بعد مقتل أيمن الظواهرى، هناك توقعات لمصير خلايا أو بقايا تنظيم القاعدة، فى أفغانستان وأيضا فى الدول والمناطق التى انتقل إليها أعضاء وقيادات التنظيم للبحث عن ملاذات آمنة، بالطبع فإن التنظيم منذ مقتل أسامة بن لادن، وربما قبله فقد الكثير من قوته، وأيضا تمويله، ودخل فى مرحلة من الضعف، خاصة أن كثيرا من أعضائه غادروا ملاذاتهم فى تورا بورا وجبال أفغانستان وباكستان، بعد الغزو الأمريكى لأفغانستان بعد 11 سبتمبر، كما انضم بعضهم إلى تنظيمات أخرى خاصة داعش، والذى شهد فترة قوة مع تدفقات وتمويلات من دول وأجهزة قبل أن يواجه انكسارا منذ 2016.
بعد غزو العراق 2003 تدفق أعضاء التنظيم إلى العراق وبرز التنظيم بقيادة أبو مصعب الزرقاوى، الذى قتل فى عام 2006، لتبدأ مرحلة بناء تنظيم داعش، وبعد مقتل أسامة بن لادن فى مايو 2011، حاول الظواهرى وقف تدفق مقاتلى القاعدة على داعش، لكن إمكانات داعش المادية والقتالية، والتمويلات التى تدفقت عليه بعد غزو العراق وحتى إعلان الخلافة بقيادة أبو بكر البغدادى، مثلت إغراءات لمقاتلى القاعدة لينضموا الى داعش، لكن أسامة بن لادن ومن بعده الظواهرى أصدرا فتاوى تكفر داعش وتعتبرهم خوارج وأصحاب دين مزيف، عندما تسلم داعش دور الوكيل لأطراف وجهات وأجهزة حافظت على تمويله ودعمه، وهى نفس الجهات التى سلمت الظواهرى أو رفعت عنه الحماية.
كان عام 2018 أكثر وربما آخر عام ظهر فيه أيمن الظواهرى، قبلها بشر بانتصار القاعدة فى العراق والشام، ودعا لإقامة دولة الخلافة، لكن داعش والبغدادى سرقا منه الدولة المزعومة وأعلنوا خلافة الرايات السوداء، وهو ما دفع الظواهرى لإصدار بيانات تكفير التنظيم المنافس. وحاول بعد هزائم داعش أن يدعو مقاتلى التنظيم المنافس للتوحد تحت راية القاعدة، لكنه وقتها لم يدرك حجم التحولات التى جرت فى المنطقة والعالم، حيث تم توظيف تنظيمات أخرى بعد انتهاء دور القاعدة كتنظيم يمارس الإرهاب بالوكالة، وحل مكانه داعش.
وبعد مقتل أبو بكر البغدادى خليفة داعش عام 2019، طرح السؤال عن مصير التنظيم واحتمالات انقسامه أو اندماجه مع القاعدة ليبدأ مرحلة جديدة، لكن داعش نفسه واجه هزائم وتراجعا كبيرا، وانتقل أعضاؤه إلى مناطق متفرقة، فى أفريقيا وآسيا، وهو نفس ما واجه القاعدة، والذى أصبح تنظيما متفرقا، يضم خلايا نائمة وذئابا منفردة، ويختلف عن القاعدة، ويقوم بدور وكيل قتال أو مرتزقة.
تنظيم القاعدة الذى نشأ فى ظل الحرب الباردة، ودعمته الولايات المتحدة، لمواجهة الاتحاد السوفيتى، فقد الكثير من مميزاته والدعم الذى حصل عليه من أجهزة ودول، وتخلت عنه الولايات المتحدة بعد انتهاء دوره، لكن بقاء أعداد كبيرة من المقاتلين والأموال والأسلحة، دفعته للتحول تجاه الولايات المتحدة، وكانت هجمات 11 سبتمبر 2001، بداية حرب شنتها الولايات المتحدة على التنظيم، ما تسبب فى تفكيكه، وإضعافه، وزاد التراجع بعد مقتل أسامة بن لادن، وتولى الظواهرى قيادة تنظيم مفكك، فقد الدعم والملاذات الآمنة، واكتفى ببيانات وفيديوهات، مختبئا حتى تم اصطياده بصاروخ أمريكى، ليواجه بقايا التنظيم مصيرا مجهولا، قد ينضم ما تبقى منهم لداعش، وهو أيضا فقد الكثير من قدراته خلال السنوات الماضية، ليتركز فى غرب أفريقيا وبعض مناطق الشام والعراق، من دون قيادات كبيرة، وهو ما يدفعهم للبحث عن ملاذات أو تنظيمات صغيرة، يعملون من خلالها هربا من مصير الظواهرى والزرقاوى، مع توقعات باستمرار فلول وخلايا القاعدة وداعش تحت الطلب ضمن إرهاب معولم عابر للحدود.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة