كشف جيش التحرير الشعبي الصيني PLA عن نشره لأول صواريخ فرط صوتية في العالم تنطلق من مركبة إطلاق برية مضادة للسفن، من طراز DF-17، الذى أطلقت عليه وسائل الإعلام الصينية أنه "قاتل حاملات الطائرات".
يأتي الإعلان عن الصواريخ الخارقة الجديدة في ضوء تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والصين على خلفية زيارة رئيسة الكونجرس الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان، وتزامناً مع إعلان البحرية الأمريكية تحريك مجموعة حاملة الطائرات "رونالد ريجان" بالقرب من الإقليم الصيني أثناء زيارة المسؤولة الأميركية الرفيعة إلى العاصمة تايبيه، وهو ما حذرت منه بكين مهددة باتخاذ ردود فعل قوية.
وبالرغم من أن جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بما فيها الولايات المتحدة، تعترف بتايوان كجزء من الوطن الأم الصين، فإن حكومة تايوان الانفصالية في تايبيه، التي نشأت في أعقاب الحرب الأهلية الصينية، تحظى بدعم أمريكي وغربي باتت محوراً جوهرياً للخلاف الصيني- الأمريكي الأخير.
وتقول مجلة "ميليتري ووتش" الأمريكية إن الجيش الصيني حرص في السنوات الأخيرة على نشر طرازات متعددة من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، كان آخرها الصاروخ الباليستي، الذي ينطلق من الجو من طراز CH-AS-X13. وأشارت إلى أن الصاروخ الباليستي التكتيكي DF-17 الذي يحمل مركبة انزلاقية فرط صوتية (قاتل حاملات الطائرات) تم الكشف عنه لأول مرة في 2019، وكان يعتبر سلاحاً فريداً من نوعه غير موجود في أي ترسانة في العالم، باستثناء كوريا الشمالية التي أعلنت في أعقابها عن إدخال نوعية مماثلة من الصواريخ في جيشها.
وتؤكد المجلة أن جيوش الصين وروسيا وكوريا الشمالية هي الجيوش الوحيدة عالمياً التي تستحوذ على مثل هذا العتاد الحربي الفرط صوتي (الهايبرسونيك)، رغم أن الولايات المتحدة استثمرت بكثافة لتطوير عتاد مماثل. وتحتل منظومات الصواريخ الهايبرسونيك مكانة رفيعة نظراً لمداها البعيد، وقدراتها الفائقة على المناورة، وسرعاتها الخارقة، وهي خصائص تجعلها عملياً من المستحيل الوثوق في إمكانية رصدها وإسقاطها.
الطراز الجديد المضاد للسفن من صواريخ DF-17 أو غيره من النوعيات المتوافرة لدى الجيش الصيني لمواجهة القدرات البحرية المعادية، توفر للبحرية الصينية مستوى جديداً من مضادات السفن التي يصعب إنكار تفوقها، إلى جانب ما تمتلكه من طرازات أخرى مثل DF-21D، وDF-26، وجميعها وإن اختلفت قدراتها ومنصات إطلاقها تصنف كصواريخ باليستية، توصف بأنها "قاتلة لحاملات الطائرات".
كانت بحرية جيش التحرير الشعبي الصيني اختبرت إطلاق صواريخ باليستية "هايبرسونيك" مضادة للسفن من على متن المدمرة Type 055 في أبريل الماضي، وهو ما يشير إلى إمكانية تزويد أساطيلها من سفن السطح الحربية والغواصات بقدرات تسليح مماثلة في المستقبل. وترى "ميليتري ووتش" أنه حال تحقق مثل ذلك، فإن قدرات ترسانة الأسلحة العادية المضادة للسفن لدى القوات البحرية الغربية سيتضاءل ثقلها وأهميتها أمام مثل هذا التطور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة