نظم متحف التحنيط بكورنيش النيل فى محافظة الأقصر، فعاليات ورشة فنية بعنوان (حجر رشيد ونماذج مصرية قديمة)، حيث تم عرض لوحة فنية عبارة عن نسخة لحجر رشيد، بالإضافة إلى بعض اللوحات لرسومات مصرية قديمة، وذلك إستكمالاً للدور الفعال للقسم التعليمي لمتحف التحنيط.
وتم خلال الورشة شرح تفاصيل العثور على حجر رشيد عام 1799م، على يد أحد الجنود الفرنسيين تحت أنقاض قلعة قايتباي بمدينة رشيد، مكتوب عليه نص باللغة المصرية القديمة، حيث يضم الحجر ثلاث كتابات مختلفة الهيروغليفية، والديموطيقية واليونانية لنفس النص، مما جعله رمزًا للحضارة المصرية ومفتاح لحل لغز الكتابة وباب لإكتشاف علم المصريات، حيث أن الحجر من الجرانودايورايت يعتقد بأنه كان ضمن نصب تذكاري ضخم يقع بأحد معابد رشيد القديمة، طوله حوالي 112 سم، وعرضه حوالي 75 سم، وسمكه حوالي 28 سم، ويعتقد أن ارتفاعه الأصلي كان ست أقدام ولكن زالت قمته العليا والزوايا من أعلى وأسفل.
والحجر عليه نقش محفورًا على سطحه نص بلغتين وثلاث كتابات مختلفة الهيروغليفية، والديموطيقية واليونانية، فهو يقدم نفس النص في الكتابات الثلاثة مع بعض الاختلافات بينهم، ليكون هذا حجر مفتاح فهم الحضارة المصرية. يرجع الحجر لعام 196 ق.م، النص المكتوب على الحجر عبارة عن مرسوم شكر يؤكد دعم كهنة المعبد في منف للملك بطلميوس الخامس لإعفائه للمعابد من دفع بعض الرسوم في الذكرى الأولى لتتويجه، والنص العلوي 14 سطر بالكتابة الهيروغليفية الكتابة المناسبة لمرسوم كهنوتي، والجزء الأوسط 32 سطر بالكتابة الديموطيقية الكتابة المصرية المخطوطة المستخدمة للأغراض اليومية (لغة الشعب)، والجزء الأدنى 53 سطر باللغة اليونانية القديمة لغة إدارة الحكم منذ عصر الإسكندر الأكبر.
واكتشف حجر رشيد في 15 يوليو عام 1799م أثناء الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت على يد أحد جنود الحملة ويدعي بيير فرانسوا كزافييه بوشار تحت أنقاض قلعة قايتباي بمدينة رشيد "قلعة جوليان كما اسماها الفرنسيون"، وأثناء الحفر لإجراء بعض التحصينات العسكرية عثر على الحجر وسرعان ما أدرك أنه قطعة أثرية وأبلغ القائد وأُرسل الحجر بعدها إلى القاهرة، وأمر نابليون بإعداد نسخ ورقية منه لتكون في أيدي المهتمين بالحضارة المصرية والعلماء.
وفي السنوات الأولى من القرن التاسع عشر، استطاع العلماء استخدام النقش اليوناني على الحجر كمفتاح لفك رموزه. كان توماس يونج عالم الفيزياء الإنجليزي، من أوائل الذين أظهروا أن بعض الحروف الهيروغليفية على حجر رشيد كتبت أصواتًا لاسم ملكي، وهو اسم بطلميوس، والأسماء الملكية كانت تحاط بإطار "خرطوش" يميزها عن بقية النص. تم فك رموز حجر رشيد على يد عالم الآثار الفرنسي جان فرانسوا شامبليون في ٢٧ سبتمبر 1822م، حيث كان قد سبقه محاولات عدة لفك هذه الرموز.
جانب من ورشة عمل لشرح تفاصيل حجر رشيد بمتحف التحنيط
متحف التحنيط بالأقصر ينظم ورشة بعنوان حجر رشيد ونماذج مصرية قديمة
ورشة بعنوان حجر رشيد ونماذج مصرية قديمة بمتحف التحنيط
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة