أكرم القصاص - علا الشافعي

مصطفى عبد التواب

الإجابة النموذجية فى العلاقات الزوجية

الأربعاء، 11 يناير 2023 01:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

1 - تمتلئ مواقع التواصل الاجتماعي بأوصياء على علاقة الرجل وزوجته، هنا خلطة سحرية لتكوني زوجة مثالية وهناك وصفة السعادة لتكون زوجا فوق العادة، وفي المنتصف يطل علينا السيد أحمد عبد الجواد وحرمه المصون السيدة أمينة من الثلاثية الشهيرة للأديب العالمي نحيب محفوظ.

 

لا بأس.. البعض لديه إجابة نموذجية لنجاح العلاقات الزوجيه، ربما تجاوزها الزمن، ربما تتجاهل التباين بين البشر، ربما نست أن أنماط حياة البشر غير موحدة.. عموما الجميع ليس الجميع، كل إنسان له واقعه ومشاعره وأسلوبه وظروفه ومفرداته التي يتحدث بها.. الجميع ليس نسخا مكررة.

 

2- الزواج منظومة شديدة التعقيد، طرفان قررا التأقلم في قفص مسؤوليات واحد، الزواج الآن في العالم كله أكثر تعقيدْا، طرفان قررا الاستئناس ببعضهم البعض، وتطبيق ما قالته الجدات "القفة أم ودنين يشيلوها اتنين"، يا له من قرار صعب كلاهما سيضحي  بأشياء كانت صلب حياته مع زيادة هذه المسؤوليات.

 

3 - يرى البعض في نفسه رأس الحكمة التي تهدي أسرار البيوت، بينما هو يضرها في حقيقة فعله، دعوة الأزواج على التمرد التي يتبناها البعض بصورة غير مباشرة وفي مقابلها دعوة الزوجات على التمرد التي تبناها البعض منذ فترة ستجعل "القفة" تفلت من اليدين في وقت متزامن وتضيع مع دعوتهم أسر وأطفال وتزيد نسب الطلاق، الوصايا الاجتماعية إن كانت منفصلة عن الواقع لن تأتى إلا بالخراب.

  - الأسر تحتاج من يلهمها الصبر على ما يحملونه ويحملون رسالته، الأسر هي وعاء البناء الأول للمجتمعات.

- الأجيال الصغيرة المقبلة على الزواج بينهن زوجات مستقبليات لا يردن من الزواج سوى التحرر من منظومة الأسرة حتي وإن كان الطلاق مصيرًا مستقبليًا.. المهم التحرر من منظومة الأسرة ثم العيش في أي مستقبل.

- الأجيال الصغيرة بينهم شباب هم أزواج واباء المستقبل تشوهت عقولهم من أثر الصور التي رسختها الأفلام الإباحية في عقولهم، فتفشل بيوتهم لا لشيء إلا لإدمانهم الإباحية.

- الموبايلات تربي الصغار وتترك في نفوسهم أمراضا وعقدا وثقافات لا نعرفها وقد لا نعرف التعامل معها مستقبلا.

 

4 - البيوت القائمة بالفعل بها مشكلات أشد تعقيدًا تجعل شحن طرفيها للتمرد ليس الخيار الأمثل، والبيوت المستقبلية محاصرة بالمشكلات التي تجعل من هذا الشحن في اتجاه أنماط غير مدروسة من التصورات عن بناء الأسر والعلاقات الزوجية ليس خيارًا سليمًا حتي وإن حصد مروجوه ملايين المشاهدات.

 

الجميع يجب أن يقف ليتدبر حكمة تكوين الأسر بعيدًا عن الأنماط الاستهلاكية التي تروج الآن على أنها الإجابة النموذجية، وإلا عرضا المجتمع كله لخطر المزيد من التفكك الأسري الذي يمكن أن يدمر ما تبقى من أي قيم أخرى تعصف بنا جميعا نحو مستقبل مجهول.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة