تضم القاهرة الآلاف من الأماكن الأثرية والسياحية، وتعمل الدولة المصرية على إعادة الرونق الحضاري والمكانة التاريخية لهذة المناطق من خلال إزالة كل ما علق بها من مبانى عشوائية شوهت هذه الأماكن، وإعادة ترميمها والاستفادة القصوى من وجودها ولعل ما تشهده العاصمة من مشروعات تطوير أكبر دليل على ذلك، فعلى سبيل المثال لا الحصر، ما يشهده حى مصر القديمة والذى يضم العديد من المناطق التاريخية والأثرية التي تعود لعقود وأزمنة مختلفة.
ومن أشهر المعالم بحى مصر القديمة هو سور مجرى العيون ومجمع الأديان، وكل ما يحيط هذه المعالم يتم تطويره بداية من إزالة العشوائيات وتحسين المظهر العام وإعادة استغلال المناطق التي يتم إخلائها من العشوائيات، كما يتم ترميم كل المزارات، وتشهد منطقة سور مجرى العيون أعمال تطوير على مساحة 95 فدان، كما تشهد منطقة الفسطاط أيضا أعمال تطوير.
ويشهد محيط مجمع الأديان بمصر القديمة أعمال تطوير عدة منها إعادة تخطيط المنطقة المحيطة بمسجد عمرو بن العاص، وإنشاء حديقة على مساحة 500 فدان بها أنشطة مختلفة، كما تم إنشاء ساحة جديدة لمسجد عمرو على مساحة 12 ألف متر مربع.
وفى السياق أكدت المهندسة جيهان عبد المنعم، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، أنه تم رفع كفاءة العقارات المحيطة بكنيسة أبى سرجة ومجمع الأديان، ضمن خطة تطوير المنطقة، وضمن تطوير مسار العائلة المقدسة، مشيرة إلى أنه تم تعليق عدد من اللافتات المضيئة والإرشادية ورصف الطرق المؤدية إلى مجمع الأديان.
وأضافت نائب محافظ القاهرة، لـ"اليوم السابع"، أن ما يتم من أعمال بحى مصر القديمة ومحيط مدينة الفسطاط هو مشروع متكامل يشمل تطوير منطقة مجمع الأديان ومسار العائلة المقدسة، وإنشاء حديقة تلال الفسطاط، لتكون كل أعمال التطوير بالمنطقة متكاملة وتظهر في النهاية بشكل حضارى.
كما رممت وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، معبد بن عزرا بمنطقة مجمع الأديان بمصر القديمة، وشملت أعمال التنظيف الأولي للجدران والزخارف النباتية، أيضا عزل الأسطح للحماية من تأثير الرطوبة الناتجة عن تسرب مياه الأمطار، ومعالجة الطبقات اللونية من تأثير العوامل الجوية المختلفة والتي أسفرت عن تراكم بعض الاتساخات، وكذلك معالجة الشروخ.
وفى السطور التالية نعرض شرح لكل ما يقع داخل منطقة مجمع الأديان بمصر القديمة..
حصن بابليون
يقع حصن بابليون في القاهرة في حي مصر القديمة بالقرب من محطة مترو "مارجرجس"، وقد أمر ببنائه الإمبراطور تراجان في القرن الثاني الميلادي في عهد الاحتلال الروماني لمصر، واستعمل في بناء الحصن أحجار أخذت من معابد فرعونية قديمة وحالياً لم يبق من مباني الحصن سوى الباب القبلي يكتنفه برجان كبيران، ويعرف الحصن الروماني بقصر الشمع أو قلعة بابليون.
الكنيسة المعلقة
تقع كنيسة السيدة العذراء مريم المعروفة بإسم الكنيسة المعلقة بحي مصر القديمة، وتُعتبر الكنيسة المعلقة إحدى أجمل الكنائس على مستوى الشرق الأوسط، حيث تم تشييدها على أعلى بوابة الحصن الروماني المسمى بابليون، وبنيت الكنيسة المعلقة في أواخر القرن الرابع وأوائل القرن الخامس الميلادي.
جامع عمرو بن العاص
يقع جامع عمرو بن العاص بحي مصر القديمة تحديداً بمنطقة مجمع الأديان بشارع حسن الأنور ، ويعد أول جامع يتم بناؤه في القاهرة ويعتبر مسجد عمرو بن العاص اللبنة الإسلامية الأولى في مصر، وأطلق عليه العديد من الأسماء والألقاب، منها الجامع العتيق وتاج الجوامع ومسجد الفتح ومسجد النصر وجامع مصر وقطب سماء الجوامع، لذا يعد من أشهر وأعرق مساجد القاهرة.
المتحف القبطي
يقع المتحف القبطي داخل أسوار حصن بابليون الشهير بمصر القديمة الذي يعتبر من أشهر وأضخم الآثار الباقية للإمبراطورية الرومانية في مصر، وأنشئ المتحف عام 1908 وتبلغ مساحته الكلية شاملة الحديقة والحصن حوالي 8000 م، وقد تم تطويره بجناحيه القديم والجديد مع الكنيسة المعلقة وتم افتتاحه بعد ذلك عام 1998
كنيسة مارجرجس
تقع هذه الكنيسة في حصن بابليون الروماني بالقرب من محطة مترو مارجرجس، وقد كانت هذه الكنيسة من أجمل كنائس الحصن الروماني، وطبقًا لبعض المصادر فقد شيدها الكاتب الثري أثناسيوس حوالي سنة 684 ميلادية، وحالياً لم يبقى من الكنيسة القديمة إلا قاعة إستقبال تعرف "بقاعة العرسان" يرجع تاريخها إلى القرن الرابع عشر.
كنيسة القديسة بربارة
توجد كنيسة القديسة بربارة في حارة الروم داخل أسوار حصن بابليون وتحوي جسد تلك القديسة، وقد تم تشييد الكنيسة فيما بين القرنين الرابع والخامس الميلادي وسميت الكنيسة بهذا الأسم نسبة إلى القديسة بربارة وهي فتاة اعتنقت المسيحية خروجًا عن دين والدها الوثني الذي شكاها إلى الوالي الروماني فأمر بقتلها.
كنيسة أبي سيفين
توجد كنيسة أبي سيفين في شارع جامع عمرو بن العاص في منطقة مصر القديمة ضمن مجموعة الكنائس الأثرية الموجودة في هذه المنطقة ، وهي الأثر الذي يحمل رقم (574) في تعداد الآثار، وتعرف هذه الكنيسة باسم كنيسة القديس مرقوريوس والاسم الأكثر شهرة لها هو كنيسة أبي سيفين، وقد أنشئت هذه الكنيسة المهمة تاريخيًا وفنيًا في القرن الثامن الميلادي.
كنيسة أبو سرجة
تقع كنيسة أبو سرجة داخل مجمع الأديان بالقاهرة القديمة، داخل حصن بابليون بالقرب من معبد بن عذرا اليهودي، وسميت الكنيسة بهذا الأسم نسبة إلى الشهيدين سرجيوس وواخس، وقد أنشئت هذه الكنيسة فى أواخر القرن الرابع أو أوائل القرن الخامس وشيدت فوق المكان الذي أقامت فيه العائلة المقدسة بمصر.
كنيسة قصرية الريحان
تقع كنيسة قصرية الريحان بزقاق بني حصين بكوم غراب بمنطقة مصر القديمة، وتعرف هذه الكنيسة في التاريخ بأسم كنيسة السيدة العذراء، ويبلغ طول الكنيسة حوالي 16 متراً وعرضها 14 متراً وارتفاعها 10 أمتار تقريباً ، ويغطي صحنها هياكلها قباب من الطوب مرتكزة على أعمدة رخامية رائعة.
المعبد اليهودي (معبد بن عزرا)
يقع المعبد اليهودي في نهاية منطقة الكنائس القبطية بمصر القديمة بالفسطاط، وقد كان المعبد في الأساس كنيسة تسمى "كنيسة الشماعين" وقد باعتها الكنيسة الأرثوذكسية للطائفة اليهودية عندما مرت بضائقة مالية نتيجة لزيادة الضرائب التي فرضت عليها وقتها ،وسمي المعبد بهذا الأسم نسبة إلى "عزرا الكاتب" أحد أجلاء أحبار اليهود.
مجمع الأديان
زوار مجمع الأديان
توافد الزوار