نظم المنتدى العربى الأوروبى للحوار وحقوق الإنسان بجنيف، ومنظمة جسور إنترناشيونال للإعلام والتنمية، فاعلية جانبية بقصر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بجنيف، تحت عنوان "الذكاء الاصطناعى وحقوق الإنسان"، على ضوء انعقاد الدورة 51 للمجلس الدولى لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
تحدث فى الندوة العديد من الخبراء الدوليين فى مجال الذكاء الاصطناعى وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى منظمات دولية عدة ومهتمين بمجال الذكاء الاصطناعى وحقوق الإنسان من المشاركين فى أعمال اجتماعات مجلس حقوق الإنسان.
إدار الندوة رئيس المنتدى العربى الأوروبى لحقوق الإنسان أيمن نصرى، مستعرضًا ما يمثله الذكاء الاصطناعى من تحديات فى عالمنا المعاصر، وما تقدمه فى الوقت نفسه التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعى من خدمة للإنسانية، وإسهامات جليلة فى تحقيق التنمية التى يستهدفها العالم وتتطلع إليها الشعوب، لا سيما فى ظل ما تشهده قضايا التقنيات الرقمية للمعلومات والذكاء الاصطناعى من عدم اهتمام، ربما نابع من حداثة تلك القضايا على المستوى الدولى، أو لعدم إدراك الأبعاد الحقيقية لما تمثله من مخاطر وتحديات.
وأكد "نصري" أهمية العمل المبكر ومضاعفة الجهود المبذولة فى سبيل الوصول إلى معالجات حقيقية، تسهم فى تحقيق واقع أفضل للمقاربة بين الذكاء الاصطناعى وحقوق الإنسان.
وتحدث فى الندوة أستاذ علوم التقنيات الرقمية الحديثة والذكاء الاصطناعى بجامعة جنيف، الدكتور أكرم حزام، الذى قدم تعريفًا لما يمثله الذكاء الاصطناعى مع تحليل بمقاربات إنسانية لهذه التكنولوجيات التى تفرض سيطرتها وسطوتها على العالم، لا سيما ما يتعلق بإنترنت الأشياء والعالم الافتراضي.
وتحدث الخبير الدولى فى مجال العلوم السياسية والدراسات الإنسانية، الدكتور محمد الشريف فرجانى، عن الجوانب التى يتقاطع فيها الذكاء الاصطناعى وتقنيات المعلومات مع الحقوق والحريات الإنسانية، لا سيما فى ظل ما تمتلكه الحكومات والدول من إمكانيات واسعة وكبيرة تتعلق بجمع وتخزين واستخدام الحزم الكبيرة للمعلومات، والتى تمثل انتهاكًا كبيرًا وخطيرًا يتهدد خصوصية الإنسان وحريته، وقد يتوسع لجوانب أكثر خطورة تتعلق بأمنه وسلامته واستقراره.
ومن جانبه، استعرض رئيس منظمة جسور إنترناشيونال للإعلام والتنمية بجنيف، محمد الحمادى، ما تقدمه التكنولوجيات الحديثة وتقنيات الذكاء الاصطناعى من إسهامات كبيرة لخدمة الإنسانية وتحقيق الأهداف التنموية للدول والمجتمعات الإنسانية، والتى تسهم فى تعزيز معاناة الشعوب الإنسانية سواء على صعيد سعى الدول لتعميق الفجوة التقنية بين المجتمعات، على النحو الذى يعزز من سيطرتها وريادتها فى مجال الذكاء الاصطناعى، وبما يحمله من إمكانية تسهم فى تعزيز الانتهاكات التى يتعرض لها الأفراد، وتحرمهم التمتع من حقوقهم وحرياتهم الأساسية.
وطالب رئيس منظمة جسور إنترناشيونال للإعلام والتنمية بضرورة توحيد جهود الدول والمنظمات لتعزيز حمايتها للقيم والمبادئ الإنسانية، وضبط وتأطير قدرات الدول والشركات الكبرى على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى وفق الضوابط القانونية والأخلاقية الكفيلة باحترام حقوق وحريات الأفراد والمجتمعات، مشددًا على أهمية العمل على إصدار "ميثاق عالمى لحقوق الإنسان الرقمية" لحماية وتعزيز منظومة حقوق الإنسان، فى ظل التحديات التى تفرضها التكنولوجيا بمختلف صورها وأشكالها على العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة