"اللى تقابله حبه واللى متحبوش متكرهوش واللى متنفعهوش متضرهوش واللى متثنيش عليه متغتابوش".. كلمات حملها مقطع فيديو لا يتخطى دقيقتين، ظهر خلاله الشيخ على محمود المنصوراوى، أحد مشايخ الصوفية بأسوان، وهو يخاطب الناس بكلمات عن الحب والتسامح.
يختلف مفهوم الحب بين الأشخاص، بالطبع فالحب لا يقتصر بأن يكون بين المُحبين، فهى مشاعر غير محسوسة قد تكون بين الأصدقاء، والعائلة الواحدة، والأقارب، لكن بالنهاية الحب مشاعر عاطفية تدفع الإنسان بأن يُقدم كل شىء جميل إلى من يُحبه، سواء بالفعل أم القول.
وللحب معانٍ وتعاريف عديدة تختلف من شخص إلى آخر ومن عاشق إلى آخر، فكل حبيب له تفسير خاص للحب، فالحب الحقيقى أرق وأجمل وأطهر من كلمة منمقة من ذئب بشرى.. مشاعر إنسانية حساسة يطرب لها القلب، فلا يكون حبًا حتى يكون حقيقيًا، ولا يكون حبًا حتى يكون مصدره الروح ومكانه القلب.
ما الصعوبة التى ستجدها، إذا حاولت أن تزرع فى طريق مَن تحبّهم وردة، وأن تزرع فى خيالهم حكاية جميلة، وأن تزرع فى قلوبهم نبضات صادقة، ثم لا تنتظر المقابل إلا من الله سبحانه تعالى.. ترمى لأحبائك بطوق النجاة فى لحظة الغرق، وتبنى لهم جسر الأمان فى لحظات الخوف، وتمنحهم ثوبك فى لحظات العُرِىّ كى تسترهم.
ما أجمل أن تساعد من تحبهم على الوقوف عند التعثّر، وتساعدهم على الفرح عند الحزن، وتساعدهم على التّحلّى بالأمل عند اليأس.. أن تحتفظ لهم فى داخلك بمساحة جميلة من الأحلام، ومساحة شاسعة من الرحمة والمودة، وأن تملك قدرة فائقة على الغفران لهم مهما أساؤوا إليك.. أن تردّ عنهم كلمات السوء في غيابهم، وتحرص على بقائهم صفحة بيضاء فى أعين الآخرين، وتحفظهم مهما غابوا عنك.
عزيزى.. بالله عليك.. ماذا ستجنى من كراهيتك لأى شخص؟ّ!.. ستشعر دائما بضيق فى الصدر مع رؤية من تكرهه.. وسيجافى النوم عينيك مع كل خبر عن من زرعت فى قلبك كراهيته.
أيامنا على الدنيا قليلة.. فلماذا نهدرها فى كراهية شخص إن لم نسعد بحبه وصحبته، فعلى الأقل لا نضار بكراهيته.. تجنبه.. ابتعد عنه.. لا تجالسه.. طالما لم تطاوعك نفسك على أن تحبه.. المعادلة شديدة السهولة.