كشف الخبراء، أن التهديد الأكبر للمركبة الفضائية هو في الواقع الحطام الذي صنعه الإنسان في المدار، حيث أعلنت روسيا مؤخرا عن مهمة في فبراير إلى محطة الفضاء الدولية لنقل أفراد الطاقم الذين دمرت الكبسولة التي كانت ستنقلهم إلى منازلهم، وذلك بسبب نفايات الفضاء.
وفقا لما ذكره موقع "Phys"، في حين أن النيازك قد تبدو مخيفة، يُعتقد أن أكبر تهديد للمركبة الفضائية يأتي من الحطام المداري، الأقمار الصناعية المهجورة والأجسام الأخرى التي من صنع الإنسان، والتي تدور حول الأرض والمعروفة باسم "نفايات الفضاء".
وتقول ناسا، إن ذلك يرجع إلى أن اصطدام خردة فضائية تخلق المزيد من الحطام، مما يؤدي إلى تفاعل تسلسلي سريع من الاصطدامات المتتالية التي تتناثر في المدار بأجسام صغيرة وخطيرة.
قال مكتب الأمم المتحدة لشئون الفضاء الخارجي، إن هناك نصف مليون قطعة من الحطام بحجم رخام و 100 مليون قطعة قياسها حوالي مليمتر واحد في المدار.
وقال ستيفانيا سولديني، محاضر هندسة الفضاء في جامعة ليفربول بالمملكة المتحدة، إن "الحطام المداري بحجم مليمتر يمثل أعلى مخاطر انتهاء المهمة لمعظم المركبات الفضائية الروبوتية العاملة في مدار أرضي منخفض".
وأضاف سولديني أن محطة الفضاء الدولية هي أكثر المركبات الفضائية حماية ضد مثل هذه الحطام، وتحتوي المحطة الفضائية على دروع مدارية لحمايتها من الحطام الذي يقل حجمه عن 1.5 سم، لكن الفضاء يزداد ازدحامًا.
كما أضافت الدول التي تستخدم الصواريخ لإسقاط أقمارها الصناعية، في اختبارات الأسلحة، إلى كومة النفايات الفضائية، حيث أثارت روسيا انتقادات من وكالة ناسا في عام 2021 عندما دمرت موسكو أحد أقمارها الصناعية خلال اختبار صاروخي، وخلقت أكثر من 1500 قطعة من الحطام وأجبرت أولئك الموجودين على متن محطة الفضاء الدولية على الاحتماء.
وخلقت الصين أكثر من 3500 قطعة من الحطام الكبير القابل للتعقب عندما أسقطت أحد أقمارها الصناعية الخاصة بالطقس في عام 2007.
كما تم إطلاق أكثر من 2300 قطعة من الحطام الجديد في المدار عندما اصطدم قمر صناعي روسي مهجور بقمر الاتصالات الأمريكي إيريديوم في عام 2009.
وتتعقب وزارة الدفاع الأمريكية الأجسام التي تدور حول الأرض، ومعظمها أكبر من 10 سنتيمترات (حوالي أربع بوصات)، وإذا شوهدت قطعة أكبر من الحطام تتجه نحو محطة الفضاء الدولية ، فإن دافعاتها تحرك محطة الفضاء بعيدًا عن الطريق.
النفايات أكبر تهديد لرواد الفضاء
ومن جانبه، قال شميت إن "المشكلة الكبرى" في الوقت الحالي هي أنه بدون كبسولة سويوز MS-22، لن يتمكن ما يقرب من نصف أفراد الطاقم السبعة الذين كانوا على متنها من الوصول إلى المنزل.
قالت وكالة الفضاء الروسية Roscosmos إنه سيتم إرسال سفينة فضاء جديدة إلى محطة الفضاء الدولية في 20 فبراير لاستعادة اثنين من رواد الفضاء ورائد فضاء كان يخطط في البداية لنقله من خلال كبسولة Soyuz MS-22 إلى المنزل.
وقال شميت إنه في الأوقات العادية، ربما كان أكبر تهديد لرواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية هو اندلاع حريق إنما الآن أصبح الأمر مختلف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة