وبما أننا على أعتاب استضافة "قمة المناخ COP27"، وبما أننا بصدد الاهتمام بزيادة المساحات الخضراء قدر المستطاع لمواجهة التغيرات المناخية الحادة والانبعاثات الكربونية التى أضرت بالأرض، فقد أعلنت "جمعية بور سعيد التاريخية" عن إطلاق مبادرتها لزراعة 1859 شجرة بونسيانا والتى اشتهرت بها بورسعيد منذ نشأتها عام 1859.. إذ تعتبر احد عناصر هوية وشخصية وتراث المدينة الأخضر.
وقد وضعت الجمعية من خلال لجانها دراسة لخطة تنفيذ المبادرة، والتى تتضمن كافة التفاصيل الهندسية والزراعية والبيئة والتاريخية والجمالية والتمويلية لمشروع المبادرة، والذى تستهدف إعادة الجمال والتراث والبيئة الصحية لشوارع بورسعيد، وسوف تعلن الجمعية لاحقا عن الجهات والمؤسسات الراعية للمبادرة وكيفية الانضمام والمشاركة فيها.
شكرا لمبادة جمعية بورسعيد التاريخية برئاسة الدكتور أيمن جبر، وبانتظار العديد من المبادرات الوطنية التى تدعم بفاعلية هذا التحول للأخضر بكافة أنحاء الجمهورية.
فإن تمت توعية المواطنين جيدا بأهمية زراعة هذه الشجرة وتلك الرقعة الخضراء التى كلما زادت، أنقذت جزءا من حياة البشر فى مواجهة الزيادة بالانبعاثات الكربونية التى تمتصها النباتات وزيادة نسب الأكسجين الذى يحتاجه الإنسان، أى أنها بمثابة رئة ومتنفس لا غنى عنه، تحديدا بعدما أدركنا أنها ليست فقط مظهر من مظاهر الجمال لكنها سبب من أهم أسباب الحياة.
فماذا لو زرع كل مواطن بكل بقعة من أرض مصر شجرة أمام منزله واعتنى بها، لتزداد الأشجار رغم قلة الأمطار وتتسع البقع الخضراء قدر المستطاع، وعودة للحديث عن التغيرات المناخية الحادة التى يتعرض لها كوكب الأرض بأكمله ما بين دولاً متسببة بتلك الكارثة وأخرى متضررة منها.
فكما نعلم أن هناك مناشدات من الأمم المتحدة وغيرها من الدول المتضررة للضغط على تلك الدول الصناعية الكبرى التى تتسبب فى الكم الأكبر لهذه الانبعاثات الضارة التى أدت للاحتباس الحرارى بهذه المعدلات التى باتت فى قمة الخطورة على الحياة بكوكب الأرض.
وبناءً على توصيات سيادة الرئيس بقمة المناخ الأخيرة التي عقدت في أسكتلندا والتى ركزت على ضرورة تعويض الدول النامية والمتضررة من الانبعاثات الكربونية للدول الصناعية الكبرى تعويضات مادية وعينية لائقة، وحديثه نيابة عن قارة أفريقيا كلها ودعوة سيادته لعقد قمة المناخ القادمة فى مصر، وما طرحه بالقمة أمام قادة العالم فيما يخص الخطوات الجادة التى اتخذتها مصر للتصدى لتلك التغيرات المناخية الحادة والعمل على الحد من أضرارها بشكل طارئ ومكثف، قد انطلقت المبادرات الشعبية التى تدعم وتساند بشكل عملى فعال هذا التوجه السياسى الذى اتخذته القيادة كضرورة حتمية لحماية البلاد والعباد.
وما زلنا بحاجة للكثير والكثير من المبادرات والمساهمات الشعبية الوطنية المخلصة للدفع نحو التحول الأخضر الذى به الخير والسلامة للبلاد والعباد.