صدر حديثًا عن المركز القومى للترجمة برئاسة الدكتورة كرمة سامى الطبعة العربية من كتاب "استكشاف العلم من خلال الخيال العلمي" من تأليف بارى لوكالا ومن ترجمة وتقديم رؤوف وصفي.
فى مقدمة الكتاب يوضح المترجم كيف يؤثر معدل التغير المتسارع فى كل أنشطة الحياة على توقعاتنا المستقبلية بالرهبة أو الرجاء كما يؤثر بدوره بشكل واضح على الطريقة التى نتصرف بها اليوم وفى هذا الإطار يمكن لكاتب الخيال العلمى أن ينصب نفسه مترجمًا كونيًا بين الطرق المختلفة لرؤية العالم ليس عالم اليوم وحسب بل عالم المستقبل إذ أن لديه القدرة على استشراف آفاق الغد مستندًا إلى الخيال و العلم و التكنولوجيا.
ويعد قارئ أدب الخيال العلمى قارئًا خاصًا من واقع أنه يرغب فى التعامل مع الحياة بأسلوب علمى متفرد وبنظرة مستقبلية أيضًا وقد أطلق النقاد اصطلاح الخيال العلمى على ذلك الفرع من الأدب الروائى الذى يعالج بطريقة خيالية استجابة الإنسان لكل تقدم فى العلوم و التكنولوجيا سواء فى المستقبل القريب أوالبعيد كما يجسد تأملات الإنسان فى احتمالات وجود حياة فى الأجرام الفضائية الأخرى.
ويهدف الخيال العلمى إلى نقل الحقيقة العلمية بأمانة و صدق و بنظرة مستقبلية وإن تغلفت بغلاف له تألق و بريق القصة وهو يعالج أيضا الأفكار الاجتماعية و العلمية بشكلها الصرف الخالص.
بحسب المترجم، فإن أحسن قصص الخيال العلمى التى تترك تأثيرها على أجيال من القراء هى التى تدور حول الناس و قد يكون هؤلاء الناس من الكائنات الأخرى أو الروبوتات و لكنهم أناس بمعنى أن القارئ يشعر بهم و يشاركهم أفراحهم و أحزانهم و أخطاءهم و نجاحهم أو فشلهم النهائي.
كما يوضح أنه فى غضون فترة السبعينيات من القرن العشرين بدأ استخدام الخيال العلمى على نطاق واسع فى مختلف الفصول التعليمية و المناهج الدراسية فى الخارج و هناك تفسير أن الاهتمام المفاجئ بالخيال العلمى بوصفه وسيلة تعليمية حديثة :أولا إن أدب الخيال العلمى أصبح شائعًا بين الأطفال والشباب و من ثم فإنه يشجعهم على المزيد من الاهتمام بالقراءة وثانيًا إن الخيال العلمى بطبيعته يتطرق إلى العديد من الموضوعات العلمية و الفنية و الاجتماعية وغيرها بنظرة مستقبلية ومن ثم يتميز بهذا التداخل الثرى فى أفرع كثيرة من المعرفة بالإضافة إلى أن الخيال العلمى يطرح فكرة السيطرة على الزمان و المكان أى انه يربط بين الماضى والحاضر والمستقبل لهذا يمكن أن يمثل الخيال العلمى "قاعدة" لمنهج الدراسة فى المستقبل .و يختتم المترجم رؤوف وصفى المقدمة بأن كتاب "استكشاف العلم من الخيال العلمي" إضافة متميزة ومتفردة للمكتبة العربية العلمية وجدير بالاقتناء.
يتكون الكتاب من 8 فصول تأتى بعنوان: "التفرقة بين الحقيقى والممكن والمستحيل"، "ما طبيعة المكان والزمان: فيزياء السفر إلى الفضاء والسفر فى الزمن"، "مم يتكون الكون: المادة، الطاقة والتفاعلات المتبادلة"، "هل يمكن للآلة أن تكون مدركة لذاتها: العلوم الحاسوبية والمعرفية"،"هل نعيش وحدنا فى الكون :البحث على كائنات ذكية فى الفضاء الخارجي"،"ما الذى يعنيه أن تكون إنسانا :العلوم البيولوجية ،التقانة النانونية و اعتبارات أخرى""كيف نحل مشاكلنا" و "ماذا ينتظرنا فى المستقبل".
المؤلف بارى لوكالا مدير مختبرات طلاب قسم الفيزياء بجامعة كارنيجى ميلون الأمريكية ،حاصل على درجة الدكتوراه فى فيزياء المادة المكثفة من جامعة كارنيجى ميلون.
المترجم الكبير رؤوف وصفى ،عمل فى التدريس فى جامعات مصر والعراق والكويت، ألف عدد كبير من قصص الخيال العلمى أشهرها سلسلة "نوڤا" للخيال العلمى كما ترجم العديد من الكتب فى مجال الخيال العلمي.
حصل الراحل على جائزة تبسيط العلوم من أكاديمية البحث العلمى و التكنولوجيا و جائزة الثقافة العلمية لعام 2016، كما حصل على جائزة الثقافة العلمية من المركز القومى للترجمة فى العام 2020 عن ترجمته لكتاب "رؤية نانو
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة