تشارلز سيميك، شاعر ومترجم أمريكى من أصل صربى، استطاع عبر مسيرة طويلة فى عالم الأدب أن يزينها بعدد من المؤلفات، والتى تناولت وقائع ما عاصره، قبل أن يرحل عن عالمنا يوم 10 يناير، بعدما عاش سنوات صعبة مرت على أوروبا خلال الخرب العالمية.
تشارلز سيميك، الذى ولد فى 9 مايو من عام 1938م، فى مدينة بلجراد بيوغوسلافيا السابقة، الذى لم يستمر بها طويلا، حيث هاجرها وهو فى سن المراهقة، بعدما حلت على أوروبا سنوات كارثية جراء الحرب العالمية الثانية، ليقصد بعد ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، وبالطبع مثل أى إنسان يعيش فى غربته خارج حدود بلاده اضطر إلى اللجوء للعمل الشاق لتدبير معيشته ولاستكمال دراسته، فعمل بائعًا للقمصان، وفى بعض الأحيان بائعًا للكتب فى أحد المتاجر.
استطاع أن يقتحم تشارلز سيميك عالم الأدب والإبداع، وكان ذلك فى عام 1959م، ليقدم أول قصيدة له والتى حفرت اسمه بجانب أبرز الشعراء آنذاك، حيث لاقت القصيدة نجاحًا كبيرًا، وأصبح لها صدى مميز داخل الأوساط الثقافية حينها، ولكن فى نشوة هذا النجاح الأول فى حياته، وجد نفسه مطلوبا للخدمة العسكرية فى الجيش الأمريكي.
وبالفعل التحق بالخدمة العسكرية وكانت لتلك التجربة تحولات كبيرة فى أعماله الشعرية، وبعد أن انتهى من تلك الفترة تخرج فى جامعة نيويورك 1966 م، وفى العام التالى أصدر مجموعته الشعرية الأولى "ما الذى يقوله العشب؟" عام 1967.
وكان لتشارلز مجموعة كبيرة من المؤلفات التى أثرت المكتبة العالمية التى حصد على إثارها العديد من الجوائز منها "جائزة البوليتزر لعام 1990 عن ديوانه "العالم لا ينتهى.. قصائد نثر"، وجائزة "والاس ستيفنز" عام 2007، بالإضافة لانتخابه لمنصب ملك شعراء الولايات المتحدة عام 2007".
تشارلز سيميك أصدر أكثر من 20 مجموعة شعرية، إلى جانب كتب تضم العديد من المقالات، والبحوث، فكان من مؤلفاته "محيطى الكتوم" 2005، و"قصائد مختارة 1963- 2003"، وقد حصلت هذه المجموعة على جائزة جريفين الدولية للشعر عام 2004.
ومن أبرز أعماله الشعرية "تعرية الصمت" 1971، و"مدرسة لأفكار سوداء" 1978م، و"أغانى بلوز لا تنتهى" 1986، و"أرق الفنادق" 1992، و"عرس فى الجحيم" 1994، و"اصطحاب القطة السوداء" 1996، و"نزهة ليلية" 2001، وستون قصيدة" 2008.