حرى بالذكر أن توعية المتعلمين بماهية القائد الرشيد أمراً مهماً؛ حيث ينبغي التعريف به؛ فهو ذلك الشخص الذي يوظف نفوذه وما يمتلكه من مقومات وأدوات وصلاحيات في إنجاز غايات الوطن العليا، وفق شراكة مؤسسية تقوم على احترام الدستور وما يتمخض عنه من قوانين؛ ليصبح تأثيره واضحاً في سلوكيات الجماهير؛ ليحدث حالة من النشاط التفاعلي المجتمعي الذي يسهم في نهضة البلاد على النحو المرتقب.
ويشكل الاصطفاف وراء القيادة السياسية الرشيدة دعماً معنوياً يسهم في فعاليتها وما تؤديه من نشاطات متواترة وفق خطة الدولة الاستراتيجية، والتي تعتمد في إجراءاتها على عاملي الأمن والاستقرار اللذين يشكلان عماد النهضة والرقي للدولة، كما يحدثا حالة خاصة من التفاعل المجتمعي في الاتجاه الذي يتطلع إليه الأفراد والجماعات داخل الوطن، مما يؤكد وظيفية القيادة الرشيدة، ويحفزها لتحقيق ما تصبوا إليه على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.
ولا ريب عن حق الولاء والطاعة التي تبنى عن ثقة في القيادة السياسية الرشيدة، وهذا يعني ضرورة التربية على الاصطفاف وراء القائد، بما يشكل أهمية لبقاء واستقرار وازدهار الدولة، وفق خططها الاستراتيجية الطموحة التي تتبناها، وفي ضوء ما تمتلكه من مقومات ومصادر أصلية للمعلومات التي تؤهلها لصناعة واتخاذ القرار بصورة صحيحة؛ لتحدث آثاراً في اتجاه مصلحة الدولة العليا.
وما تتبناه المؤسسات التعليمية من مناهج، وما يرتبط بها من خبرات تعليمية نوعية ومتنوعة، وما توظفه من استراتيجيات وتقنيات ووسائل وأساليب تقويم، يجب أن تعضد لدى أبنائنا المتعلمين أهمية الاصطفاف وراء القيادة السياسية الرشيدة؛ لنجني ثمرة ذلك، بعقول واعية متفتحة، تتأصل في نفوسها المواطنة، وتعي ماهية الدولة وأهمية تماسكها، وتحفزهم للقيام بالأدوار المنوطة بهم، وفق سلوكيات وممارسات إيجابية تتقبلها ثقافة المجتمع المصري الأصيل، وتعد صورة مشرفة بين دول العالم قاطبة.
وبناء الجمهورية الجديدة يصعب أن يستكمل بعيداً عن تربية تسهم في توعية الأبناء ضد خطر حروب الجيل الرابع والخامس، والتي تستهدف الدولة من الداخل؛ حيث تسعى لإيجاد التناقض بين الدولة والمجتمع، باستغلال كل الوسائل والآليات المغرضة؛ بغية إحداث خلل في العلاقة بينهما، وتتبنى حروب هذين الجيلين استراتيجية احتلال العقول؛ بغية صنع حروب داخلية، تتنوع ما بين اقتصادية وسياسية واجتماعية للدولة؛ لاستنزاف قواها عبر صراعات داخلية؛ لتواجه من بعدها التهديدات الخارجية، وسلاح التربية يكمن في أنشطة تعليمية مقصودة تعمل على تصويب المفاهيم الخطأ، وتنمي الوعي في الاتجاه الصحيح الذي يساعد في بناء الدولة ومؤسساتها ويحافظ على مقدراتها.
وسلامة الطريق نحو الجمهورية الجديدة يقوم على إحداث إثراء فكري صحيح عبر البرامج التوعوية المخطط لها بما يسهم في صد تداعيات حروب الجيل الرابع والخامس والتي تستهدف فئات بعينها، حفاظاً من وقوع أبناء الوطن الكريم فريسة لهذه الحروب التي تطور من استراتيجياتها وأدواتها؛ لذا بات توافر مصادر المعلومات الرئيسة في الدولة عبر منصاتها الرسمية أمراً ملحاً يحتاج دوماً لمزيد من الدعم المؤسسي والشعبي بشكل متلازم، كي لا ينساق الفرد وراء الشائعات والأكاذيب المتلاحقة من منابر المغرضين.
لقد أصبح الطريق للجمهورية الجديدة واضح المعالم؛ حيث إن مفردات الواقع المعاش تؤكد لدينا عن قناعة ما تقوم به القيادة السياسية الرشيدة من تحركات تستهدف الصالح العام للمجتمع المصري، وهذا ما ينبغي أن يدركه الأبناء؛ فسمة قيادتنا الوطنية تبدو في وضوح الرؤية نحو المستقبل؛ فهي تسعى بقوة وفعالية لاستغلال الفرص والإمكانات والطاقات لتحقيق تنمية مستدامة على المدى القريب والبعيد، وهذا سر نجاحها، وصدارتها على المستويين الإقليمي والعالمي في العديد من القضايا.
والمسيرة إلى الجمهورية الجديدة مرتبط بالمقدرة على صناعة واتخاذ القرارات في الوقت المناسب دون توجس، وهذا ما دعي القيادة السياسية لوضع حلول جذرية لمشكلات يعاني منها الوطن دون اللجوء لمسكنات، تحد من فعالية الدولة، وجاء ذلك بعد تفهم عميق لاحتياجات المجتمع الآنية والمستقبلية، ومن ثم ينبغي أن يقابل ذلك بدعم مجتمعي وتضافر شعبي واضحين؛ كي لا ندع لمشكك أو مغرض بث الفتن بين أبناء الوطن الحبيب.
وتصف الإنجازات على أرض الكنانة التي يصعب حصرها صورة الجمهورية الجديدة بوضوح؛ فالعمل في ربوع الوطن لا يتوقف، والخطة التنموية تحمل في طياتها المزيد من المشروعات والآمال والطموحات التي سوف تتحقق بمشيئة الله تعالى؛ لذا يجب أن تعمل المؤسسات التعليمية المصرية على تحديث الأنشطة التعليمية ومهامها؛ لتواكب التغيرات المتلاحقة والمتسارعة، وتتابع ما يبذل من جهود على الأرض المصرية من قبل مؤسسات الدولة وقيادتها السياسية الرشيدة.
إن استكمال الطريق نحو الجمهورية الجديدة أصبح فرض عين وبالطبع يحث على ضرورة الاصطفاف وراء القائد (فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي)، بما يحقق أهداف الجمهورية الجديدة، ويرفع من شأنها ورايتها، ويؤكد على أصالة شعبها في المنح والمحن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة