرة
من المفارقات الغريبة والنادرة أن أحمد بك أبو سيف هو أول عمدة لقرية بنى قرة منذ أن كان عمره 25 عاما ، وأستمر عمدة للقرية لمدة 60 عاما ومن بعدها لم يعين عمدة آخر للبلد نظرا لعدم تقدم أى شخص للعمودية حتى أبنائه الذين فضلوا أن يحملوا لقب عمدة دون شكل رسمي وهو أمر غريب لم يحدث فى قري مماثلة، وبذلك فهو أول عمدة وآخر عمدة تقديرا من أهل بلدته لهذا الرجل الذى أفنى عمره مقدما للخير لهم وفاتحا أبواب منزله لمشاكلهم ومشاكل البلاد المجاورة .
أبوسيف يتبرع بـ5000 جنيه لمستشفى مبرة محمد على فمنحه فاروق البكوية
كان العمدة أحمد أبو سيف رجل خير ، ومعطاءً فتبرع لبناء جمعية زراعية بقريته، وتبرع بمساحة 6 أفدنه ونصف لبناء مجمع أبوسيف التعليمى، ولكن أشهر ما تبرع به هو 5000 جنيه ، وذلك عام 1945 وهو مبلغ كبير فى هذا التوقيت فلما سمع الملك فاروق بهذا التبرع منحه درجة البكوية نظير عطاءه ، وأمواله التى تبرع بها لمستشفي مبرة محمد على "مستشفى المبرة حاليا"، وما زالت شهادة منحه البكوية تنير جدران السراي بكلمات غاية فى الإنتقاء والجمال ، ولم يقف أبو سيف عند هذا الحد بل وزع أراضي من أرضه لبعض الفلاحين وقت إعتماد قانون استصلاح الأراضي ومصادرة كافة عقارات الإقطاعيين وإعادة توزيع الأراضي على الفلاحين، ففضل أن يمنحه بنفسه لفقراء الفلاحين فى قريته وذلك غير المنازل التي بناها للكثيرين .
أبناء وأحفاد أحمد بك أبو سيف
يقول شهاب سامح أحمد أبوسيف رجل أعمال وحفيد أحمد بك أبوسيف، أن جده أنجب من الأبناء العمدة سامح أبو سيف ، واللواء طبيب فاروق أبوسيف ، و العمدة حسن أبو سيف واللواء ممدوح أبوسيف وكيل هيئة الرقابة الإدارية سابقا وبعد أن توفي بدأ أبناءه فى تحمل مسئولية مصالح القرية ومشاكلها ومشاكل القري المجاورة واشتهر عن أبناءه الحزم فى التعامل وضبط الأمور، حتى أنه كان لا يصل لنقطة الشرطة أو المركز أيه مشكلة من القرية.
وأضاف شهاب ابو سيف أن سراي أحمد بك أبو سيف كانت مقصدا لكل السياسيين ورموز العائلات فى أسيوط وغيرها من المحافظات .
سياسيون وقراء وفنانين زاروا سراي أحمد بك أبوسيف"حكايات السراى"
وأوضح شهاب أبو سيف نجل العمدة أحمد بك أبو سيف، أن السراي زارها كثير من المشاهير ولعل أهمهم والتى كانت البلدة تلتف حولهم مسلمين ومسيحيين الشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ الطبلاوى رحمة الله عليهما، كما زار السراي زكى بدر وزير الداخلية واللواء محمد عثمان إسماعيل محافظ أسيوط ، واللواء نبيل العزبي محافظ أسيوط، واللواء ياسر الدسوفي محافظ أسيوط وعدد كبير من البرلمانيين والسياسيين وأشهر العمد والمشايخ منها حبيب باشا شنودة عمدة أسيوط ، وموريس باشا دوس عضو مجلس النواب ، وجميل القمص أحد أعيان المحافظة، فكانت مقصدا لكل الرموز السياسية والتنفيذية نظرا لصيت العمدة أحمد بك أبو سيف وشهرته واعتباره أحد أهم رموز محافظة أسيوط .
وأضاف الدكتور ياسر أبوسيف عضو هيئة تدريس الجامعة العمالية، أن العمدة أحمد عرابي بك أبو سيف كان عميد كل أفرع عائلة أبوسيف، وكانت هذه السراي ملتقي لكل العائلة وعائلات القرية والبلاد المجاورة، حيث كانت رمزا للمصالحات ففيها تمت غالبية المصالحات بين عائلات القري المحيطة بنا والمراكز المجاورة ، ثم جاء بعده العمدة سامح ابو سيف الذى كان مشهورا بقوة شخصيته وحب الناس اليه وانتصاره للفقير والتصدى للمشاكل ، وحسن أبو سيف وكان يسمى بمايسترو المصالحات والسياسة وسفير النوايا الحسنة ، وشهدت السرايا زيارة وزراء أمثال اللواء زكى بدر وقت أن كان وزير الداخلية وعدد من المحافظين وتجمع العمد والمشايخ بشكل مستمر وترشح من أبناء عائلتنا سراج أبو سيف الذى حصل على عضوية مجلس الشعب 3 دورات "12 سنة " ودورة عضوا لمجلس الشورى " 6 سنوات ".
أهل البلدة وحكايات السراي
يقول حسنى خلاف مسعد مدير عام معاش وأحد معلمي قرية بنى قرة وأحد الأهالى ، أن العمدة أحمد بك سيف كان محبا للعمران فبني هذه السراي حتى يكون ملتقي للجميع وكان يمتاز بشخصيته القوية وفى عهده لم يكن هناك نقطة شرطة لأن الناس كلها مشاكلها تحل داخل السراي قبل الوصول لقسم الشرطة وبسبب هيبته وشخصيته فكان صاحب المشكلة يتمنى أن يذهبوا الي قسم الشرطة ولا يذهبو الى أحمد بك ابو سيف بسبب الهيبة وكنا نعيش فى أمان ونحن أطفال كنا نلعب حول هذه السرايا وكان الغفير له هيبة كبيرة.
وعن المناسبات والأفراح قال: كان أول فرحة زواج ابنه سامح بك أبو سيف وحسن بك أبو سيف واقام عرس ما زلنا نحكى به حتى الآن بسبب المشاهير ومشاهير القراء وبعض الفنانيين وكان الفرح لكل أهل البلدة وليس أعيان البلاد بل كان هناك سرادق خاص لأهالى بنى قرة ، ولا انسى لهذا الرجل حينما شرعنا فى بناء كنيسة وشهاب بك ابو سيف كان يأتى ويسألنى عن أى طلبات نحتاجها في بناء الكنيسة ولولا بيت أبو سيف ما كنا نستطيع بناء الكنيسة وهو دليل على أصل وتربية هذه العائلة وأبنائها .
وأضاف محمد عبد الحميد على عطية مدير مدرسة أبو سيف على المعاش، أنه حضر آخر ايام العمدة أحمد بك ابو سيف ، وكان رجلا معروفا على مستوى الجمهورية وكان الرجل الأول في المصالحات وحل المشاكل وكان له هيبة كبيرة وكانت السرايا تتزين فى الأفراح والمناسبات لحضور الآلاف من أبناء القرية والقري المجاورة وأنا شخصيا حضرت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وكانت كل المحبين أتت من كل أنحاء المحافظة وكان آل ابو سيف يقدمون أشهي وأجود أنوع الضيافة لكل القادمين من البلاد ومن قريتنا ومن القري المجاورة.
أما ناجى جابر رزق غفير السرايا الذى أكمل بعد والده قال إن هذه السراي كانت دائما مكانا ومقصدا لكل صاحب مشكلة، كما أنها كانت أيضا مقصدا للفقراء فالذبائح كانت لا تتوقف والعطاء كان بشكل مستمر والأفراح لم تكن لكبار القوم بل كانت للفقير قبل الغنى.
غفير-سراي-ابو-سيف
مراسل-اليوم-السابع-مع-احفاد-احمد-بك-ابو-سيف-(1)
مراسل-اليوم-السابع-مع-أهالى-القرية-(1)
أحد-أهالي-القرية--(1)
الدكتور-ياسر-ابو-سيف-(3)
السراى-من-الخارج-(2)
السراى-من-الخارج-(3)
السراى-من-الخارج-(5)
الطراز-المعمارى-والرسوم-والنقوش-بسراي-ابوسيف-(1)
الطراز-المعمارى-والرسوم-والنقوش-بسراي-ابوسيف-(3)
الطراز-المعمارى-والرسوم-والنقوش-بسراي-ابوسيف-(4)
الطراز-المعمارى-والرسوم-والنقوش-بسراي-ابوسيف-(7)
الطراز-المعمارى-والرسوم-والنقوش-بسراي-ابوسيف-(13)
العمدة-حسن-ابو-سيف
العمدة-سامح-ابو-سيف
آيات-قرآنية-بماء-الذهب-داخل-السراي
حسنى-خلاف-أحد-معلمي-وابناء-القرية-(1)
حسنى-خلاف-أحد-معلمي-وابناء-القرية-(2)
ديوان-سراي-ابو-سيف-(1)
ديوان-سراي-ابو-سيف-(5)
ديوان-سراي-ابو-سيف-(7)
رجل-الأعمال-شهاب-ابو-سيف-(3)
رجل-الأعمال-شهاب-ابو-سيف-(4)
رجل-الأعمال-شهاب-ابو-سيف-(7)
سيفين-رمزا-للعائلة-ومر-عليهما-اكثر-من-100-عام-(1)
سيفين-رمزا-للعائلة-ومر-عليهما-اكثر-من-100-عام-(2)
شهادة-بمنح-البكوية-لأحمد-بك-ابوسيف-(2)
صور-قديمة-وذكريات-لآل-ابو-سيف-(1)
صور-قديمة-وذكريات-لآل-ابو-سيف-(2)
صور-قديمة-وذكريات-لآل-ابو-سيف-(3)
صور-قديمة-وذكريات-لآل-ابو-سيف-(4)
صور-قديمة-وذكريات-لآل-ابو-سيف-(5)
صور-قديمة-وذكريات-لآل-ابو-سيف-(6)
صور-قديمة-وذكريات-لآل-ابو-سيف-(7)
صور-قديمة-وذكريات-لآل-ابو-سيف-(13)
صور-قديمة-وذكريات-لآل-ابو-سيف-(14)
صور-قديمة-وذكريات-لآل-ابو-سيف-(15)
صور-قديمة-وذكريات-لآل-ابو-سيف-(16)
صورة-للعمدة-أحمد-بك-أبو-سيف-(1)
صورة-للعمدة-أحمد-بك-أبو-سيف-(3)
غرف-السراي-من-الداخل-(1)
غرف-السراي-من-الداخل-(4)
غرف-السراي-من-الداخل-(6)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة