كنت اقترحت في مقالي منذ ثلاثة أسابيع تقريبا وخلال تنظيم مهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء في عامه الثلاثين وإذاعة قناة " الحياة" الفضائية لحفلات المهرجان واقبال الالاف على حضورها وحرص الملايين على مشاهدتها. اقترحت أن تقوم دار الأوبرا بنقل هذه المتعة الفنية والذوق الفني رفيع المستوى بنجوم الغناء في مصر والمواهب الكبيرة في دار الأوبرا بالتعاون مع " الحياة" الى كافة محافظات مصر في اطار استعادة الغناء المصري الأصيل لدوره في الارتقاء بالوعي وبالذائقة الغنائية لدى جمهور المستمعين والمشاهدين.
الفكرة تلقاها المسئولون بوزارة الثقافة وبالأوبرا بكل ترحاب وبالفعل تقرر إقامة حفلات في عدة محافظات خلال الفترة المقبلة وكانت بدايتها يوم الخميس والجمعة الماضيين في محافظة البحيرة وفي مدينة رشيد الأثرية وعلى ضفاف البحر المتوسط في الميناء الجديد ضمن فعاليات مهرجان رشيد الاول للموسيقى والغناء وغنى فيها النجم مصطفى قمر والنجم هشام عباس مع كورال اطفال وشباب مركز تنمية المواهب بقيادة المايسترو الدكتور محمد عبد الستار ونجوم الأوبرا المصرية والفنانة نسمة محجوب و ليلي إبراهيم ، عزت غانم ، داليا فاروق ، إبراهيم ناجي ، سلمي الجبالي و أسامة علي ، نجوم فرقة أوبرا القاهرة بمصاحبة أوركسترا القاهرة بقيادة المايسترو محمد وهيدي
وتفاعل الألاف من أبناء المدينة والمحافظة مع الفنانين الذين ربما يرونهم مباشرة على المسرح لأول مرة وأبدى النجوم سعادتهم بالتواجد بين أبناء محافظة البحيرة ومدينة رشيد الأثرية
التي سوف يستمر صدى إقامة مثل هذه الحفلات والمهرجانات الفنية لوقت طويل يتحاكى عنها أبناء المحافظة ويتمنون استمرارها وقدوم أيضا الأعمال المسرحية التي يقدمها البيت الفني للمسرح اليهم لتحقيق مبدأ العدالة الثقافية وتأكيد الهوية الوطنية للشخصية الفنية من خلال هذا النوع من الفن الراقي.
بقدر سعادتي بحفل رشيد، بقدر اندهاشي من عدم إذاعة الحفل من خلال قناة " الحياة" وفقا للبروتوكول بين القناة ودار الأوبرا .. ولعل المانع خير وأتمنى أن يستمر التعاون بين الجانبين فيما هو قادم لتحقيق الاستفادة القصوى والمصلحة الوطنية العامة وخاصة أن حفلات الأوبرا في القلعة حققت انتشارا غير مسبوق وحازت على اهتمام ملايين المشاهدين رغم أن الدورة السابقة هي الدورة رقم 30 في تاريخ المهرجان.
العمل الجماعي في رأيي يحقق الهدف والمراد، وتوقعت- ومازلت- أن تجذب حفلات الأوبرا قنوات واذاعات آخري لتكتمل المنظومة في مواجه كل ما هو غث ومفسد للذوق المصري وتأثيره السلبي على الأخلاق العامة
القادم قد يكون أفضل وفي الحفلات المقبلة سواء في المنيا أو في الغردقة أتمنى أن تذاع تلك الحفلات بل اقترح أيضا وبالتنسيق بين دار الأوبرا وقصور الثقافة أن تقدم في تلك الحفلات المواهب الغنائية الكثيرة المتنوعة في كل محافظة ولو لمدة زمنية قصيرة . ولدينا مواهب كثيرة في كل مكان في مصر وتحتاج الى فرصة للظهور الإعلامي مثلما كانت تفعل حفلات " أضواء المدينة" للإعلامي الكبير الراحل جلال معوض. الفن الحقيقي هو أحد أسلحة الدولة الحيوية في استعادة الوعي وترسيخه وفي مواجهه كل ما هو فاسد ومزيف.
