"تركت ماسبيرو فى بداية حياتى لأكون بجوار زوجى فى إنجلترا أثناء قيامه بعمل زمالة لأنه طبيب، وكمان علشان أربى أولادى"، جملة استوقفتنى فى حوار الإعلامية الكبيرة سوزان حسن، لتليفزيون «اليوم السابع»، والذى أجراه الزميل تامر إسماعيل فى برنامجه «أهلا بيك»، ولأن تامر مذيع ذكى جدا رد على إجابتها بسؤال "ضحيتى بالنجومية كده بسهولة»، وكأنه يريد منها ردا شيكا على الجدل القائم حول تريند «الست ملزمة ولا مش ملزمة»، فكانت إجابتها واضحة «كل حاجة ملحوقة إلا تربية الأولاد، مش هفرح وأنا نجمة كبيرة ومش مربية ولادى كويس".
ببساطة هذه هى الإجابة النموذجية على كل دعوات «الفيمنست»، الذين يطبقون مبدأ الدفاع عن حقوق المرأة بطريقة خاطئة، تكاد تصل مع البعض لحد الابتعاد عن الفطرة السليمة، والحقيقة أن هذه الفطرة لا ترتبط فقط بالنساء، هناك رجال يتركون العمل أو يضحون بمستقبلهم بالانتقال من وظيفة أو عمل لآخر مقابل راحة الأسرة، لأنها الأساس، هناك رجال يتركون العمل للبقاء بجوار الأم أو الزوجة إن مرضت، أو يتفرغ لأبنائه حال تعرضهم لخطر يستوجب بقاءه معهم لإنقاذهم، وبطبيعة الحال تفعل الأم والزوجة نفس الأمر.
كان السؤال فى الماضى لكل بنت «على وش جواز» هو هتعرفى تفتحى بيت ولا هتفضحينا؟، كانت مسؤولية «فتح البيت» تقع على عاتق السيدة وكان عكس ذلك فضيحة، فكيف ندعو لهذا اليوم، ومن قال إن مستقبل المرأة وتقدمها وتمكينها يتعارض مع البيت وتربية الأولاد، وأن تكون زوجة وأما، ولماذا يجب أن يقترن نجاحها فى الحياة العملية بتمردها على الرجل والدخول معه فى معركة يخسران فيها البيت والأولاد، لماذا لا تتحقق انتصارات المرأة فى العمل إلا على حساب البيت، لماذا نضع «الأولاد والبيت» فى جملة مفيدة مع «مستقبل المرأة» وكأنها لن تنجح إلا إذا تخلت عن أبنائها وتوقفت عن دورها كامرأة وزوجة وأم وربة منزل؟، الحقيقة ومن وجهة نظرى المتواضعة أن نجاح المرأة عمليا لا علاقة له بالبيت، ربما تكون المهام شاقة للغاية، وربما تتطلب عمل المرأة لأكثر من عشرين ساعة يوميا بين البيت والعمل، بالطبع الحياة ستكون أصعب بكثير، لكن فى النهاية تمكن السيدة ونجاحها لا يتعارض مع البيت على الإطلاق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة