مرت أوروبا بفترات متعددة، كانت ذات مرة غارقة فى ظلمات من الجهل، قبل ان تتحدى ظروفها وتدخل مرحلة من إعلاء قيمة العلم، فى فترة الظلام كان التفكير كله يدور حول الشعوذة والهرطقة، وكل من يختلف فى الفكر يقتل أو يحرق وتمحى آثاره، ومن ذلك ما حدث للمصلح الدينى يان هوس.
ولد "يان هوس" باسم يان هوسنيك (فى نحو 1372 – ورحل فى 6 يوليو 1415)، يلفظ أحيانًا جون هوس أو جون هاس، ويشار إليه فى النصوص التاريخية باسم يوهانس هوس أو يوهانس هاس، كان لاهوتيًا وفيلسوفًا تشيكيًا ترأس جامعة تشارلز، وأصبح مصلحًا كنسيًا وملهمًا للهوسيتية، ويعتره البروتستانتية واحدا من أسلافهم المهمين، وأثرت تعاليم يان هوس بشكل قوى على دول أوروبا الغربية، وبعد أكثر من قرن، على مارتن لوثر.
ولد يان هوس فى هوسنيك فى بوهيميا لأبوين فقيرين. وليهرب من الفقر، قرر التدرب فى الكهنوت، سافر إلى براغ فى سن مبكرة، حيث أعال نفسه بالغناء والخدمة فى الكنائس، كان سلوكه حسنًا، وبحسب ما ورد، كان التزامه بدراساته "لافتًا" بعد نيله شهادة البكالوريوس فى الآداب وتعيينه كاهنًا، بدأ هوس الوعظ فى براغ، عارض الكثير من النواحى فى الكنيسة الكاثوليكية فى بوهيميا.
حين انتُخب ألكسندر الخامس بابا، أُقنع بالوقوف مع سلطات الكنيسة البوهيمية ضد هوس وأتباعه، وأصدر مرسومًا بابويًا يقضى بطرد هوس من الكنيسة، إلا أنه لم ينفذ، وواصل هوس الوعظ. بعد ذلك، تكلم هوس ضد البابا جون الثالث والعشرين بسبب بيعه صكوك الغفران، فنُفذ مرسوم طرد هوس، وأمضى العامين التاليين فى المنفى، عندما اجتمع مجمع كونستانس، طلب من هوس الحضور لعرض آرائه حول الخلافات ضمن الكنيسة. وحين وصل هوس، اعتُقل على الفور ووضع فى السجن.
ومَثُل فى النهاية أمام المجلس وطُلب منه التراجع عن آرائه، وحين رفض، أعيد إلى السجن. فى 6 يوليو 1415، وأُحرق على الوتد بتهمة الهرطقة ضد الكنيسة الكاثوليكية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة