أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا فون دير لاين اليوم الأربعاء، عن قناعتها بأن أوكرانيا وأوروبا سيبقيان وسيفشل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى حربه، وذلك من خلال وحدة وشجاعة دول أوروبا.
وقالت دير لاين - في خطاب حالة الاتحاد أمام البرلمان الأوروبي بستراسبورج ونقلته شبكة "يورونيوز" الأوروبية - إن هذه ليست فقط حرب شنتها روسيا ضد أوكرانيا، ولكنها حرب على الطاقة والاقتصاد والقيم والمستقبل بالإضافة إلى أنها مواجهة الاستبداد ضد الديمقراطية.
وشددت على أن أوروبا أمامها الكثير للقيام به ليس فقط من أجل أوكرانيا ولكن لكل دول القارة والعالم أجمع، وسيتم اختبار القدرة على الوقوف لتنفيذ هذا الهدف من الذين يرغبون في الاستفادة من أي نوع من الانقسام.
ولفتت إلى أنه لأول مرة يتطرق خطاب حالة الاتحاد إلى وجود حرب على الأراضي الأوروبية، مشيرة إلى اليوم الذي استيقظت فيه أوروبا في نهاية فبراير الماضي، على حالة من الفزع بما شاهدته من وجه الشر الذي لا يرحم وأصوات صفارات الإنذار ووحشية الحرب.
وأوضحت أنه منذ تلك اللحظة قررت قارة بأكملها النهوض للتضامن مع أوكرانيا، حيث لقي اللاجئون والفارون من الحرب أماكن تأويهم عند النقاط الحدودية ، كما امتلأت الشوارع بالأعلام الأوكرانية واستقبلت الفصول الدراسية الطلاب الأوكرانيين.
وأضافت أنه منذ 15 عاما خلال الأزمة الاقتصادية العالمية استغرقت الدول الأوروبية سنوات لإيجاد حلول مستدامة، وبعدها ب10 سنوات جاءت جائحة كورونا واستطاعت الدول في ذلك الوقت خلال أسابيع فقط مواجهة الفيروس التاجي، أما هذا العام وبمجرد أن دخلت القوات الروسية الأرضي الأوكرانية كان الرد موحدا وفوريا وهو ما يجب أن نفخر به.
وتابعت أن الأوقات القادمة ليست بالسهلة كما أنها تحتاج لقوة ووحدة، وذلك بالإشارة إلى العائلات التي تحتاج لدعم والأعمال التي تواجه خيارات صعبة للاستمرار في مستقبلها.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية إن "اليوم الشجاعة لها اسم وهو أوكرانيا، ولها وجه وهو وجوه الرجال والنساء الأوكرانيين الذين وقفوا أمام العدوان الروسي"، مشيرة إلى أن "الضحايا الأبرياء جراء هذه الحرب سيظلون في ذاكرتنا".
وأضافت دير لاين أن الأمر قد تطلب شجاعة هائلة من أجل مقاومة "وحشية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، مشيرة إلى أن أوكرانيا ظلت صامدة لأن الجميع في البلاد يحاربون في كل شارع ومنزل، بالإضافة إلى أن الرئيس الأوكراني "فلاديمير زيلينسكي ظل في العاصمة "كييف" من أجل قيادة المقاومة.
وتابعت دير لاين إلى أن تضامن أوروبا مع أوكرانيا سيظل ثابتا، فمنذ اليوم الأول وقفت أوروبا بجانب أوكرانيا بالأسلحة والتمويلات واستضافة اللاجئين بالإضافة إلى فرض عقوبات صارمة، مشيرة إلى أن القطاع الاقتصادي الروسي يعاني بشدة بعد أن تسببت العقوبات في إلحاق أضرار بثلاثة أرباع القطاع المصرفي الروسي في الأسواق الدولية.
وأشارت دير لاين إلى أن انتاج السيارات في روسيا انخفض بنسبة 75 في المائة مقارنة بالعام الماضي، موضحة أن الكرملين من تسبب في وضع الاقتصاد الروسي في هذا الطريق، مضيفة أن هذا هو ثمن الدمار والموت الذي تسببت فيه روسيا والرئيس بوتين.
وقالت دير لاين إن أوروبا قدمت دعما ماليا لأوكرانيا بقيمة أكثر من 19 مليار يورو كمساعدات مالية وهذا بدون الدعم العسكري، مشيرة إلى أن إعادة بناء أوكرانيا سيتطلب موارد ضخمة، مدلالة على ذلك بأن القصف الروسي دمر أكثر من 70 مدرسة.
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية العمل إلى جانب أوكرانيا لدعم عملية إعادة إعمار المدارس بتقديم دعم بقيمة 100 مليون يورو، مؤكدة أن مستقبل أوكرانيا يبدأ من المدارس ومن الأطفال.
كما أشارت إلى أنه لن يتم فقط تقديم الدعم المالي ولكن أيضا تقديم كل الإمكانات اللازمة لجعل أوكرانيا قادرة على سد كل احتياجاتها، مدللة على ذلك بالشركات الذكية الناشئة وحشد كل الدعم الذي تحتاجه لخلق الفرص وتسريع النمو.
وأضافت أنه في مارس الماضي تم ربط أوكرانيا بشبكة الكهرباء الذي كان من المقرر أن ينتهي في 2024، مشيرة إلى أن التنفيذ استغرق فقط أسبوعين واليوم أوكرانيا تصدر كهرباء للاتحاد الأوروبي معربة عن أملها في العمل على توسيع حجم هذا التبادل التجاري.
وأعلنت عزمها زيارة كييف ولقاء الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لبحث الأوضاع الاقتصادية ودعم السوق الموحد لمستقبل أوكرانيا.
وشددت على ضرورة التخلص من الاعتماد على روسيا في مجال الطاقة في كل أوروبا، وذلك أسوة بالأصدقاء بدول البلطيق الذين استثمروا بشكل كبير في الطاقة المتجددة ومحطات الطاقة.
وأكدت أهمية تنويع مصادر الطاقة بعيدا عن روسيا والانتقال إلى موردين موثوق بهم مثل الولايات المتحدة الأمريكية والنرويج والجزائر وغيرها من الدول، وأن حجم الغاز الروسي المستورد العام الماضي في أوروبا بلغ 40 وانخفض اليوم إلى 9 في المائة فقط، مضيفة أن روسيا تعمل على التلاعب في سوق الطاقة حيث تفضل إشعال الغاز بدلا من إرساله لأوروبا وفقا للعقود المبرمة.
وحول التغير المناخي، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أنه أثر بشدة على فواتير الطاقة حيث أن موجات الحرارة تسببت في زيادة الطلب على الكهرباء ، بينما تسبب الجفاف في إغلاق محطات الطاقة النووية والمائية ونتيجة ذلك زادت حدة الأزمة إلى أكثر من 10 أضعاف قبل فترة الوباء.
وأوضحت أن الأوروبيين يواجهون تحديات كبيرة بسبب حرب لم يختاروها، ولكنهم يتعايشون مع الوضع الجديد، معربة عن أملها في أن يتخذ الاتحاد القدوة من شعوب دوله، ويعمل على خفض الطلب على الطاقة خلال ساعات الذروة مما سيجعل الإمدادات تستمر لوقت أطول وستنخفض بالتبعية الأسعار.
وأكدت أن الملايين من الأوروبيين في حاجة إلى دعم ولهذا هناك مقترح بوضع حد أقصى لإيرادات الشركات التي تنتج كهرباء بسعر منخفض، حيث أن هذه الشركات تحصل حاليا على عوائد لم تحلم بها من قبل.
وفي أسواق الاقتصاد، فإن تحقيق الأرباح من الأمور الجيدة ولكن في هذه الأوقات إنه من الخطأ الحصول على أرباح غير عادية ومكاسب تعد استفادة من الحرب وتقع على عاتق المستهلكين، في هذه الأوقات يجب تقاسم الأرباح وتوجيهها إلى الأكثر احتياجا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة