تشير التقارير إلى أن إجمالى عدد الحالات المصابة بمرض جدرى القرود نحو 19,188 حالة في 76 دولة، ووفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية فإنه يعتبر مرضا نادرا يحدث فى المناطق النائية من وسط أفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية، وتمثل أعراض إصابته للإنسان تلك التى كان يشهدها فى الماضى المرضى المصابون بالجدرى ولكنه أقل شدة.
ووفقا للأمم المتحدة في 23 يوليو أعلنت منظمة الصحة العالمية أن تفشى مرض جدري القرود في العالم يمثل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا، وهو أعلى مستوى من التأهب للمنظمة، وبهذه الطريقة تهدف منظمة الصحة العالمية إلى تعزيز التنسيق وتعاون الدول والتضامن العالمي.
وتعود بداية ظهور جدرى القرود إلى عام 1958، حيث تم اكتشاف الفيروسات أثناء تجمعات قرود كانت معدة للأبحاث، بينما تم الإعلان لأول مرة عن جدرى القرود بين البشر عام 1970 بالكونغو الديمقراطية لطفل عمره 9 سنوات، كان يعيش فى منطقة تم القضاء فيها على الجدوى عام 1968، ومنذ ذلك الحين تم الإبلاغ عن حدوث معظم الحالات فى المناطق الريفية من الغابات المطيرة بحوض نهر الكونغو وغرب أفريقيا، بينما سجلت أولى الحالات للمرض خارج أفريقيا عام 2003 فى المنطقة الغربية الوسطى من الولايات المتحدة الأمريكية.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن العدوى بالمرض من الحالات الدالة عن مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بالعدوى أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية، علمًا بأن القوارض هى المستودع الرئيسي للفيروس، ومن المحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهية جيدًا من الحيوانات المصابة بعدوى المرض عامل خطير يرتبط بالإصابة به، ويمكن أن يحدث انتقال المرض على المستوى الثانوى أو من إنسان إلى آخر عن طريق المخالطة الحميمية لإفرازات الجهاز التنفسي لشخص مصاب بعدوى المرض أو لآفاته الجلدية، أو عند ملامسة أشياء لوثت مؤخرا بسوائل المريض أو بمواد تسبب الآفات، وقد يسهم تقييد عمليات نقل الثدييات الأفريقية الصغيرة والقرود أو فرض حظره على نقلها إسهامًا فعالًا فى إبطاء وتيرة اتساع نطاق الفيروس إلى خارج أفريقيا.
وتتراوح فترة حضانة جدرى القرود من 6 : 16 يومًا، ويمكن تقسيم مرحلة العدوى إلى فترتين هما "فترة الغزو" من "صفر - 5 أيام" ومن سماتها الإصابة بالحمى وصداع مبرح وتضخم بالعقد الليمفاوية والشعور بآلام فى الظهر والعضلات مع وهن شديد، والفترة الثانية "فترة ظهورالطفح الجلدى" وتتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى والتى تتبلور فيها مختلف مراحل ظهور الطفح، الذى يبدأ على الوجه فى أغلب الأحيان، ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
وأوضح الدكتور محمد رجائى، مدير الإدراة المركزية لحدائق الحيوان بوزارة الزراعة، أن حديقة الحيوان بالجيزة تستقبل المواطنين طوال أيام الأسبوع خلال الإجازة الصيفية، مشيرا إلى أنه يتم تقديم كافة أوجه الرعاية الطبية والوقاية والتحصينات المقررة بصفة دورية للحيوانات ضد الأمراض والأبئة، مؤكدا أن الحديقة خالية تماما من أي أمراض وصحة جميع الحيوانات بحالة ممتازة.
وأضاف أن قرود حديقة الحيوان جميعها من سلالات مصرية، وبالتالى فإنه لا توجد فرص لتعرض أى منهم للإصابة من قبل حيوانات حاملة للفيروس، مشيرًا إلى أن الهيئة العامة للخدمات البيطرية ترى أن القرود مصدر للكثير من الأمراض المشتركة نظرا لقربها التشريحي من الإنسان، لذا تم اتخاذ قرار بمنع استيرادها من أي مكان في العالم منذ أكثر من 15 عاما.
ولفت رئيس الإدارة المركزية لحديقة الحيوان إلى أن جميع الموانئ المصرية، لا تسمح باستيراد القرود، كما أن هناك خطة وقاية وتحصينات، موضحا أن الإقبال يومي كبير على حديقة الحيوان خاصة على القرود.
وأضاف أنه يتم إجراء الفحص اليومى والمعملى الدائم على الحيوانات، بالإضافة إلى المتابعة اليومية لملاحظات حراس الحيوانات عليها وعلى حالتها، كما أنه يتم إعطاء التحصينات اللازمة للحيوانات فى المواعيد المحددة لها.
يشار إلى أنه يتم عمل فحوصات كاملة لأى مسافر تظهر لديه إصابات جلدية ظاهرة أو ارتفاع فى درجات الحرارة وتوجد الأجهزة الكاشفة منذ بداية أزمة كورونا، وفى حال كان الإعياء يشير إلى مخاوف من الإصابة سيخضع لبقية الفحوصات لمعرفة ماهية إصابته وسيتم عزله.
وأكد الدكتور محمد رجائى أن حديقة الحيوان تشهد إقبالا كبيرا من المواطنين والرحلات المختلفة، نظرا للتطوير الكبير الذي شهدته مؤخرا، كما أن قيمة تذكرة دخول الحديقة 5 جنيهات فقط طوال أيام الأسبوع.
جدير بالذكر أنه نظرا لموجة الحرارة الشديدة التي تشهدها البلاد حاليا فإنه يتم تنفيذ برنامج مكثف لتخفيف تأثير الحرارة على الحيوانات يتضمن حمام دش مائي للحيوانات والطيور بصفة مستمرة، وعمل تندات لوقايتها من الشمس، وأيضا عمل مجرى مائي داخل سور الحيوانات لترطيب الحرارة مع رش الشوارع والطرقات بالمياه، وتقديم المثلجات والأغذية المبردة لبعض الحيوانات التي تحتاج ذلك، مثل الشمبانزي والقرود وسباع البحر وغيرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة