أكرم القصاص يكتب: تحالف العمل الأهلى.. التنسيق والثقة اقتصاديا واجتماعيا

الأربعاء، 11 يناير 2023 10:00 ص
أكرم القصاص يكتب: تحالف العمل الأهلى.. التنسيق والثقة اقتصاديا واجتماعيا أكرم القصاص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك ميزات كثيرة للعمل الأهلى، حيث يقدم خدمات لـ30 مليون مواطن، بقيمة 12 مليار جنيه، بناء على قاعدة بيانات موحدة، ومن أهم الخدمات توفير فرص عمل ومشروعات كثيفة العمالة وملف تنمية الثروة الحيوانية وإحلال السلالات، وتمكين صغار من زراعة المحاصيل الاستراتيجية، وتمويل 50 ألف مشروع، و30 ألف مشروع متناهى الصغر قائم بالفعل، وتوفير 15 ألف فرصة عمل من خلال ملتقيات التوظيف، وتنمية 500 ألف مزارع، ضمن مبادرة «ازرع»، التى تقدم للمزارعين الإرشاد والبذور المطورة القادرة على مضاعفة الإنتاج للمزارعين، الذين يمتلكون فدان ونصف الفدان وأقل، وهم فئة واسعة تستحق الدعم، وفى حالة نجاح تجربة إحلال السلالات للألبان واللحم، يمكن أن توفر لمئات الآلاف دخلا مضاعفا، وهذا الإنتاج يمثل إضافة للدخل القومى، خاصة مع توفير الأعلاف المناسبة.
 
وحسب ما أعلنه الرئيس التنفيذى لبنك الطعام المصرى، قدم التحالف الوطنى خلال العام الماضى خدمات لأكثر من 25 مليون مواطن فى 3000 قرية مصرية فى 27 محافظة، بقضية الأمن الغذائى، وفقا لخطة منضبطة وقاعدة معلومات تسهل الوصول إلى الأسر المحتاجة.
 
والواقع أن فكرة التحالف بعد أقل من عام على إعلانها، يمكن أن تجذب المزيد من المنظمات والجمعيات، لأن الفكرة تسهل الوصول إلى فئات فى أماكن نائية، بقيت منسية على مدى عقود، وبلا شك فإن وجود نتائج ملموسة لنشاط هذه الجمعيات من خلال التحالف، يشجع أى طرف فردى أو شركة أن تدعم هذا السياق من خلال التبرعات، مما يضاعف من الخدمات، ومن التمويل، لأن النتائج الظاهرة فى وحدات صحية أو مشروعات، تطمئن جهات التمويل والتبرع، لأن الثقة فى وصول الخدمات لمستحقيها تضاعف من حجم الثقة فى المجتمع الأهلى، وتزيل أى التباسات حول أنشطتها.
 
ثم إن فكرة التحالف لا تمنع كل جمعية أو منظمة من العمل فرديًا فى أنشطتها، لكن وجود التحالف يسهل التنسيق وتبادل الخبرات حسب المجال الذى تعمل فيه كل منظمة، فهناك منظمات تركز عملها فى المجال الطبى والصحى، وأخرى تركز على تمويل الأسر والمشروعات، وثالثة تعمل فى مجال دعم صغار المزارعين أو العمال، ومن ميزات التحالف أنه يتيح تنظيم الجهود والاستفادة من خبرة كل مؤسسة، ليتم تقديم كل الخدمات لنفس الجهة ضمن حزمة واحدة.  
 
وهذا لكون وجود أكثر من 50 ألف منظمة وجمعية، تعمل فى العمل الأهلى على مدار عقود وتقدم عملها بشكل متناثر، يجعل فكرة العمل الأهلى تائهة، وتفتح باب الجدل حول دورها، لكن التنسيق يضاعف من حجم الخدمات التى يتم تقديمها بشكل متناغم.
 
وهناك بالطبع تساؤلات عما إذا كانت هذه الجمعيات بديلا للدولة، والإجابة أن الدولة من خلال وزارات التضامن والصحة والشباب تقدم حزمة الحماية الاجتماعية، وتضاعف من المستفيدين ببرنامج تكافل وكرامة، أو المعاشات الاستثنائية، ويصبح دور المجتمع الأهلى مكملًا وداعمًا، خاصة أن هذا التحالف يمكن أن يقدم خدماته بشكل أسرع، ومن خلال الاستفادة من قاعدة المعلومات نفسها، لأن دور المجتمع الأهلى فى كل دول العالم واضح ومنظم تشريعيًا، وفى مصر لعب هذا المجتمع دورًا مهمًا فى إقامة المستشفيات والمبرات والمؤسسات التعليمية والصحية، بل والجامعات، وهو نشاط يمكن أن يتضاعف ضمن هذا الدور، خاصة فى ظل مبادرة «حياة كريمة» التى تمثل إعادة صياغة للريف والخدمات لأكثر من نصف سكان مصر، فى البنية الأساسية والطرق والطاقة والوحدات الصحية، ويصبح دور التحالف مهمًا فى دعم الأسر وتأهيل الأفراد لإقامة مشروعات صغيرة، تخلق فرص عمل وتنقل الأسر من الحاجة إلى العمل، وهذه الأسر يمكن فى حال امتلاك مشروع أن تخرج من دائرة تلقى الدعم، لتوفر المزيد لآخرين.
p
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة