أطلقت وزارة الصحة والسكان، صباح اليوم، حملة "متحدون ضد التبغ" بالتعاون مع جمعية مكافحة التدخين والدرن والأمراض الصدرية، بهدف زيادة وعي المجتمع المصري خاصة فئة الشباب حول مخاطر التدخين، عن طريق التثقيف الصحي وتغيير المفاهيم الخاطئة، والحث على الإقلاع عن التدخين.
وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الحملة جاءت بتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان برفع الوعى الصحي للمجتمع، لافتًا إلى أن الحملة تتضمن نشر المواد التوعوية المُصممة لمعالجة المخاطر الصحية لجميع منتجات التبغ، مع مراعاة جميع المعايير الاجتماعية والاقتصادية، وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى البرامج التليفزيونية والإذاعية، للوصول إلى الشباب خاصة الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما.
وأضاف عبد الغفار أن ظاهرة التدخين باتت تشكل خطرا على الدول والأفراد بشكل عام، بسبب الأضرار الصحية والبيئية والاقتصادية التي يحدثها التبغ، حيث إنه بالإضافة إلى خطورة التدخين على تصلب الشرايين وأمراض القلب وغيرها، فإن تدخين الأفراد وتصنيع التبغ ومخلفاته الناتجة عن الاستخدام والتصنيع من قبل شركات صناعة التبغ، تسبب ضررا على كوكبنا البيئي، ما يستدعي الحاجة إلى تشديد الرقابة على هذه الممارسات والعمل على الحد منها، لافتاً إلى تكبد الدول خسائر اقتصادية في القضايا العلاجية والبيئية بسبب آثار التدخين.
وأشار "عبدالغفار" إلى أن الدراسات الطبية على مر العصور، أثبتت أن التدخين أحد العوامل الرئيسية المسببة للعديد من الأمراض، مثل سرطان الرئة والنوبات القلبية، إلا أن أعداد المدخنين فى تزايد مستمر حول العالم خاصة فى الدول النامية، ففى عام 1990 كان عدد المدخنين طبقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية870 مليون مدخن، وارتفع إلى 933 مليون شخص عام 2015، فيما بلغ العدد حاليا نحو 1.3 مليار مدخن.
وتابع "عبد الغفار" أن متوسط الإنفاق السنوي على التدخين للأسرة المصرية التي بها فرد مدخن أو أكثر بلغ نحو 6 آلاف جنيه، مشيراً إلى تقرير الجهاز المركزى للإحصاء بنسبة الأسر التي بها فرد مدخن على الأقل يصل لنحو 41.3% من الأسر على مستوى الجمهورية، وهو ما يعني ان هناك نحو 24 مليون فرد غير مدخن ولكنه عرضه للتدخين السلبي بسبب وجود فرد مدخن داخل الأسرة.
وقال "عبدالغفار" أن التدخين أحد أكبر الأسباب للوفيات حول العام، إذ يتوقع أن يؤدي بحياة مليار شخص في القرن الحادي والعشرين، مضيفا أن استهداف المبادرة جاء لإرتفاع نسبة التدخين بين البالغين، إذ وصلت النسبة في مصر إلى ما يقرب من 22 بالمئة.
واختتم كلمته بالإشارة إلى أهمية الحملة في رفع وعى الشباب للوقاية من الدخول في دائرة التدخين ومساعدة المدخن للتوقف عن التدخين، قائلا " هدفنا نصل بالمليار مدخن إلى صفر".
ولفتت الدكتورة راندا ابو النجا مسؤل الأمراض غير السارية بمنظمة الصحة العالمية في كلمتها نيابة عن الدكتورة نعيمة القصير ممثل منظمة الصحة العالمية، إلى ضرورة حماية الفئات الأكثر عرضة لاستهلاك منتجات التبغ، وهم المراهقين، مشيرة إلى حجم الإنفاق على دوائر التبغ والتي تبلغ مليارات الجنيهات في الترويج والدعاية لمنتجات التبغ، لاستهداف فئة المراهقين والشباب، مشيرة إلى المحاولات الخادعة التي تستخدم شتى السبل المباشرة وغير المباشرة لجعل التبغ واحد من العادات والأعراف المقبولة في المجتمع.
ونوهت إلى أن مصر واحدة من أوائل الدول التي صدقت على الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ في عام 2005، مشيرة إلى العواقب الاقتصادية والبيئية لاستهلاك التبغ، وضرورة وضع برامج فعالة للتثقيف والتوعية، موضحة أن واحدة من أهم التدخلات والتدابير زيادة مستوى الوعي بتغيير الثقافة المجتمعية ضد التبغ، مؤكدة التزام منظمة الصحة العالمية بدعم جهود مكافحة التبع في جمهورية مصر العربية.
ومن جانبه أشار الدكتور وجدي أمين مدير عام الإدارة العامة للأمراض الصدرية إلى دور جمعية مكافحة التدخين والدرن والأمراض الصدرية في رصد تدخلات شركات التبغ لتحسين صورتها العامة عند المجتمع، وكذلك رصد الصحف والمواقع والدراما التليفزيونية والبرامج الترفيهية التى تشير إلى منتجات التبغ بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
ولفت "أمين" إلى جهود الجمعية في عمل دراسات لقياس نسب التدخين، وتدريب العاملين في جميع المجالات للوقاية من التدخين.
وأردف "أمين" أن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أعلن ان نحو 17.7٪ من إجمالي السُكان في مصر في الفئة العمرية من 15سنة فأكثر «مدخـنون»، وهو ما يمثل حوالى 18 مليون نسمة وفقاً لتقديرات السكان لعام 2020، وتبلغ نسبة المدخنين بين الذكور 35.6٪، مقابل 0.3٪ بين الإناث.
واشار الي ان نسبة المدخنين في الفئة العمرية (45-54 سنة) تبلغ 23.2% يليها الفئة العمرية (35-44 سنة) حوالى22.5% ثم الفئة (25-34 سنة) حوالي 20.8% وهي نسب مرتفعة خاصة أن هذه الفئات العمرية هي الفئات الشابة التي تعتبر قوام قوة العمل الرئيسية في المجتمع.
وعن علاقة التدخين بالتعليم ذكر "أمين" أن أعلى نسبة مدخنين بين الحالات التعليمية المختلفة كانت لمن يحمل شهادة محو الأمية بنسبة 30.1%، يليها من يقرأ ويكتب حيث تبلغ نسبة المدخنين بينهم 27.5%، وأقل نسبة مدخنين على الإطلاق توجد بين الحاصلين على شهادة جامعية فأعلى 12.7%.
وذكر أمين أن الأمراض غير المعدية تعتبر هي السبب الرئيسى للوفاة في مصر ، ومسئولة عن أكثر من 80% من إجمالى الوفيات حيث تعتبر أمراض القلب، و الأوعية الدموية مسئولة عن معظم الوفيات بنسبة 46% ، ويليها السرطان بنسبة 14%، والأمراض الصدرية المزمنة بنسبة 4% والسكر 1%، لافتا أنه يمكن الوقاية من نحو ثلاثة أرباع حالات الأمراض القلبية والسكتة الدماغية والسكري من النوع الثاني، و40% من حالات السرطان حال التخلّص من التدخين وتعاطي الكحول وتدني النظام الغذائي والخمول البدني.
كما تم عرض فيديوهات توعوية لمرضى مدخنين تعرضوا لمضاعفات خطيرة، والمنشورات التوعوية التي سيتم استخدامها أثناء الحملة، مشيرًا إلى دور الخط الساخن 16805 للمساعدة في الإقلاع عن التدخين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة