-
توجيه وزيرة الثقافة برفع كفاءة قصر الثقافة واستغلاله فى أنشطة ثقافية وترفيهية تخدم أهالى الفيوم
-
طرح وحدات مشروع تطوير عواصم المحافظات فى أقرب فرصة ممكنة لأهالى المحافظة
فى ختام جولته بمحافظة الفيوم، اليوم، عقد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، مؤتمرا صحفيا، أكد خلاله أن هذه الزيارة تأتى فى إطار متابعة مشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" فى محافظات الصعيد، بداية من محافظة الفيوم.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن مجمل المشروعات، التى تم تفقدها اليوم، تدخل ضمن محور عمل الجمهورية الجديدة، وفى إطار المشروعات القومية المهمة التى يوجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، الحكومة دوماً بالإسراع فى تنفيذها، ومتابعة سير العمل بها أولاً بأول.
وخلال حديثه، أوضح رئيس الوزراء أن أول المشروعات التى تم تفقدها اليوم كان تطوير منطقة السواقى بمدينة الفيوم، مؤكدا أنها تعد معلما سياحيا مهما للغاية فى محافظة الفيوم، فمع بدء تطوير هذه المنطقة ساد جدل بأن الحكومة تهدم المنطقة التاريخية وتغير معالم المكان، وتنزع السواقى القديمة، مؤكداً أنه وعلى عكس مما أثير، فقد حاولت الدولة الرد من خلال الجهود التى قامت بها ضمن أعمال التطوير، لافتاً إلى أن زيارة اليوم عكست الاهتمام بعودة السواقى للعمل بصورة طبيعية بعد رفع كفاءتها وترميمها، كما تم تطوير المكان بصورة حضارية كمتنفس لأهالى الفيوم، يضم الأماكن الترفيهية التى سيسعدون بها، كما يقع بجوار المنطقة قصر الثقافة الذى تم توجيه وزيرة الثقافة برفع كفاءته واستغلاله فى أنشطة ثقافية وترفيهية تخدم أهالى مدينة الفيوم.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولى أن جولة اليوم بمحافظة الفيوم شملت أيضاً متابعة مشروع آخر وجه به الرئيس السيسى، وهو تنفيذ 500 ألف وحدة سكنية فى عواصم المحافظات، موضحاً أن أهمية هذا المشروع تتمثل فى أن الدولة وهى تتوسع فى برامج الإسكان المتنوعة، تركز على المدن الجديدة، ولذا كان لدينا الرغبة فى الدخول إلى المدن القائمة بقدر الإمكان، من خلال استغلال أى أراضٍ متاحة لبناء وحدات سكنية تكون فى متناول قدرات الشباب المتوسطة ليتم طرحها لأهالى هذه المدن.
وفى هذا الإطار، أوضح مدبولى أنه تفقد اليوم الوحدات المنفذة على أرض منطقتى الشونة والمحلج، لافتاً إلى أنه هذه الأراضى كانت مًستغلة من جانب محلج الفيوم، الذى تم تطويره بعد أن كان متوقفاً لعشرات السنين، حيث تم استغلال جزء من تلك الأراضى لتنفيذ مشروع إسكان يخدم أهالى الفيوم، مشيداًً بمستوى التنفيذ والتشطيب، ومؤكداً أن هذه الوحدات سيتم طرحها فى أقرب فرصة ممكنة لأهالى مدينة الفيوم.
كما تطرق رئيس الوزراء إلى زيارته لمشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" بقرية قلهانة بمركز إطسا، والتى تمثل الهدف الرئيسى للجولة، مشيرا إلى أن محافظة الفيوم تشهد حالياً تنفيذ المرحلة الأولى من المبادرة فى مركزين، هما إطسا، ويوسف الصديق، بإجمالى 64 قرية و600 تابع تقريبا.
وأكد مدبولى أنه تفقد اليوم مجمع الخدمات الحكومية، والمركز التكنولوجى لخدمة المواطنين، والمدرسة الجديدة، مشيرا إلى أنه اطمأن على سير أغلب المشروعات وفق البرنامج الزمنى المقرر، وكذا تقدم الأعمال فيما يخص المرافق، حيث دخلت بالفعل مياه الشرب والصرف الصحى ويتم توصيل الغاز الطبيعى والاتصالات وشبكات الفايبر؛ وقال: اليوم ندخل لكى نحقق نقلة حقيقية فى خدمات قرى المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، ولذا فهو بحق يعد مشروع القرن فى مصر.
كما أشار رئيس الوزراء إلى أنه تابع اليوم بالقرية عمل القوافل الطبية التى تنفذ على مدار العام بالتعاون مع الجامعات المصرية لتقديم الخدمات الطبية بكل محافظات مصر.
وأضاف مدبولى أنه طبقاً للمخطط، فبنهاية شهر ديسمبر القادم سنكون قد انتهينا من مشروعات قرى المرحلة الأولى التى تمثل ثُلث قرى المحافظة، كما ستبدأ المرحلة الثانية اعتباراً من بداية العام المقبل 2023 لنكون مع انتهائها قد نجحنا فى تغطية 80% من قرى محافظة الفيوم.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه تفقد خلال جولته مشروعا آخر يتمثل فى توسعات محطة مياه الشرب بمنطقة العزب الجديدة؛ حيث كانت محافظة الفيوم تعانى كثيرا من نقص مياه الشرب، وخاصة خلال أشهر الصيف، لافتا إلى أن هذه المحطة ستكون هى الأكبر من نوعها على مستوى المحافظة.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: تنتج المحطة حاليا حوالى 480 ألف م3/ يوم، إلا أن التوسعات التى تفقدنا أعمالها ستضيف 120 ألف م3، بحلول شهر مارس، مشيرا إلى أن هذا المشروع يتم تنفيذه من خلال شركات المقاولات المصرية، بهدف زيادة الطاقة الاستيعابية لمحطات المياه؛ وذلك للتغلب على مشكلة نقص المياه فى بعض المناطق مع زيادة الاستهلاك خلال أشهر الصيف، ونعمل على الانتهاء منها فى أسرع وقت؛ سعيا لدخولها حيز التشغيل.
كما تحدث رئيس مجلس الوزراء عن مشروع المجمعات الصناعية، والتى دخلت فيه الدولة بقوة؛ من أجل توفير وحدات لإقامة صناعات محددة تخدم شباب وأبناء الفيوم، حيث يضم المشروع نحو 576 ورشة بمساحات تتراوح ما بين 48 – 50 م، مشيرا إلى أن هذه الوحدات تخدم أيضا رجال الأعمال الذين يبدأون أعمالهم ويمكنهم من خلالها إقامة ورش صغيرة لصناعات مختلفة، مثل الصناعات الغذائية، والملابس، والنسيج، إضافة إلى بعض الأنشطة الهندسية والكيمائية، فضلا عن إقامة ورش كبيرة بمسطح يصل إلى أكثر من 600م، موضحا أن إجمالى الورش والمصانع المتاحة يبلغ حوالى 700 مصنع توفر الآلاف من فرص العمل للشباب فى هذه المنطقة.
وفى السياق نفسه، لفت رئيس الوزراء إلى أننا نعمل على إقامة هذه المجمعات الصناعية تنفيذا لتوجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، بتعميق التصنيع المحلى، وتوفير فرص عمل، وتقليل الفاتورة الاستيرادية، ونعمل حاليا كدولة على التوسع فى إقامة مثل هذه المجمعات؛ حتى يمكننا تحقيق مستهدفاتنا فى هذا الشأن، ولا سيما ما يتعلق بزيادة الصادرات، رغم كل التحديات التى نواجهها بسبب الأزمة العالمية، مؤكدا أنه بالرغم من هذه التحديات إلا أن نسب البطالة لدينا فى أدنى مستوياتها بشكل غير مسبوق وهى 7.2%، ولذا فنحن نمضى قدما فى إقامة المزيد من هذه المشروعات لتوفير أكبر حجم ممكن من فرص العمل فى صناعات إنتاجية عديدة.
وأوضح رئيس مجلس الوزراء أن كل ما نتحدث عنه الآن بشأن تنفيذ المشروعات يأتى فى إطار الإجابة عن التساؤل الذى يمكن أن يتبادر للذهن: هل يمكن إيقاف مشروع من هذه المشروعات عن استكمال تنفيذه بسبب الأزمة الراهنة، وخاصة ما أثير عن ضرورة أن يكون لدينا أولويات فى تنفيذ المشروعات، مستدركا بقوله: نحن نبنى دولة ونحتاج لكل هذه المشروعات وإذا لم نقم بتنفيذها اليوم سننفذها غدا بأضعاف تكلفتها حاليا.. وليس أمامنا بديل آخر.. لابد من استكمال ما بدأناه فى هذه المشروعات الضخمة، التى تخدم أهالينا وتمدهم بالخدمات الأساسية التى كانوا يعانون من الحرمان منها لعشرات السنين.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولى إلى أنه اختتم جولته اليوم من على ضفاف بحيرة قارون، لتفقد أعمال تطويرها، فى إطار المبادرة التى يتبناها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، لتأهيل البحيرات المصرية، التى عانت كثيرا من الإهمال والتلوث لأكثر من 50 عاما، وتعد بحيرة قارون واحدة من هذه البحيرات التى طالتها يد الإهمال، وقال رئيس الوزراء: لقد قطعنا شوطا كبيرا فى تأهيل وتطوير البحيرات مثل بحيرة المنزلة، ومريوط، كما أنه جار العمل حاليا فى البحيرات الشمالية، بقوة وعزم، إضافة إلى بحيرة إدكو، لافتا إلى أنه يتابع مشروع تطوير بحيرة قارون مع الوزراء والمسئولين المعنيين.
وسلط رئيس الوزراء الضوء على التحديات القائمة بهذا الملف المهم، قائلاً: مشكلة بحيرة قارون أنها تتواجد فى مستوى منسوب منخفض عن باقى الأراضى، وتتجمع بها المياه الناتجة عن الصرف الزراعى نتيجة لانخفاضها، ونظراً لارتفاع درجات الحرارة وعدم تجدد المياه الموجودة بالبحيرة، فقد تسبب ذلك فى زيادة نسبة التبخر، والذى أسهم فى انخفاض منسوب البحيرة، وزيادة نسبة الملوحة بها، إلى جانب بعض أوجه التلوث، والتى منها وجود صرف صناعى سلبى على البحيرة فى بعض الأماكن، وصل عددها إلى نحو 13 مصنعاً، فضلا عن الصرف الصحى من عدد من القرى المحيطة بالبحيرة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الدولة واجهت هذه المشكلات والتحديات الموجودة بالبحيرة، من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات والخطوات للتعامل معها، تمثلت فى رفع كفاءة المصارف من جانب وزارة الموارد المائية والرى، وكذا بحر يوسف، وتم تنفيذ تكرير كامل للمصارف، مع زيادة كمية المياه التى تضخ للبحيرة، سعياً للعودة للمنسوب الذى كانت عليه البحيرة قبل الأزمة.
كما لفت رئيس الوزراء إلى أن مساحة بحيرة قارون الآن تصل إلى 55 ألف فدان، موضحاً كذلك أنه طبقاً لدراسات وزارة الرى تصل كمية المياه المتبخرة إلى نحو 450 مليون م3، وكان علينا العمل على استعاضة هذه الكمية من المياه المفقودة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه فيما يخص الصرف الصناعى على البحيرة، من جانب الـ 13 مصنعا الموجودة بمحيطها، فهناك 6 مصانع توقفت عن الصرف تماما على البحيرة، وباقى المصانع بنهاية هذا العام ستكون قد انتهت من أعمال إنشاء محطات المعالجة الخاصة بها، وإجراءات التوافق وصولا لأن تصبح كميات المياه التى يتم ضخها من جانبها معالجة تماما، ولا يتسبب عنها أى نوع من أنواع التلوث.
وفيما يتعلق بموضوع الصرف الصحى على البحيرة، أشار رئيس الوزراء إلى أنه مع تنفيذ المشروعات الخاصة بالمبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، وكذا المشروعات القومية والتنموية الأخرى التى تتبناها الدولة، والخاصة بإنشاء محطات المعالجة لمياه الصرف الصحى، وتوصيل خدمات الصرف الصحى لمختلف القرى، سيتم القضاء على مشكلة الصرف الملوث للبحيرة، مؤكداً أن الأمور تتحرك فى مسارها لتصحيح الأوضاع بالبحيرة، وتلك الجهود أسهمت فى وجود الأسماك بكميات كبيرة فى بعض الأماكن بالبحيرة، كما أنه من المخطط إتاحة المزيد من زريعة الأسماك، سعياً لإعادة إحياء عمليات الصيد منها.
كما لفت رئيس الوزراء إلى أن التحسن فى مستوى بحيرة قارون انعكس على تواجد المزيد من الطيور، قائلاً: تشتهر بحيرة قارون بأنها منطقة عالمية للطيور المهاجرة، وهذا يُعد دليلا صحيا على تحسن كبير فى نوعية مياه البحيرة.
وكشف رئيس الوزراء عن أن هناك مشروعا كبيرا يستهدف تخفيض نسبة الملوحة بالبحيرة، وهو استخلاص الأملاح منها، من خلال إقامة مصنع كبير جار تنفيذه، وهو ما يأتى ضمن الحلول التكاملية للتطوير بهذه البحيرة المهمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة