سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 26 سبتمبر 1970.. الرؤساء والملوك العرب يوافقون على طلب الملك حسين بحضوره للقاهرة بعد نجاح الفريق صادق فى تهريب ياسر عرفات من الأردن

الإثنين، 26 سبتمبر 2022 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 26 سبتمبر 1970.. الرؤساء والملوك العرب يوافقون على طلب الملك حسين بحضوره للقاهرة بعد نجاح الفريق صادق فى تهريب ياسر عرفات من الأردن الفريق محمد أحمد صادق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اتصل الفريق محمد أحمد صادق، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، بالرئيس جمال عبدالناصر يوم 25 سبتمبر 1970، فبادره الرئيس بالسؤال: ماذا فعلت؟، أجاب صادق: «ياسر عرفات «أبو عمار» معى فى المكتب»، رد عبدالناصر غير مصدق: «معك فى القاهرة»، أجاب صادق: « نعم يا فندم بجوارى الآن يرتدى بدلة الياور المرافق لى»، فأسرع عبدالناصر بالقول: «حالا تكون عندى فورا».
 
يؤكد الفريق صادق فى الحلقات المنشورة بمجلة أكتوبر، القاهرة، 6 نوفمبر 2011، بعنوان «حلقات من سيرة الفريق محمد أحمد صادق: «بعد دقائق كنا فى منزل الرئيس عبدالناصر، وكان اللقاء مؤثرا، وتعانق مع عرفات مرددا عدة مرات: «الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله».
 
كان «صادق» ضمن وفد القمة العربية برئاسة الرئيس السودانى جعفر نميرى، الذى عاد إلى عمان يوم 24 سبتمبر فى محاولة جديدة منه لوقف القتال الدائر بين الجيش الأردنى وقوات المقاومة الفلسطينية، وعاد الوفد يوم 25 سبتمبر بعد أن حقق اتفاقا لوقف القتال لم يصمد سوى ساعات قليلة، وكان صادق لديه تكليفا سريا من عبدالناصر بإحضار «عرفات» بأى طريقة من الأردن. 
 
يكشف صادق، أنه بينما كان وفد القمة يجتمع بالملك حسين، لم يكن أحد يعرف أين ياسر عرفات، ويذكر أنه طلب من الملك حسين الذهاب إليه، فأكد الملك أنه لا يعرف مكانه ويبحث عنه فى كل مكان، وفى النهاية استطاع صادق الوصول إلى «عرفات» بواسطة إبراهيم الدخاخنى الضابط بالسفارة المصرية، وبعد اللقاء اتفق الجميع على العودة إلى السفارة المصرية، وارتدى عرفات الزى الكويتى، الذى كان يرتديه الشيخ سعد الصباح عضو وفد العربى الموجود فى الأردن. 
 
يضيف «صادق»، أنه طلب من السلطات الأردنية اصطحاب أفراد أسر موظفى السفارة للعودة بهم إلى القاهرة، وبالفعل وصل عدد من السيدات والأطفال إلى مقر السفارة استعدادا للانتقال إلى المطار، وقام الفريق صادق، بإبلاغ عرفات بأنه لا بد من حلاقة ذقنه، فعارض بشدة، ثم وافق، كما طالبه بتسجيل بيان بصوته يهاجم فيه الأردن، ويعلن استمرار القتال حتى وقف إطلاق النار كنوع من التمويه لاستكمال مخطط خروجه.
 
يكشف «صادق»، أن عرفات ركب فى سيارة بين سيدة مصرية وابنتها حتى وصلت إلى المطار، واتجه على الفور إلى الطائرة بينما كان صادق يشاغل الضابط الأردنى المسؤول، وأقلعت الطائرة، وفور وصولها إلى القاهرة جرى الاتصال بعبدالناصر.   
 
كان عبدالمجيد فريد، أمين عام رئاسة الجمهورية، ضمن وفد مصر فى اجتماعات القمة، ويذكر فى كتابه «من محاضر اجتماعات عبدالناصر الدولية والعربية 1967 - 1970» أن نميرى وعرفات قدما للرؤساء والملوك تقديرا للموقف الخطير الذى يتصاعد من دقيقة لأخرى، واستمر الاجتماع حتى الرابعة صباحا، وأوضح عبدالناصر للمجتمعين أنه تأكد من أن ما يحدث فى الساحة الأردنية هو من تخطيط المخابرات المركزية الأمريكية، والمخابرات الإسرائيلية، بالاستعانة ببعض العناصر المحلية المشبوهة، وأن الأسطول الأمريكى والقوات الإسرائيلية مستعدة فعلا للتدخل الفورى.
 
يذكر «فريد»، أن الأحداث مضت فى 26 سبتمبر، مثل هذا اليوم، 1970، باستمرار القتال فى شمال الأردن، وإعلان الرئيس الأمريكى نيكسون، منح الأردن خمسة ملايين دولار معونة عاجلة تعويضا عن خسائره العسكرية، وأن الملوك والرؤساء أعلنوا تحميل الملك حسين مسؤولية الأحداث الجارية، وأعلن الرئيس نميرى أمام مؤتمر صحفى عالمى فى القاهرة مذاعا على الهواء جميع تفاصيل اللقاءات والمشاورات التى أجراها، وكذلك قرار القمة بتحميل الملك حسين المسؤولية، وإبلاغ الحقائق للجماهير العربية.
 
يؤكد «فريد»، أن الملك حسين اتصل بعبدالناصر ظهرا، ليبلغه رغبته بالحضور للقاهرة لتوضيح موقفه أمام الملوك والرؤساء، ولكن عبدالناصر أجل الرد عليه إلى أن يعرض الأمر على المجتمعين، يضيف فريد: «كرر الملك حسين اتصاله بعبدالناصر فى الساعة السادسة مساء لنفس الغرض، ودارت مناقشات ساخنة بين الملوك والرؤساء لبحث دعوة الملك حسين، واستمرت المناقشات أكثر من أربع ساعات.. يكشف «فريد» أن الرئيس الليبى العقيد معمر القذافى كان على رأس الرافضين لدعوة الملك حسين، لأنه يعتبره المسؤول شخصيا عما حدث ، بينما كان عبدالناصر يرأس الجانب الآخر الموافق على حضوره.
 
يذكر فريد، أن عبدالناصر أثناء مناقشة هذه القضية كان يشير إلى الساعة التى بيده، قائلا: كلما مرت الدقائق والملوك والرؤساء يتحاورون دون الوصول لإجراء إيجابى لإيقاف النيران، كلما زاد عدد الشهداء، وزاد عدد المعتدى عليهم من النساء والأطفال، حيث إنه لم يمكن إرسال قوات عسكرية عربية إلى الأردن لإيقاف القتال، فالحل الوحيد الآن هو دعوة الملك حسين للقاهرة لإرغامه أمامهم على إيقاف النار.
 
يؤكد فريد: بعد منتصف الليل بقليل صدر قرار الملوك والرؤساء بالموافقة على حضور الملك حسين، على أن يعقدوا اجتماعا رئيسيا صباح اليوم التالى «27 سبتمبر» يحضره الملك حسين وعرفات.  






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة