صراع كبير ينشأ لدى الآباء عند إخبارهم أن طفلهم يواجه مشكلة صحية، متسائلين دائما عن مواصلة الطريق مع الطفل وكيفية دعمه صحيا وتربويا وعلميا؟ وفي حالة يحيى قنديل صاحب الـ 22 عاما، اعتبره والداه هبة عظيمة وعطية رائعة من الله لا تقدر بثمن، بالرغم من أن لديهم ابنين آخرين غيره، لكنهم منذ اليوم الأول من ولادته حاوطوه بالحب والرعاية مثل إخوته حتى وصل إلى درجة تعليمية كبيرة وهي بكالوريوس إدارة أعمال وتعلم 3 لغات.
رحلة يحيى من متلازمة داون إلى تعلم البيزنس و3 لغات
قال مصطفى الشقيق الأكبر لـ يحيى في حديثه لـ "اليوم السابع" أنهم تربوا 3 أخوات أصغرهم يحيى الذي اعتبره والداه كنزاً وهبة من الله، فمنذ ولادته عانى من ثقوب في القلب أجبرتهم على إدخاله غرفة العمليات وهو ما زال في عمر أيام، وقال الأطباء إنه سيعيش يعاني جراء عدة مشاكل في القلب والحركة بجانب متلازمة داون لكنهم لم يكترثوا لذلك أبداً، بل جعلتهم هذه الكلمات يصرون على أن ينشأ يحيى مثل إخوته تماماً دون أي تفرقة.
عانى يحيى منذ أن كان رضيعاً بمشكلة في عظام الحوض جعلته ملازماً للجبس الذي غطى رجليه بالكامل في الفترة التي كان من المفترض يتعلم فيها المشي، لكن الأمل كان أكبر، كما أردف شقيقه أن والدته كانت طوال الوقت تحثهم كأخوة ليحيى بأن لابد أن نكون بجانبه، كما علمهم والدهم أن مهما حدث فأنهم كأخوة لا يفترفون بل ويدعمون بعضهما حتى آخر نفس فيهم، ظل الأخوة الثلاثة برفقة بعضهم البعض خاصة وأن أعمارهم كانت متقاربة بعض الشيء مما جعل المهمة عليهم أسهل، فكل شيء في الحياة يتشاركون فيه بل ويدعمون بعضهم البعض.
وأضاف أن الرحلة كانت صعبة بعض الشيء، لكنها كانت مليئة بالنجاحات بداية من تعلم رياضة الفروسية والسباحة التي تميز فيهما بشكل كبير وحصل على ما يقرب من 60 ميدالية، وعلى الصعيد التعليمي قد تجاوز يحيى مراحل التعليم الأساسي بتفوق مع نظام الدمج في إحدى المدارس ومنها تأهل للدخول لإحدى الجامعات الفرنسية وحصل منها على بكالوريوس إدارة أعمال بل وتعلم 3 لغات أيضاً إلى جانب لغته الأم العربية، وهى الإنجليزية والفرنسية واللغة الصينية التي تعتبر إحدى أساسيات دراسته، واختتم قائلاً أن كل ما هنالك هو الإصرار والطموح ودعم الأهل ومعرفتهم أن ليس هناك مستحيل.
يحيى وأخويه
يحيى
مصطفى ويحيى
ميداليات يحيى
يحيى مع عائلته
يحيى مع والده ووالدته
يحيى وهو صغير
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة