يتم تحديد مستويات أسعار النفط العالمية عادة، نتيجة تأثير جملة من العوامل المتنوعة والمتداخلة وباتجاهات متفاوتة، ومن العوامل الرئيسية التي أدت إلى تباين اتجاه أسعار النفط ما بين الارتفاع والانخفاض خلال عام 2021، وفقًا لأحدث تقرير لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط، كالتالى:
ساعدت التطورات الإيجابية في أساسيات سوق النفط وأسواق العقود الأجلـة، فـي ارتفاع أسعار النفط خلال الربع الأول من عام 2021، فعلى جانب الطلب ، ارتفع استهلاك زيت التدفئة على خلفيـة الشـتاء قارس البرودة في أجزاء كبيـرة مـن نصف الكرة الأرضية الشمالي .
وعلى جانب الإمدادات، قيدت إمدادات النفط الخـام العالمية ، حيث واصـلت دول أوبك + إظهـار مستويات توافـق قـوية مـع تعديلات إتفاق خفض الإنتاج، وأجرت المملكة العربية السعودية خفض إضـافي وطوعي على إنتاجها بمقدار 1 مليون ب / ي على مدى شهري فبراير ومارس ، وتعطلت الإمدادات الأمريكية بشكل قياسي بسبب موجـة الطقس البارد غيـر المسبوقة.
وتلقت أسعار النفط الخام، دعمـا مـن الانخفاض المستمر في المخزونات النفطيـة لـدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنميـة ،وقـد حـد مـن الارتفاع فـي الأسعار ، تجدد قيود الإغلاق في أوروبا لاحتواء موجة ثالثة من فيروس كورونا ، وتعثر جهود توزيع اللقاحات بسبب أزمة الإمدادات الناجمة عن تأخر الشحنات ، ، وارتفاع صادرات النفط الخام الإيرانية رغم العقوبات الاقتصادية الأمريكية .
تسبب ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في أجزاء عديدة من العالم، ( لا سيما الهند وأمريكا اللاتينية واليابان ) ، وانخفاض الطلب على النفط بسبب استمرار عمليات الإغلاق في أوروبا ، فضلاً عن الصيانة الموسمية في بعض المصافي الآسيوية ، في انخفاض أسعار النفط في شهر أبريل 2021 ،كان لكل من تزايد عمليات الشراء لمصافي تكرير النفط في آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا بشكل ملحوظ ، وتقلص المخزونات النفطية المتراكمـة بمـا فـي ذلـك مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة التي شهدت انتعاش عمليات تشغيلا لمصافي ، وتعافي الطلب في قطاع النقـل خـلال موسم السفر والقيادة الصيفي تزامناً مع تسارع وتيرة حملات التطعيمات ضد فيروس كورونا وتخفيف القيـود على حركة التنقل ، إلى جانب تنامي مخاطر نقص إمدادات الغاز الطبيعي في أوروبا وآسيا التي زادت من توقعات نمو الطلب على النفط ومنتجاته ، دوراً فـي ارتفاع أسعار النفط خلال الفترة من شهر مايو وحتى شهر يوليو 2021 .
تسبب تباطؤ عمليات الشراء القوية من المصافي الصينية في انخفاض أسعار النفط خلال شهر أغسطس 2021 ، يأتي ذلك في ظل حصص استيراد محدودة لمصافي التكرير المستقلة من النفط الخام ، وانخفاض عمليات تشغيل المصـافي بسبب إعادة إجراءات الإغلاق والقيود المفروضة على التنقل وسوء الاحوال الجوية ، إلى جانب تراجع الطلب على وقود النقل في العديد من الدول الآسيوية الرئيسية الأخرى المستهلكة للنفط بما في ذلك اليابان .
ساهمت علامات انتعاش الطلـب فـي آسيا ، وتعطل الإمدادات في العديـد مـن المناطق بسبب الانقطاعات المخطط وغير المخطط لها بما في ذلك اضطرابات إنتاج النفط الخام الأمريكي في خليج المكسيك عقـب الإعصار Ida ، وصيانة الحقول في بحر قزوين ، وبرامج التحميل المنخفضـة للعديـد مـن خـامـات غـرب أفريقيا ، والتعطل المؤقت في الصادرات الليبية ، فضلاً عن توقعات ارتفاع الطلب على النفط في أشهر الشتاء بسبب التحول من الغاز إلى النفط ، وتعزيز هوامش التكرير والانخفاض المستمر فـي مخزونـات الـنفط فـي المناطق المستهلكة الرئيسية ، في ارتفاع أسعار النفط خلال شهري سبتمبر وأكتوبر 2021 . • كان لظهور المتحور Omicron سريع الانتشار من فيروس كورونا، دوراً في انخفاض أسعار النفط خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2021.
انخفضت أسواق العقود الآجلة بشكل حاد، وسط مخاوف بشأن ارتفاع قياسي في حالات الإصابات بهذا الفيروس في العديد من الدول الرئيسية المستهلكة للنفط ، مما قـد يؤدي إلى إعادة إجراءات الإغلاق والقيود المفروضة على حركة التنقل ، ومـن ثـم تباطؤ تعافي الاقتصاد العالمي والطلب على وقود النقل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة