تأهيل مطار شرم الشيخ الدولي لاستقبال 10 ملايين سائح على مدار العام
أعداد الراغبين بالمشاركة في COP27 تعادل ضعف من شاركوا بالقمة خلال العامين الماضيين.. وهذا يعكس سمعة مصر الطيبة وقدرتها على تنظيم الفعاليات المهمة
تفقد "المنطقة الخضراء" المخصصة لممثلي المجتمع المدني المحلي والدولي .. والدولة المصرية تولي أهمية لمشاركتهم الفعّالة وإبداء آرائهم خلال المؤتمر
توجيه بالانتهاء من جميع الأعمال خلال شهر سبتمبر ووضع اللمسات النهائية للأعمال اللوجستية والتنظيمية خلال أكتوبر
منظومة التاكسي الجديدة بشرم الشيخ مرتبطة بنظام تتبع مركزي لضمان أقصى درجات الأمان للسائحين
شرم الشيخ أول مدينة تطبق خدمة الدراجات التشاركية
الدولة تطمح إلى مضاعفة إيراداتها من قطاع السياحة إلى نحو 30 مليار دولار سنويًا
أدلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بتصريحات تليفزيونية مساء اليوم، عقب انتهاء زيارته لمدينة شرم الشيخ التي بدأها أمس برفقة عدد من الوزراء والمسئولين؛ لمتابعة تفاصيل مشروعات التطوير الجاري تنفيذها بالمدينة، وكذا التجهيزات الخاصة باستضافة مصر للدورة 27 لقمة مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27)، المقررة نوفمبر المقبل.
وقال رئيس الوزراء في مستهل تصريحاته: أشرُف بوجودي على مدار يومين في مدينة شرم الشيخ بناء على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لمتابعة الاستعدادات الخاصة باستضافة مصر لقمة المناخ COP27 المقررة نوفمبر المقبل.
وأضاف أن توجيهات الرئيس كانت واضحة بأن يتم تطوير شامل لمدينة شرم الشيخ بحيث تكون مدينة خضراء ومستدامة تعبر عن أهداف هذا المؤتمر العالمي الذي يناقش ملفات مهمة متعلقة بكيفية تعامل دول العالم مع التغيرات المناخية من خلال تطبيق أفكار التنمية الخضراء والتنمية المستدامة.
وتابع: بدأنا الزيارة بتفقد أعمال التطوير الشامل التي تمت على مطار شرم الشيخ الدولي، حيث شهد المطار تطويرا شاملا، وأضيفت له صالة جديدة إلى جانب رفع كفاءة الصالة الأولى، وهو ما يؤهل المطار الان لاستقبال أكثر من 10 ملايين سائح على مدار العام، إذ نخطط أن تستوعب مدينة شرم الشيخ مزيدا من أعداد السائحين في الفترة المقبلة.
وأشار مدبولي إلى أنه حرص خلال تفقده لأعمال التطوير بالمطار على الاطمئنان على جميع الخدمات المقدمة للسائحين منذ هبوط الطائرة حتى خروج السائح من المطار، وفي هذا الإطار يوجد توجيه من الرئيس عبدالفتاح السيسي لوزير النقل برفع كفاءة ممرات المطار، بحيث يتم خدمة المسافرين من خلال ممرين يعملان في وقت واحد على غرار المطارات العالمية.
ووصف أعمال التطوير الجارية في مطار شرم الشيخ بأنها أكثر من رائعة وذلك فيما يتعلق بتطوير صالات الانتظار والوصول والاستقبال والسفر، حيث تمت مضاعفة مكاتب خدمات المسافرين (الكونترات) لتسريع انهاء الإجراءات الخاصة بالسائحين في أسرع وقت ممكن.
وانتقل رئيس الوزراء بعد ذلك إلى الحديث عن جولته برفقة الوزراء والمسئولين أمس بمنطقة مركز المؤتمرات الرئيسي الذي سيشهد انعقاد مؤتمرCOP27، حيث تم تفقد جميع أعمال التطوير الجارية بالمركز بما فيها رفع كفاءته إلى جانب إضافة "المنطقة الزرقاء" الخاصة بسكرتارية الأمم المتحدة، والتي سيوجد بها تمثيل لكل الدول والمؤسسات الرسمية.
وقال في هذا الصدد إن عدد الراغبين بالمشاركة في قمة المناخ COP27 هذا العام يساوي تقريبا ضعف أعداد المشاركين في قمة المناخ خلال العامين السابقين، موضحا أن استيعاب كل هذه الأعداد يعتبر تحديا كبيرا لكن توجيهات الرئيس السيسي واضحة في هذا الشأن إذ أكد ضرورة توفير أماكن لجميع من يرغب في المشاركة.
وأضاف مدبولي أن هذه الأعداد الكبيرة الراغبة في المشاركة تعكس سمعة مصر الطيبة وقدرتها على استضافة وتنظيم مثل هذه الفعاليات المهمة، لافتا إلى أنه من أجل ذلك تمت مضاعفة المسطحات المتاحة وهي إما مسطحات دائمة أو مؤقتة يمكن الاستغناء عنها بعد المؤتمر.
وتابع: تفقدنا أمس أيضا ما يعرف بـ "المنطقة الخضراء" وهي منطقة ستخصص لممثلي المجتمع المدني سواء من الخارج أو من الداخل، إذ تولي الدولة المصرية أهمية كبيرة لمشاركة مؤسسات المجتمع المدني الدولية والمحلية في القمة من أجل مشاركتها بشكل فعال بما يُمكنها من إبداء آرائها أثناء فعاليات هذا المؤتمر المهم.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه تفقد كل الخدمات التي ستكون متاحة في "المنطقة الخضراء"، ووجّه جميع الجهات المنفذة بالانتهاء من مختلف الأعمال خلال فترة زمنية لا تتجاوز شهر، لتتبقى بعد ذلك الأعمال اللوجستية والتنظيمية التي سيتم العمل بها بداية من شهر أكتوبر وحتى انعقاد المؤتمر في نوفمبر، وخلال هذه الفترة الأخيرة (شهر أكتوبر) سيكون علينا وضع اللمسات الأخيرة للأعمال اللوجستية النهائية.
وتطرق رئيس الوزراء خلال التصريحات التليفزيونية التي أدلى بها اليوم إلى أنه قام برفقة عدد من الوزراء ومحافظ جنوب سيناء بتفقد كل أعمال التطوير التي تتم في مدينة شرم الشيخ، لافتا إلى أن المدينة تشهد تطويرا نوعيا شاملا على كافة المستويات.
وقال في هذا الصدد: رأينا جهود تحويل شرم الشيخ إلى مدينة ذكية، فشاهدنا عن قرب كيف تعمل منظومة التاكسي الجديدة بالمدينة، والتي تضم 717 تاكسيا منتشرة في أرجائها، ومرتبطة بنظام تتبع متصل بوحدة مركزية تخدم المدينة بالكامل، حيث تقوم هذه الوحدة المركزية بمتابعة كل تاكسي يتحرك داخل المدينة من خلال كاميرا داخلية، ويمكنها التواصل مع السائق مباشرة لحل أي مشكلة؛ وذلك لضمان أقصى درجات الأمان للسائحين، مضيفا أن الراكب يستطيع أن يدفع مقابل الرحلة من خلال كروت الائتمان.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي: جنبا إلى جنب مع منظومة التاكسي ستبدأ مدينة شرم الشيخ في تنفيذ "خدمة الدراجات التشاركية"، كأول مدينة تطبق هذه المنظومة، ومن خلالها يمكن للسائحين الاستفادة بالدراجات التشاركية عبر استخدام مسارات محددة لهذا الغرض في المدينة، مقابل الدفع بكارت الائتمان أيضا، وبعد انتهاء استخدامه للدراجة يمكن للسائح تركها في أي مكان بالمدينة ليستفيد منها سائح آخر، إذ أن المنظومة مزودة أيضا بنظام تتبع إلكتروني.
وأضاف: خلال اليوم الثاني للجولة تفقدنا أحد محطات شحن سيارات الكهرباء في المدينة التي تضم 18 محطة شحن بـواقع 36 نقطة شاحن للسيارات الملاكي، وشاهدنا أيضا أول مجموعة سيارات ستكون متاحة للاستغلال أثناء المؤتمر، إذ سيكون متاحا مئات السيارات الكهربائية لخدمة حركة تنقل المشاركين في المؤتمر.
وتابع: تفقدنا محطة الحافلات الرئيسية بالمدينة، إذ من المقرر أن يوجد في المدينة 260 أتوبيسا تعمل بالغاز أو الكهرباء، وذلك في إطار المنظومة التي تتبع المعايير البيئية في عملية السير والحركة بالمدينة في إطار تحويل شرم الشيخ إلى مدينة خضراء بالكامل، كما تفقدنا محطات تطوير المياه والصرف الصحي بالمدينة، وكذا بحيرات الأكسدة التي أصبحت اليوم قبلة للطيور المهاجرة ورأينا فيها الطيور للمرة الأولى.
وشدد مدبولي على ضمان أعلى مستوى من معالجة المياه من أجل سلامة الطيور والبيئة؛ بحيث تكون تلك البحيرات مقصدًا سياحيًا.
وأشار كذلك إلى أعمال التطوير الهائلة بالممشى السياحي ومنطقة خليج نعمة، موضحا أنه توجد مساحة 6 كيلو مترات تتكون من مسارات وأماكن للمشاة، كما تحتوي على "برجولات" ومحلات تجارية ومطاعم، بالإضافة إلى مناطق فنية لتقديم الفقرات الفنية المختلفة على مدار أيام انعقاد المؤتمر، بحيث يكون الأخير واجهة حضارية لتسويق مصر كمقصد سياحي للعالم، ويعكس حجم المشروعات التنموية التي تقوم بها الدولة.
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي، خلال التصريحات التليفزيونية، أنه اجتمع بمجموعة من المستثمرين الوطنيين في قطاع السياحة صباح اليوم، وناقش حجم الدعم المُوجه من الحكومة لهذا القطاع على مدار السنوات الماضية في ضوء الأزمات التي واجهها، وأكد أن الدولة مستمرة في تقديم ذلك الدعم لا سيما وأن مصر لديها قدرات هائلة في هذا القطاع وتحرص الحكومة على تعزيز البنية الأساسية للنهوض به ومضاعفة إيراداته.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الدولة تطمح إلى مضاعفة إيراداتها من قطاع السياحة لتصل إلى نحو 30 مليار دولار سنويًا، بمساعدة القطاع الخاص والمُطورين خلال السنوات القليلة القادمة.
وفي ضوء ذلك، أكد مدبولي أهمية دور القطاع الخاص وضرورة وضع خطة تنفيذية تتضمن مُستهدفاتهم ومتطلباتهم من الحكومة؛ لدعم تحقيق هدف الـ (30 مليار دولار) لقطاع السياحة خلال الفترة القادمة.
كما وجه مدبولي الشكر لمؤسسات الدولة التي تعمل على قدمٍ وساق للخروج بمؤتمر المناخ بأعلى مستوى من التنظيم، مشيدا بدور محافظة جنوب سيناء في تنسيق تلك الجهود.
وتقدم الدكتور مصطفى مدبولي بالشكر للقوات المسلحة والهيئة الهندسية ووزارة الداخلية وزارات: النقل والاسكان والطيران والبيئة والسياحة والكهرباء، وكل الوزارات المعنية، التي تعمل على تطوير المدينة بأسرع وقت ممكن لاستضافة مؤتمر المناخ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة