ترأس رئيس الوزراء مصطفى مدبولى الوفد المصرى المشارك في القمة الثامنة لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا "تيكاد 8" نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهى القمة التي تستضيفها تونس، اليوم السبت، بمشاركة 66 وفدًا من دول إفريقية واليابان ومنظمات إقليمية ودولية، و20 شخصية ما بين رؤساء دول ورؤساء حكومات والمفوضية الإفريقية ومنظمة الأمم المتحدة والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة والبنك الافريقي والبنك الدولي ومنظمات اقتصادية دولية.
تناقش القمة، التي تمتد ليومين، "أولويات التنمية في إفريقيا لمرحلة ما بعد جائحة كورونا"، وتتوزع على ثلاثة محاور أساسية هي "تحقيق نمو مستدام وشامل مع الحدّ من التفاوت الاقتصادي"، و"بلوغ مجتمع مستقر ومرن قوامه الأمن الإنساني" و"بناء سلم واستقرار مستدامين من خلال دعم المجهودات الذاتية لإفريقيا".
من جانبه وصف الرئيس التونسى قيس سعيد القمة بأنها أن القمة المنعقدة، بأنها''زواج وحدث تاريخي يجمع الدول الإفريقية واليابان'' وهي فرصة لكي تنظر دول الاتحاد الإفريقي في أسباب الفقر والبؤس وعدم نجاح هذه الدول في تغيير أوضاع القارة، داعيا إلى ضرورة وضع المشاركين حلولا تمكن الشعوب الإفريقية من تحقيق أمالها وتطلعاتها وأحلامها.
صورة جماعية للمشاركين فى القمة مع الرئيس قيس سعيد
30مليار دولار للتنمية
من جانبه قال رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا، فى كلمته عبر الفيديو كونفرنس، فى الجلسة الافتتاحية لقمة تيكاد 8، إن اليابان عازمة على التنمية فى أفريقيا وتتعهد بتقديم 30 مليار دولار كمساعدات للتنمية في أفريقيا.
الرئيس التونسى خلال استقباله الدكتور مصطفى مدبولى
وأكد قيمة ما تزخر به إفريقيا من ثروات وديناميكية، معتبرا أنها شريك مهم لليابان التي ترى في نمو أفريقيا نموا لاستثماراتها في هذه القارة .
وشدد على أن اليابان تركز على الإنسان لتحقيق مجتمع افريقي مرن ومتين، مشيرا الى أنه بخلاف تخصيص اليابان خلال تيكاد 7 بكينيا مبلغا تمويليا بقيمة 20 مليار يان ياباني لتمويل القطاع الخاص فإنه تم إقرار 30 مليار دولار اضافي بمناسبة تيكاد 8 بتونس لفترة الثلاث سنوات القادمة لتشجيع نمو الاقتصاد الأخضر في افريقيا إضافة إلى 4 مليارات دولار للقطاعين العام والخاص وتشجيع الاستثمار والتركيز خاصة على تشجيع المؤسسات الناشئة للشباب الناشط في اليابان وأفريقيا.
آمال أفريقيا
وفى سياق متصل، أكد الرئيس التونسي قيس سعيد، أن جائحة كورونا أثبتت أن التعاون الدولي لم يكن بالقدر المطلوب، مضيفا، أنه يجب البحث عن سبل تحقيق آمال الشعوب الأفريقية، داعيًا لإيجاد آليات جديدة للتعاون الأفريقي الياباني، وقضايا الدول الأفريقية جاءت نتيجة لجملة من الأسباب ليس أقلها التداخلات الخارجية وغياب العدالة الاجتماعية المنشودة.
قيس سعيد خلال افتتاح القمة
واستطرد قائلا: من المؤسف أن نرى أشخاصا داخل أفريقيا أو خارجها يبحثون عن الماء أو الدواء.. وعلينا بناء مجتمعات عدالة، وننظر في التاريخ والأسباب التي أدت بنا إلى هذه الأوضاع"،وأضاف أن اليابان حققت الكثير في وقت قصير.. وعلينا اختصار الزمن ومواجهة عدم الاستقرار وعدم التوزان في العلاقات الدولية وأفريقيا تملك الثروات والقدرات البشرية".
واتفق الرئيسان التونسي قيس سعيد والسينغالي ماكي سال خلال كلمتهما الافتتاحية لقمة طوكيو الدولية للتنمية في أفريقيا، على ضرورة النظر في أسباب الفقر والبؤس وعدم نجاح الاتحاد الافريقي في تغيير أوضاع القارة.
ونوه الرئيس قيس سعيد بقيمة اليابان التي حققت في ظرف صعب وفترة وجيزة نموا ليكون نموذجا في مقدمة الدول المتقدمة وتحقق نموا يشهد به العالم مع محافظتها على ثقافة مجتمعها وتقاليدها.
تعزيز الحوار السياسي
وعلى صعيد متصل، أكد المنسق الإعلامي لندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا محمد الطرابلسي ، أن تونس تعول على هذه القمة الدولية حتى تتمكن من الدخول مجددا ضمن رادار المستثمرين الأجانب والفاعلين على المستوى المالي دوليا.
رئيس وزراء اليابان
وأضاف محمد الطرابلسي أن” تيكاد 8 "تمثل فرصة لتونس للترويج لصورتها باعتبارها قدرتها على احتضان عديد الاستثمارات الهامة خصوصا في ظل مشاركة أكثر من 100 رجل أعمال ياباني يمثلون 50 شركة يابانية ومثيلهم من رجال الأعمال التونسيين والأفارفة.
تعد "تيكاد" منتدى مفتوحا وشاملا يجمع كافة البلدان الإفريقية وشركاء التنمية، بما في ذلك المنظمات الدولية والإقليمية والبلدان المانحة والدول الآسيوية والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، التي تعمل في مجال التنمية في إفريقيا.
ويهدف مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا "تيكاد" إلى تعزيز الحوار السياسي رفيع المستوى بين القادة الأفارقة وشركاء التنمية بشأن القضايا المتعلقة بالنمو الاقتصادي والتجارة والاستثمار والتنمية المستدامة والأمن البشري والحوكمة، ودمج الأولويات الإفريقية في جداول أعمال التعاون الدولي للشركاء والمانحين، وحشد الدعم لمبادرات التنمية في القارة، وتوفير مبادئ توجيهية أساسية وشاملة حول التنمية فيها، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين آسيا وإفريقيا مع التركيز على التنمية في إفريقيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة