شهدت كلية التربية الفنية بجامعة المنيا، اليوم، مناقشة أول رسالة دكتوراه في تخصص المناهج وطرق التدريس بالكلية بعنوان "برنامج قائم على استراتيجية الصف المقلوب والاتجاه نحوه لتنمية بعض مهارات التصميم الزخرفي لدي طلاب التربية الفنية بالمرحلة الجامعية"، للباحث محمد منير محمد سمير عبد المقصود غازي، خريج الدفعة الأولي للبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، التابع لرئاسة الجمهورية، وباحث بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار لرئاسة مجلس الوزراء.
تحت إشراف الدكتور أمل محمد محمود محمد أبوزيد، أستاذ المناهج وطرق تدريس التربية الفنية وعميد كلية التربية الفنية بجامعة المنيا، الدكتورة نجوى علي محمد، أستاذ التصميم المساعد بقسم التصميمات الزخرفية ووكيل كلية التربية الفنية لشئون التعليم والطلاب بجامعة المنيا.
قدمت الدراسة برنامج تعليمي متكامل قائم على استراتيجية الصف المقلوب لمقرر "النظم الزخرفية في التراث" لطلاب الفرقة الثانية بالكلية، حيث يدعم البرنامج المقترح دور التكنولوجيا في التعليم العالي، ويأتي في ضوء الاتجاه نحو التحول الرقمي في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي من خلال استخدام استراتيجيات التعليم المدمج أو الهجين خاصةً في أوقات الجوائح الصحية.
وأشار الباحث إلى أنه اعتمد على منصة فصول جوجل "Google Classroom" كأداة تكنولوجية لتطبيق استراتيجية الصف المقلوب أو المعكوس خلال جائحة كورونا "كوفيد –19"، وأضاف أن استراتيجية الصف المقلوب تعد أحد أنواع التعليم الهجين ولكنها تتميز بمرونة أكبر وتوفر للطلاب المزيد من الوقت للتجريب دون التقيد بقاعة الدراسة.
وأوضح الباحث أن استراتيجية "الصفوف المقلوبة" تسهم في تسريع وتيرة تحسين نواتج التعلم عبر الانتقال من التركيز على مستويات التذكر والفهم إلى مستويات أعلي تتضمن التحليل والتقويم والابتكار، كما تلبي – في الوقت ذاته – احتياجات الدول لإعداد طلاب اليوم لمتطلبات العمل في الغد من خلال التركيز على مهارات المستقبل، بالإضافة إلى ما يقدمه هذا النموذج من مرونة للأنظمة التعليمية تعزز من قدراتها على تحمل الصدمات وتضمن استمرارية الأعمال المرتبطة بالتعليم في الأحوال غير العادية مثل حالات الكوارث والأزمات.
وأضاف الباحث أن مقرر "النظم الزخرفية في التراث" يتضمن استعراض الإنتاج الفني الثري للتراث المصري القديم، والتراث القبطي، والتراث الإسلامي، والتراث الشعبي، مشيرًا إلى اعتماد التطبيق على باقة متنوعة من الوسائل التعليمية التي تضمنت أفلام الفيديو من إعداد الباحث، والزيارات المتحفية الافتراضية التي توفرها وزارة السياحة والآثار لمتاحف الفن الإسلامي والقبطي وعدد من الأماكن الأثرية الفرعونية.
كما استفادت الدراسة من كتاب "الأعمدة السبعة للشخصية المصرية" للدكتور ميلاد حنا، كأحد المصادر الرئيسية لدراسة فلسفة الشخصية المصرية وعلاقتها بالتراث المصري البصري والفني المتراكم على مر العصور، بالإضافة إلى عدد كبير من الكتب والمصادر الأخرى المتخصصة في التراث المصري والتصميم الزخرفي.
وقد نجح طلاب الفرقة الثانية للعام الجامعي (2020/ 2021) في إنتاج أعمال فنية متميزة ومُبتكرة قائمة على دمج عناصر التراث الإسلامي والشعبي بعد دراسة البرنامج المقترح، وإبراز المفاهيم التراثية في الفن الإسلامي والشعبي، والتمييز بين الطرز الفنية في الحضارات المختلفة، وتطبيق المهارات والتقنيات المستخدمة في الألوان، وابتكار المحاور الإنشائية والشبكات الهندسية في حلول تشكيلية، وإظهار قيمة التراث كمصدر للإبداع، حيث تضمنت الأعمال تصميمات زخرفية يدوية وأخرى منفذة باستخدام أحد برامج التصميم الجرافيكي على الكمبيوتر.
وبعد انتهاء الباحث من عرض رسالته والمناقشة العلنية في محتواها، قررت اللجنة بعد المناقشة والتعقيب وبإجماع الآراء منح الدارس درجة دكتوراه الفلسفة في التربية الفنية تخصص المناهج وطرق التدريس بجامعة المنيا، مع التوصية بتداول الرسالة مع الكليات المتخصصة، وتخصيص نسخة لوزارة التعليم العالي للاستفادة منها في التعليم الهجين بتطبيقه، وأثنت اللجنة على الرسالة وموضوعها والبرنامج المقترح.
وقد ضمت لجنة المناقشة والحكم كلًا من الدكتور أحمد سيد محمد مرسي، أستاذ مناهج وطرق تدريس التربية الفنية المتفرغ وعميد كلية التربية النوعية الأسبق بجامعة القاهرة "رئيسًا ومناقشا"، والدكتورة أمل محمد محمود أبو زيد، أستاذ مناهج وطرق تدريس التربية الفنية وعميد كلية التربية الفنية بجامعة المنيا "مشرفًا"، والدكتورة زينب محمود أحمد على، أستاذ مناهج وطرق تدريس التربية الفنية وعميد كلية التربية النوعية سابقًا بجامعة سوهاج "مناقشًا"، ودكتورة نجوي علي محمد، أستاذ التصميم المساعد بقسم التصميمات الزخرفية ووكيل كلية التربية الفنية لشئون التعليم والطلاب بجامعة المنيا "مشرفًا".
و بحضور الدكتور محمد البدري، عضو مجلس الشيوخ، وأستاذ المسالك البولية بكلية الطب، ومن داخل الكلية الدكتورإبراهيم عيسى عبد الحافظ، وكيل كلية التربية الفنية لشئون الدراسات العليا، وعمداء الكلية السابقين،الدكتور حنا حبيب رملة، الدكتور محمد عبد اللاه، وعدد من أعضاء هيئة التدريس والباحثين بالكلية.
والجدير بالذكر، أن جامعة المنيا تعد من أوائل الجامعات المصرية التي قدمت خطة تطبيق نمط التعليم الهجين لوزارة التعليم العالي، بجهود ودعم من إدارة الجامعة المخلصة المتمثلة في الدكتور مصطفي عبد النبي، رئيس الجامعة، الدكتور عصام فرحات، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وقد حققت مستويات متميزة من الجودة في الأداء والإنجاز الكبير في تحويل المقررات الجامعية إلى مقررات إلكترونية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة