رسائل ومذكرات.. كنز إدوار الخراط فى مخطوطات تنشر لأول مرة.. فيديو وصور

الأحد، 01 يناير 2023 12:00 م
رسائل ومذكرات.. كنز إدوار الخراط فى مخطوطات تنشر لأول مرة.. فيديو وصور رسالى من أدونيس
كتب عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حين تدخل مكتبة إدوار الخراط فى 13 شارع ميريت بميدان التحرير فاعتبر نفسك دخلت متحفا، فكل عناصر البناء الفنى موجودة، الحوائط معلق عليها لوحات وذكريات، ومكتبات عتيقة مزينة بالملفات المرتبة كالبنيان المرصوص حتى إنك لتحس نفسك عابرا فى مكتبة عامة كبرى من شدة الدقة والخطوط التى تصف كل شىء حولك.
 
هناك تنظيم لكل شىء وكأن إدوار الخراط أنفق عمره فى التصنيف والتخطيط ولقد كان عالمه الروائى مشابه لهذا. إذ غلب عليه التخطيط والخطة والنفس الكتابى الذى يخشى الضياع، ضياع كل شيء، حس الكتابة والرغبة فى التعبير، ومن هنا اهتم بالتوثيق، توثيق ما كتب وما كتب الآخرون، لننظر مثلا إلى ذلك القسم الذى قسمه بيده فى مكتبته التى تحولت إلى متحف على يدى ابنيه، إيهاب وأيمن، فهو يضم ما كتبه الآخرون، وهو سبق إليه الخراط فقد جعل جزءا من أرشيفه مخصصا لما كتبه آخرون ونال إعجابه.
 
متحف الخراط أو لنقل مكتبته تضم إضافة إلى ذلك تاريخا من المراسلات يمتد ولا ينقطع بدءا من المراسلات الشخصية لكن العجيب أنه كذلك لم يغفل أي رسالة أرسلت إليه ولو عن الطريق البريد فى الأربعينات أو الخمسينات، كل شيء مسجل، لقد كان أديبا يعتمد على اللقطة والتوثيق واللحظة القيمة والتى كان يعرفا مداها أكثر مما يعرف الآخرون لخوضه دروب الفن التشكيلى الروائى والقصصى والشعر فضلا عن عالم التعبير البينى الذى ابتكره وأسماه التعبير عبر النوعية.

محتويات المكتبة

 

يضم الدولاب الخشبى الذى يقع فى صدارة مكتبة إدوار الخراط فى الدور الثالث من شارع ميريت بالتحرير 68 عنوانا من تأليف الكاتب الكبير الراحل وهو رقم يثير الدهشة إلى حد كبير، فلم تنتشر بعض مؤلفات الخراط على نطاق واسع ذلك أن بعضها كان مكتوبا لأصدقائه مثل ديوان قصائد إلى أحمد مرسى وهو بذلك إنما كان يعكس الصداقة التى عاشها الراحل مع عدد من أبناء جيله الكتاب والفنانين والتشكيلين الذين كان بالنسبة إليهم حبرا أعظم وناسكا فى عالم الأدب، ومن هنا ستجد فى المكتبة دعوات فرح للأصدقاء ورسائل من مترجمين ألمان وفرنسيين، وكتب تعلوها كتب.
تضم المكتبة إرث الكاتب الكبير الراحل المتمثل فى الخطابات المتبادلة مع الأدباء والفنانين من مصر وخارجها والمراسلات الرسمية مع الجهات الحكومية مثل المجلس الأعلى للثقافة والهيئة العامة للكتاب، والدعوات المرسلة من هذه الجهات للكاتب الراحل والاقتراحات المرسلة منه وإليه، كما تحتوى بين جنباتها أيضا المقالات التى كتبها إدوار الخراط ونشرت فى الصحف والدوريات المصرية، والمقالات التى كتبها آخرون عنه، والمقالات التى أعجبته، والنصوص التى لفتت نظره، والملفات التى أنجزها عن الكتاب الشباب، والكتب المعاصرين والمجايلين له.

مراسلات مع مشاهير الكتاب

تضم المكتبة مراسلات بين الراحل إدوار الخراط وعدد من الكتاب العرب على وجه الخصوص مع رسائل إلى مترجمين ألمان وفرنسيين ورسائل منهم وقد حصل "اليوم السابع" على نسخة من هذه المراسلات.

تقول الروائية اللبنانية الكبيرة هدى بركات فى واحدة من المراسلات المؤرخة لتاريخ 22 -11 -1995 (عمرها 27 سنة)
الحبيبان جورجيت "زوجة الكاتب الراحل" وإدوار:
أكتب لكما من مطار القاهرة حيث هرعت مبكرا هربا من تكرار الزلزال، أرجو ألا يتكرر وألا تكونا خفتما (تقصد زلزال العقبة وهو زلزال وقع فى نوفمبر من عام 1995 وضرب مصر والأردن وفلسطين)
شكرا لكما على كل شيء وبخاصة على مشاعركما فأنا أكن لكما بأكثر من الصداقة وأحس أنكما من أهلى وعائلتي وتبثان في قلبى دفئا وطمأنينة نادرين جدا.
وفي رسالة أخرى من الروائى اللبنانى الكبير رشيد الضعيف بتاريخ 1999:
أخى إدوار
وصلتنى رسالتك التى فيها مقالتك في أخبار الأدب ونسخة من "كواباتا" (يقصد رواية عزيزى السيد كواباتا للكاتب اللبناني) فألف شكر لك، وقد وصلنى في الوقت نفسه من إبراهيم أصلان الست نسخ
أكرر شكرى لاهتمامك ومحبتك.
وفى رسالة إلى إدوار الخراط من أدونيس بتاريخ 9 فبراير 1989 يقول الشاعر الكبير: 
أخى إدوار
كانت الأيام التى أمضيها معى في القاهرة فى صحبتك المضيئة فرحا غامرا لا أعرف كيف أفصح عنه، إنها أيام ينابيع.
أحييك معتزا بصداقتك.
وهناك رسالة من عبد الحميد بدر الذى يبدو كأستاذ للأديب الراحل إدوار الخراط وبتاريخ 31 مارس 1941 أى حين كان إدوار الخراط فى الخامسة عشرة من عمره مما يدل على ظهور موهبته منذ نعومة أظافره وفيها يقول:
بنى النجيب إدوارد قلته
أحييك تحية المقدر لوفائك المعجب بنبوغك في مضمار العلم والأدب والأخلاق وإني أهنئ بك المستقبل الزاهر الذي ينتظرك، حقق الله بلك يا بنى الآمال ولا يسعني إلا أن أسجل إعجابي بأدبك بهذه الأبيات:
بنثر ساحر الألباب قلته     سحرت الناس يا (إدوارد قلته) 
إلى آخر الأبيات.

قصة الميلاد والتعميد بخط يده

يقول إدوار الخراط فى أوراقه التى كتبها على هيئة مذكرات أو انطباعات أو مذكرات انطباعية إن أردت الدقة: عندما أنظر إلى روايتى صخور السماء والآن وقد فرغت من كتابتها (هل أفرغ أبدا من كتابتها؟) فلعلنى أراها في بؤرة مركزية من تجربتى فى الكتابة ثم بؤر أخرى لا تقل مركزية (هل يعنى ذلك أن كتابتى متعددة المركزيات؟) منها كما هو واضح ثلاثية رامة والتنين والزمن الآخر ويقين العطش أو ثلاثية الإسكندرية ترابها زعفران، يا بنات إسكندرية، اسكندريتى، أو ثلاثية زقزقة الأحلام الملحمية أبنية متطايرة حريق الأخيلة أو أخيرا رباعية اختناقات العشق والصباح، مخلوقات الأشواق الطائرة، امواج الليالي، اختراقات لهوى والتهلكة.

هل من المهم حقا أن صخور السماء ظلت تشغلني تقريبا منذ أن تكون لدى ما يمكن أن أسميه الوعي القصى؟
أتصور أن ثم بؤرة مركزية في قلب "صخور السماء" من ناحية أخرى.
هى خبرة لا أقول "واقعية" فقط بل هي خبرة حقيقية ومثل كل حقيقة فيما أظن فهي مراوغة متعددة الجوانب ومتعددة التأويلات.
هى خبرة التعميد أو ما نسميه عادة التنصير في المسيحية عندما كنت في السابعة من العمر.
ويعرف الأقباط أن أطفالهم يعمدون عادة في سن مبكرة جدا، في السنة الأولى أو الثانية على أكثر تقدير لكن ذلك لم يحدث معي.
كان لى أخ لم أعرفه قط ولد قبلي بثلاث سنوات يوم السبت 16 يونيو 1923 الساعة السادسة مساء، وبعد أن ولدت أنا بأربعة عشر يوما مات في 30 مارس 1926 بعد منتصف الليل بنصف ساعة.
وخشية من أبى أن أموت أيضا نذر للملاك ميخائيل رئيس الملائكة أن يكون تنصيري في ديره بأخميم حتى لا يلحق بي ملاك الموت.
عشت طفولتى الباكرة في ظل ذلك النذر، ذلك الطقس السحري، لم يكن السفر من الإسكندرية حيث ولدت في غيط العنب إلى أخميم في الصعيد الجواني أمرا ميسورا، ظل يؤجل عاما وراء عام، حتى بلغت السابعة، وقد احتد وعيى مرتقبا ساعة الخلاص بالتعميد في دير الملاك ميخائيل.
حتى جاءت الساعة الموعودة.
وف اللحظة التى أغرقتني فيها مياه الجرن المقدسة لم أشهق ولم أغص بالماء  بل انفتح أمامى أفق لا نهاية لشساعته وسطع على نور باهر لم أر لبهائه وجماله مثيلا من قبل ولا من بعد، نور غامر ملأ السماء والأرض، وسمعت رفرفة الروح القدس.
ولكننى منذ خمسن عاما فقط بدأت الإعداد الفعلي لأرشيف الرواية الذى تراكم منه ما يكون مكتبة كاملة قرأتها طول السنين ولم أنظر إليها إلا في النذر اليسير أثناء الكتابة التى استغرقت شهورا قلائل.

أوسمة وتكريمات

تضم المكتبة التى حولها أبناء الراحل إلى مكتبة عامة مجموعة من الأوسمة والتكريمات التى حصل عليها الأديب الكبير الراحل من المجلس الأعلى للثقافة واتحاد الكتاب، وغيرها داخل مصر وخارجها ، كما توجد مجموعة من الحوارات الصحفية التى احتفظ بها الأديب الراحل مؤرشفة، والتى أجريت معه عقب فوزه بالجوائز الأدبية ومنها حوار صحفى عام 1996 بصحيفة الأيام عقب فوزه بجائزة العويس، فضلا عن ذلك هناك مجموعات من الدراسات الأجنبية التى نشرت عن إدوار الخراط باللغات الأجنبية وجانيا من الترجمات التى صدرت لأعمالها وهي مع المراسلات الأجنبية تؤكد ذيوع صيته فى الغرب كما فى الشرق. 

كما توجد داخل المكتبة أيضا أغلفة كتب الأديب الراحل منفردة بعض منها  بالعربية والبعض الآخر بالإنجليزية، ودراسات فى مجالات متعددة مكتوبة بخط اليد منها دراسات عن الشعر والمسرح والكتابة الأدبية والكتاب الجدد، منها دراسات وكتب لم تنشر من قبل بل كانت مخطوطات قيد التنفيذ مثل ما كتبه عن "الحساسية الجديدة" وغيرها.
68 عنوانا بالمكتبة
وقال الدكتور إيهاب الخراط نجل الكاتب الكبير الراحل إدوار الخراط، عن المكتبة التى تؤرخ لإرث الراحل إنه وشقيقه الفنان أيمن الخراط افتتحا مكتبة عامة لتراث وأعمال والده الراحل فى 13 شارع ميريت باشا بميدان التحرير أمام المتحف المصرى بوسط القاهرة.
 
وأضاف إيهاب الخراط، في تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن المكتبة التى تقع فى الدور الثالث يمكن للزوار أن يقصدوها بين الثانية عشرة ظهرًا والعاشرة مساء كافة أيام الأسبوع عدا الثلاثاء والجمعة، وأنها تضم أعمال إدوار الخراط بإجمالى 68 عنوانا بالإضافة إلى مخطوطات كتبها بخط اليد وأعمال مكتوب على الآلة الكاتبة، كما تضم مراسلاته مع الكتاب والنقاد المعاصرين له والمجايلين لأعماله وأدبه.
 
وتابع إيهاب الخراط: أن المكتبة تضم ملفا عن الكتاب الذين لفتوا انتباه الكاتب الراحل إدوار الخراط ومنهم إبراهيم عبد المجيد وسحر الموجي وغيرهم، لافتا إلى أنه اهتم بالكتابة عن المؤلفين الجدد ووضع ما كتبه عنهم فى ملف خاص.
 
وتحتضن المكتبة أيضا وفقا للدكتور إيهاب الخراط ترجمات باللغات الإنجليزية والفرنسية والأٍسبانية والإيطالية لروايات وكتب والده إدوار الخراط وكتب اعتم بها فى مجالات الفلسفة والمسرح والفنون وهى الكتب التى اهتم بقراءتها خلال حياته.
 
وأكد أن النسبة الأكبر من كتب والده تم توزيعها على مكتبة الإسكندرية بأربعة آلاف عنوان ومكتبة القاهرة الكبرى بواقع أربعة آلاف عنوان كما وضعت بعض الكتب من مكتبة فى مكتبة أقامتها مى التلمسانى على الطريق الصحراوى.
 
اتحاد-كتاب-مصر
اتحاد-كتاب-مصر

إدوار-الخراط
إدوار-الخراط

جانب-من-المكتبة
جانب-من-المكتبة

رسالة-أدونيس
رسالة-أدونيس

رسالة-رشيد-الضعيف
رسالة-رشيد-الضعيف

رسالة-هدى-بركات
رسالة-هدى-بركات

صورة-لـ-إدوار-الخراط
صورة-لـ-إدوار-الخراط

كتب
كتب

مقال-جائزة-العويس
مقال-جائزة-العويس

مكتبة-إدوار-الخراط
مكتبة-إدوار-الخراط

يا-بنات-اسكندرية
يا-بنات-اسكندرية

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة