فكرة التحالف الوطنى للعمل الأهلى، واحدة من أهم الخطوات التى مثلت نقلة فى العمل الأهلى خلال عقود، فقد ظلت الجمعيات والمنظمات تقوم بجهد كل فى اتجاه، والنتيجة كانت تكرار تقديم الخدمات وغياب قاعدة المعلومات التى تسهل تقديمها.
ومن هنا جاءت فكرة التحالف، ومع أهمية أن يكون لكل منظمة عملها، فإن العمل الخيرى بحاجة إلى التنسيق، خاصة أن مصر بها أكثر من 50 ألف منظمة وجمعية، ظلت تعمل على مدى عقود وتقدم عملها، بشكل متناثر، ومع أهمية ما تقدمه، ظلت فكرة العمل الأهلى تائهة، وتركت لدى بعض الأطراف فى أنشطة بلا تأثير، وفتحت باب التداخلات وتقاطعات تصنع صوتا بلا تأثير.
لقد لعب المجتمع الأهلى دورًا مهمًا على مدى التاريخ الحديث، وهناك الكثير من المستشفيات والمبرات والمؤسسات التعليمية والصحية، كانت نتاجا للعمل الأهلى، وتحمل أسماء وجهودا عظيمة، وهو ما يؤكد الأهمية الاجتماعية لهذه المنظمات، التى تعمل بجهد مباشر، وتقدم خدماتها، وكان إدراك كل الأطراف لأهمية العمل الأهلى هو الطريق الذى صنع مساحات تفاهم بين المنظمات والجمعيات من جهة والدول بمؤسساتها التشريعية والتنفيذية من جهة أخرى، وتمثل هذا فى إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى، عام 2022 عاما للعمل الأهلى. وفى مارس الماضى، تم الإعلان عن تشكيل التحالف الأهلى للعمل الأهلى، والذى ضم عددًا من الجمعيات التى تعمل فى كل محافظات مصر، ضمن عملية تجميع لجهود الجمعيات الأهلية وبما يوفر قاعدة معلومات، ويوسع مساحة ما يقدمه من خدمات فى الريف سواء فى الدلتا أو الصعيد، مع قاعدة بيانات تضاعف من حجم الخدمات، ومن أعداد المستفيدين منها.
وانطلق التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى فى 13 مارس 2022، بمشاركة وعضوية كبرى مؤسسات العمل الأهلى والتنموى فى مصر حيث يضم 24 جمعية ومؤسسة أهلية وكيانا خدميا وتنمويا، وأطلق التحالف مبادرات لتقديم الدعم للفئات الأولى بالرعاية والأكثر استحقاقًا، سواء الدعم النقدى أو الغذائى والإمداد بالمستلزمات الدراسية، وكان من بين القوافل التى نظمها التحالف قوافل «ستر وعافية» لدعم الفئات الأولى بالرعاية والأكثر استحقاقًا، ضمن الحماية الاجتماعية وتخفيف آثار الأزمة الاقتصادية العالمية، بما يساهم فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ونجح التحالف الأهلى فى تقديم خدمات أوسع وأكثر تركيزًا، وهى خدمات مباشرة، تظهر فى صورة مستشفيات ومدارس ومنازل ومشروعات، وهو ما استحق الشكر من الرئيس خلال المؤتمر الأول للتحالف، والذى أكد أهمية توسيع التعاون ومضاعفة الجهد نظرًا لأهمية وقدرة التحالف والجمعيات على الوصول للمواطنين فى كل مكان، داعيًا إلى مضاعفة الجهد، ووجه الحكومة بتقديم 23 مليار جنيه للعمل الأهلى، كما وجه الشكر لكل الجهات التى تقدم دعمًا لهذا القطاع.
وحسب ما أعلنته نهى طلعت، أمين سر التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، أن العمل الأهلى وجد دعمًا مشكورًا قويًا من الرئيس السيسى، مكنه من الوصول إلى 30 مليون مواطن بقيمة 12 مليار جنيه بناءً على قاعدة بيانات موحدة، تضم 37.4 مليون مواطن، وأن 30 كيانًا تحت مظلة التحالف نجحت فى توفير فرص عمل ومشروعات كثيفة العمالة، فضلًا عن ملف تنمية الثروة الحيوانية وإحلال السلالات، مع التركيز على بعض المحاور، مثل السكن، حيث تم توفير السكن لـ54 ألف مواطن عبر منازل جديدة وتأهيل منازل قائمة، بالإضافة إلى تمكين صغار المزارعين من زراعة المحاصيل الاستراتيجية، وقالت «نهى» إن التحالف استطاع الوصول إلى 5 ملايين مواطن فى مجال الصحة، و25 مليون مواطن فى ملف الغذاء، و20 مليون مواطن فى ملف المساعدات الاجتماعية، وهناك مبادرات خاصة بالتحالف مثل مبادرة «ازرع» وغرضها تمكين صغار المزارعين والتوسع فى الزراعة، حيث تم استهداف 100 ألف مزارع لإنتاج محصول القمح بإجمالى إنتاجية 3.3 مليون إردب.
عن قوافل ستر وعافية، قالت إن هذه القوافل تجوب المحافظات والقرى وتقدم مجموعة من التدخلات المختلفة، وتم استهداف 320 ألف مواطن فى 16 قافلة فى آخر 3 شهور فى 2022، بالإضافة إلى إعادة الاحتفال بالمواسم الدينية، وتم استهداف 25 مليون مواطن أى 5 ملايين أسرة.
كما أكدت ارتفاع سقف طموح التحالف من خلال الخطة التى تستهدف 14 مليار جنيه فى 2023، تشمل 50 ألف مشروع بصدد تمويلها، و30 ألف مشروع متناهى الصغر قائم بالفعل، وتوفير 15 ألف فرصة عمل من خلال ملتقيات التوظيف، وتنمية 500 ألف مزراع، بالإضافة إلى استهداف 1.5 مليون مواطن فى ملف الغذاء، و400 ألف أسرة من المعاشات والدعم النقدى، و5 ملايين مواطن فى ملف الصحة.
كانت النتائج واضحة، خاصة أن المؤتمر عقد تحت شعار «نتحد من أجل خدمة الإنسان»، وهو شعار مهم يعبر عن تصور المفهوم الشامل للحقوق الاجتماعية والاقتصادية.