منظمة الصحة العالمية: مصر لها تجربة رائدة في مواجهة فيروسc وعالجت ثلث المصابين في شرق المتوسط
مكتشف فيروس سى: التجربة المصرية تستحق الفخر وأمريكا لم تنفذ حملة مثل مصر للقضاء على المرض
حملة مصرية لعلاج فيروس سي في إفريقيا و البداية بـ مليون مريض في 4 دول
أكثر من 80 مليون مواطن استفادوا من المبادرات الصحية الأخيرة التي أطلقتها الدولة المصرية على مدار السنوات الأخيرة، حققت من خلالها نجاحات غير مسبوقة في ملف "صحة المصريين"، بعدما احتل هذا الملف أولوية خاصة لدى مختلف أجهزة الدولة المصرية، في إطار مبادرات رئاسية ضخمة كان أكبرها على الإطلاق مبادرة القضاء على فيروس سي، الذى كان بمثابة الوباء الأول لأكباد المصريين خلال السنوات الماضية، ويشكل نسبة كبيرة من عدد الوفيات سنوياً.
مبادرة الكشف عن فيروس سي لطلاب المدارس في مصر، وفق بيانات وزارة الصحة نجحت في الكشف على 11 مليون و635 ألفًا، وهذا إجراء صحي غير مسبوق، لم تتخذه دولة في العالم وحصد إشادات من مختلف المنظمات الدولية، التي أقرت بنجاح التجربة، وأكدت أن الدولة المصرية لديها مشروع صحي على أعلى مستوى، ويدار وفق أحدث النظم والأساليب العلمية، وتم توفير كل الإمكانيات اللازمة لنجاحه.
وفق بيانات وزارة الصحة خلال السنوات الأخيرة نجحت الدولة المصرية في علاج 4 ملايين مصاب بفيروس سى، بنسبة شفاء أكثر من 98.6%.، وقد تقدمت مصر بشكل رسمى لمنظمة الصحة العالمية، لإعلانها خالية من فيروس سي، بعد أن كانت نسبة المصابين تقدر بحوالى 14%، كما حققت الدولة المصرية تقدماً كبيراً فيما يتعلق بإنتاج أدوية علاج فيروس سى، الأمر الذى نتج عنه انخفاض تكلفة العلاج من 64 ألف دولار لكل مريض عام 2013 إلى 100 دولار حالياً، وساعد ذلك فى توفير أكثر من 2.5 مليار دولار فى عملية استيراد الأدوية، بحسب تقرير لوزارة التخطيط.
وذكر تقرير لوزارة التخطيط، أن الدولة خصصت حوالى 572 مليار جنيه من الموازنة العامة للإنفاق الحكومى على قطاع الصحة خلال الـ 8 سنوات السابقة من العام 2014 حتى العام الجاري، مع العلم أن كافة مصروفات العلاج تصرف مجاناً، دون أن يتحمل المريض أي مبالغ مالية.
وقد ذكر الدكتور قال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، مبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على فيروس سي والكشف المبكر عن الأمراض غير السارية تعد تحولاً تاريخيًا في مسار مصر للقضاء على فيروس سي، مشيرًا إلى أن تلك المبادرة مهدت الطريق أمام ظهور مبادرات أخرى تستهدف صحة المواطن المصري بجميع أعماره، تحقيقًا لأهداف الدولة المتماشية مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
إشادة عالمية بتجربة مصر فى القضاء على فيروس سى
ورصد موقع سكاي نيوز عربية أن مبادرة 100 مليون صحة التى تبنتها مصر حققت نجاحاً عالمياً فى العديد من الجوانب الصحية، وأشادت بها منظمة الصحة العالمية بسبب دورها فى القضاء على فيروس سى، وأصبحت تجربة مصر فى القضاء على فيروس سى نموذجاً يحتذى به، مؤكدة أن الدكتور تيدروس ادهانوم، مدير عام منظمة الصحة العالمية أشاد بالتجربة المصرية فى مواجهة التهاب الكبد الوبائى فيروس "سي"، حيث أوضح أن مصر قامت باختبار ملايين المصريين كما وفرت العلاج مجانا للمصابين.
وذكر تقرير منظمة الصحة العالمية، فى اليوم العالمى للالتهاب الكبدى، انخفاض نسبة الأطفال المصابين بمرض التهاب الكبد الوبائى المزمن من فئة ( B ) إلى أقل من 1 % فى عام 2019 نزولا من 5 % فى فترة ما قبل اللقاح (الفترة بين 1980 وأوائل عام 2000 ) وذلك وفقا للتقديرات الجديدة للمنظمة.
وأكد التقرير أن الأدوية الجديدة حولت مرض فيروس (C) من مرض خطير إلى مرض يمكن علاجه فى 12 شهرا، مشيرا إلى أن العالم اليوم قد حقق إنجازا هاما في الحد من انتشار الفيروس الكبدى بين الأطفال أقل من خمس سنوات بحلول عام 2020، وهو الأمر الذى يقضى على حالات تليف الكبد وسرطان الكبد للأجيال القادمة.
وأكد التقرير أن لقاح فيروس بي يوفر حماية بنسبة تصل إلى أكثر من 95 % ضد العدوى ولذلك توصى المنظمة بأن يتلقى جميع الرضع جرعة أولى من لقاح التهاب الكبد ( بى ) فى أقرب وقت بعد الولادة ويفضل خلال 24 ساعة تليها جرعتان إضافيتان على الأقل.
وقال المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، إن "فيروس سي" يصيب 360 مليون شخص على مستوى العالم، ويؤدي إلى وفاة 3 آلاف شخص كل يوم.
وأوضح المكتب أنه "في إقليم شرق المتوسط، اكتسب التصدي لالتهاب الكبد الفيروسي، لا سيما فيروس سي، زخما بين عامي 2016 و2021"، مشيدة بأن مصر "أخذت زمام المبادرة بنموذج قائم على الرعاية الصحية الأولية، فنسقت حملتها الوطنية وكشفت على 60 مليون شخص، وعالجت 4 ملايين شخص، بل ونجحت في علاج ثلث المصابين بالتهاب الكبد سي في الإقليم".
دور مصر فى القضاء على فيروس سي
وقد انطلقت مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى للقضاء على فيروس سى فى أكتوبر 2018 من خلال حملة قومية للكشف المبكر عن الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدى (سى) والأمراض غير السارية (السكرى وارتفاع ضغط الدم والسمنة)
ونجحت الحملة فى فحص 80 مليون مواطن مصرى للكشف عن فيروس سى وأمراض السكر وارتفاع ضغط الدم والسمنة وتقديم خدمة المتابعة والتقييم والعلاج من خلال مراكز العلاج بمختلف المحافظات.
وكان إجمالى تكلفة المبادرة للقضاء على فيروس سى والكشف المبكر عن الأمراض غير السارية حوالى 4 مليارات جنيه، من بينهم 2.5 مليارات جنيه تكلفة المسح و1.5 مليار جنيه تكلفة العلاج.
وساهمت مبادرة الكشف عن فيروس سي فى إعفاء الدولة من تحمل تكلفة علاج فيروس سى ومضاعفاته التى تصل سنويا إلى 64 مليارات جنيه من خلال الكشف المبكر عن المرض وعلاجه، وقد اعتمدت وزارة الصحة المصرية على قاعدة البيانات الموجودة ونحو 5 آلاف وحدة صحية بأنحاء الجمهورية بهدف معرفة من يملك أجساما مضادة لفيروس سى، كونه معرضا للإصابة بالمرض.
قبول ترشح مصر لريادة "أصدقاء الأمم المتحدة" للقضاء على فيروس سى
من جانبه شارك الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، عبر تقنية «الفيديوكونفرانس»، في فعاليات إطلاق مجموعة أصدقاء الأمم المتحدة للقضاء على التهاب الكبدي الوبائي «فيروس سي»، بحضور جون وورد، رئيس التحالف العالمي للقضاء على الالتهاب الكبدي، وتُقام هذه الفعاليات على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ 77 بمدينة نيويورك، بالولايات المتحدة الأمريكية، خلال الفترة من 13 حتى 26 سبتمبر 2022.
يأتي ذلك في إطار موافقة مصر على الترشح لريادة المجموعة، للعمل وسط جهود دولية بهدف التسريع من وتيرة القضاء على الاتهاب الكبدي «فيروس سي» بحلول عام 2030، تماشياً مع تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وأهداف منظمة الصحة العالمية.
وقد استعرض وزير الصحة والسكان، خلال كلمته الإنجازات والآليات التي اتبعتها الدولة المصرية في قضائها على المرض المزمن فيروس سي، من خلال مبادرة رئيس الجمهورية 100 مليون صحة، مؤكدًا أن هذا الملف شهد اهتمامًا كبيرًا من القيادة السياسية وتم وضعه كأولوية لرؤية مصر الصحية، التي حرصت على تسخير كافة الإمكانيات والموارد والدعم اللوجيستي للوصول لهذا الإنجاز العالمي.
وأشار الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إلى أن الوزير استعرض انجازات مصر بملف التصنيع الدوائي للعقاقير المضادة للفيروسات، مؤكدًا أن الدولة المصرية تمتلك إمكانيات بشرية ضخمة وبنية تحتية مميزة، بما أمكنها من الاكتشاف المبكر وعلاج ملايين المرضى بوقتٍ قياسٍ.
وتابع أن الوزير، أكد على تقديم كافة سبل الدعم والإمكانيات والموارد لإطلاق هذه المجموعة الدولية، وذلك تحت مظلة الأمم المتحددة، بالإضافة إلى استعداد الدولة المصرية لتقلد منصب رئاسة المجموعة للعام الأول، نظرًا لما تمتلكه مصر من خبرات في هذا الملف، مشيرًا أن الدولة المصرية لا تدخرًا جهدًا في مشاركة خبراتها وخططها الناجحة في ملف القضاء على فيروس سي، ومساعدة الدول التي تشهد ارتفاعاً في أعداد المرضى.
ومن جانبه أعرب رئيس التحالف العالمي للقضاء على الالتهاب الكبدي، عن سعادته لترؤس مصر فعاليات القضاء على التهاب الكبدي الوبائي «فيروس سي» الدولية، نظرًا لخبرة مصر الكبيرة في هذا الملف، مؤكدًا أن هذا الانضمام سيكون له أثرًا كبيرًا في تخفيف حدة المرض وأعداد المصابين حول العالم.
وعلى هامش فعاليات التحالف، قامت هبة مصطفى نائب رئيس البعثة المصرية الدائمة بنيويورك، بتقديم دعمًا مصريًا يتمثل في شحنة أدوية لعلاج فيروس سي» لجمهورية غانا، وذلك تضامنًا من جمهورية مصر العربية ودعمها للدول الأفريقية التي تعاني من هذا المرض.
مصر تعالج مليون إفريقي من فيروس سي
ضمن المبادرات المصرية المطروحة لمواجهة فيروس سي محلياً، اتجهت الدولة ناحية الأشقاء الأفارقة، بعد إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل عامين مبادرة لعلاج مليون إفريقي في دول جنوب السودان وتشاد واريتريا من فيروس سي،، وقد تم بالفعل الكشف عن آلاف الأفارقة، لدعم مصر للدول الإفريقية الشقيقة
وتسعى مصر لتعميم مبادرة "100 مليون صحة" على الدول الأفريقية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، في إطار أجندة الاتحاد الأفريقي للتنمية 2063، وقد تم إرسال فرق الطبى المصرى لمتابعة عملية المسح والفحص لفيروس "سي" و"بي" والكشف عن الأمراض عير السارية والتدريب على بروتوكولات العلاج بكل من دول جنوب السودان وتشاد، وإريتريا.
مكتشف فيروس سي يشيد بتجربة مصر
شهادة الدكتور هارفي جيمس اولتر، الطبيب والعالم المتخصص في مجال الفيروسات، والحاصل على جائزة نوبل في وظائف الأعضاء والطب لعام 2020، ومتكشف فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي، حول الدور الذى قامت به مصر في ملف علاج فيروس سي دليل كبير على حجم الإنجاز الذى قدمته الحكومة المصرية في هذا الملف، والدعم الكبير الذى قدمته القيادة السياسية في ملف الرعاية الصحية للمصريين.
هارفي جيمس أكد خلال كلمته في أحد الجلسات الحوارية لمعرض ومؤتمر الطب الأفريقي الأول "صحة أفريقيا"، الشهرين الماضيين أن مصر نجحت في عمل اختبارات على أكثر من 40 مليون شخص، وهذا مجهود كبير وتم توفير الأدوية هنا في وهذه منظومة كاملة بداية من اهتمام الرئيس السيسي، ثم وزير الصحة وكل المنظومة المصرية للقضاء على فيروس سي، مؤكدا أن مصر لديها الدليل لكيفية التعامل مع فيروس سي، كاشفا أن الولايات المتحدة الأمريكية نفسها لم تقم بحملة القضاء على فيروس سي مثما حدث في مصر، لذلك يجب أن تفتخر بما حققته.
جهود حكومية جادة للكشف عن الأمراض السارية
في أكتوبر 2018 انطلقت مبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على الأمراض غير السارية (السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة) لأكثر من ٥٠ مليون مواطن مصري، وتقديم خدمة المتابعة والتقييم والعلاج من خلال مراكز العلاج. وتهدف المبادرة إلى خفض الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية التي تمثل حوالي 74% من الوفيات في مصر.
و قال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان إن الأمراض غير السارية تتمثل في السرطان والقلب والرئتين والسكر والسكته الدماغية .
ونصح الدكتور حسام عبد الغفار بصرورة الالتزام بتعليمات الطبيب المعالج وممارسة الرياضة وتلقى اللقاحات المضادة للامراض والامتناع عن التدخين وعدم شرب الكحوليات مع الابتعاد عن شرب المشروبات المحلاة، موضحا أن مبادرات الصحة العامة متواجدة في مختلف المراكز والوحدات الطبية وتقوم بتوقيع الكشف بالمجان.