أصبحت روسيا تثير المخاوف بشأن استخدام السلاح النووي في حربها في أوكرانيا، مع الاخذ في الاعتبار ان قادة الأقاليم الانفصالية الواقعة تحت سيطرة القوات الروسية اعلنوا بالفعل اجراء استفتاءات في الفترة بين يومي الجمعة والثلاثاء القادمين لتقرير الانضمام الى الاتحاد الروسي.
قالت صحيفة واشنطن بوست ان ما كان العالم لا يتوقعه بالأمس أصبح حقيقة ماثلة اليوم، في إشارة الى الاستفتاءات المقررة، وفي حالة الموافقة عبر الاستفتاء علي الانضمام للأراضي الروسية يصبح من حق الكرملين إعلان أن هجمات أوكرانيا على تلك الأراضي يمثل اعتداءً على روسيا نفسها وهو الوضع الذي يحذر منه المحللون حيث إنه قد يدفع روسيا في هذه الحالة إلى إعلان حالة التعبئة العسكرية أو يمنحها الحق في استخدام السلاح النووي ضد أوكرانيا للدفاع عن أراضيها.
تأتي المخاوف بالتزامن مع اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التعبئة العامة العسكرية جزئيا في الوقت الذي يسعى فيه البرلمان الروسي لإصدار تشريع لتغليظ العقوبة على جرائم التهرب من الخدمة العسكرية أو العصيان والتي قد ترتكب خلال أي عمليات قتالية أو أثناء أي تعبئة عسكرية.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: "نواجه اليوم القوات الأوكرانية والماكينة الكبرى للناتو، وبالتالي يجب أخذ القرار لحماية أرضنا ووطننا وسادتنا"، وتابع "إن المواطنين الروس المجندين سيحصلون على وضع خاص وامتيازات عسكرية".
وأضاف الرئيس الروسي "أصبح جليا أن الحل السلمي لم يعجب الغرب، حيث حصلت كييف على دعمه لتقويض مقترحاتنا السلمية .. سنعمل على ضمان إجراء الاستفتاءات في المناطق الأوكرانية التي تريد الانضمام إلى روسيا، لا يمكننا أن تخلى عن أهل البيت، يجب علينا حمايتهم ضد التنكيل الذي تمارسه السلطات في أوكرانيا".
وتابع محذرا: "النظام في كييف هو من بدأ هذه الحرب، عام 2014، ورفع السلاح في وجه مواطنيه العزل"، ووفقا للتقرير، الإعلان الأخير هو أول تعبئة في روسيا منذ الحرب العالمية الثانية.
كما حذر بوتين ، الغرب أيضًا من أنه لا يخادع في استخدام كل الوسائل المتاحة له لحماية الأراضي الروسية ، فيما بدا أنه إشارة مستترة. لقدرة روسيا النووية. وسبق أن حذر بوتين الغرب من دعم روسيا ضد الجدار ووبخ دول الناتو لتزويدها بالأسلحة لمساعدة أوكرانيا.
وقال مسؤولون إن العدد الإجمالي لجنود الاحتياط الذين سيتم استدعاؤهم قد يصل إلى 300 ألف، وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو إنه سيتم فقط حشد من لديهم خبرة قتالية وخدمية ذات صلة. وأضاف أن هناك حوالي 25 مليون شخص تنطبق عليهم هذه المعايير ، ولكن سيتم تعبئة حوالي 1% فقط منهم.
جاء إعلان بوتين على خلفية الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ، حيث كان هجوم موسكو على أوكرانيا في 24 فبراير هدفًا لانتقادات دولية واسعة استمرت في الضغط الدبلوماسي المكثف على موسكو.
واتهم بوتين الغرب بالانخراط في "ابتزاز نووي" وأشار إلى "تصريحات بعض كبار ممثلي دول الناتو حول إمكانية استخدام أسلحة الدمار الشامل النووية ضد روسيا".
وقال: "إلى أولئك الذين يسمحون لأنفسهم بمثل هذه التصريحات فيما يتعلق بروسيا ، أود أن أذكركم بأن بلادنا لديها أيضًا وسائل تدمير مختلفة ، وللمكونات المنفصلة والأكثر حداثة من تلك الموجودة في دول الناتو وعندما تتعرض وحدة أراضي بلدنا للتهديد ، حماية روسيا وشعبنا ، سنستخدم بالتأكيد كل الوسائل المتاحة لنا"، وأضاف: "هذه ليست خدعة".
وقالت واشنطن بوست أن الموقف الروسي أثار كثيراً من ردود الفعل الدولية التي تدين روسيا وعلى رأسها ما ذكره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كلمته أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي أعرب فيها عن رفضه للموقف الروسي وداعا دول العالم لإدانة القرار الروسي بضم أجزاء من أوكرانيا للأراضي الروسية.
ووصف عدد من السياسيين قرار روسيا بانتهاك للقوانين الدولية وقال جوزيب بوريل مسئول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي انهم يدرسون فرض المزيد من الإجراءات العقابية ضد موسكو.
وحذرت الصحيفة إن المخاطر الناجمة عن الوضع الحالي جسيمة، وأنه لا يوجد أي طرف يريد أن يحول الحرب الحالية التقليدية في أوكرانيا إلى حرب ذات نطاق أوسع بين روسيا ودول حلف شمال الأطلسي.
وكان للقرار الروسي تداعيات ظهرت على أسعار الغاز حيث قالت وكالة بلومبرج ان أسعار الغاز الطبيعي ارتفعت 7% في أوروبا بعد اعلان التعبئة العامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة