أقيم مؤتمر صحفي للفائزين في مسابقة البحث العلمي بمهرجان المسرح العربي بالدار البيضاء، وتحدثت خلاله الباحثة المصرية الفائزة بالمركز الثاني د. مروة وهدان عن بحثها وأسباب اختيارها للمسرح الفلسطيني ليكون نموذجا للبحث عن مسرح الصدمة وهو العنوان الذي حددته الهيئة العربية للمسرح الجهة المنظمة للمهرجان .
حضر المؤتمر لجنة التحكيم المكونة من الدكتورة نجوي عانوس، والدكتور سعد يوسف وتغيب الدكتور د. سعيد الناجي، وكان علي المنصة الباحثون الفائزون (مروة وهدان واسماء بسام وعادل القريب).
قالت د. مروة وهدان أستاذ المسرح المقارن بكلية الألسن جامعة عين شمس: هذه المرة الثانية التي أشارك فيها بمهرجان المسرح العربي واخترت مسرحية من واقع النكبة الفلسطينية حول الصراع الفلسطيني الصهيوني ، وملامح الصدمة في مسرحيتي متمثل في كل عناصرها من سينوغرافيا وتمثيل وحتي البوستر الخاص بالمسرحية .
وأضافت: لم أتوقع الفوز مطلقا ولكني بحثت عن المسرحية التي تناسب عنوان البحث ولما وجدتها قمت بالدراسة حول تجليات مسرح الصدمة في الخطاب المسرحي الفلسطيني كدراسة نقدية لمسرحية "المسلخ" بين النص والعرض.
وأشارت وهدان : يتناول البحث "مسرحية المسلخ".. للكاتب والمخرج والمبدع الفلسطيني "وسيم خير" التي تمتاز بأنها تجربة مسرحية تمزج بين الواقع الفلسطيني الأليم، وأدوات المسرح الصادم، بدءا من عنوان المسرحية نفسه، ومرورا بملصق الدعاية الذي يصور فلسطين جسدا أنثويا معلقا، وينزف الدماء على خريطة الوطن العربي، ونهاية بالموضوع المسرحي الذي يتقاطع نصا وعرضا مع مأساة فلسطين، ونكبتها المستمرة.
أما عن هدف الدراسة فقالت : تناولت الدراسة تجليات ما يُعرف بـ"مسرح الصدمة" في الخطاب المسرحي الفلسطيني من خلال مسرحية "المسلخ" نصًا وعرضًا، واجتهدت الدراسة في الوقوف على ماهية المصطلح وتطبيقه في الخطاب المسرحي الفلسطيني، باعتباره توجها مسرحيا أطلقه الناقد البريطاني "أليكس سيرز- Aleks Sierz " على مجموعة مسرحيات إنجليزية ظهرت في فترة التسعينيات، كانت أبرزها مسرحيات: "سارة كين- Sarah kane"، ومارك رافنيهيل- Mark Ravenhill"، و"أنتوني نيلسون- Anthony Neilson".
وقالت أيضا : تقدم مسرحية "المسلخ" حالة صراع بين شخصيتين نسائيتين: "أديل" و"لوز". كلاهما متزوجتان من شقيقين يمتلكان مسلخًا ورثاه عن والدهما. يتوفى الشقيقان في ظروف كانت غامضة حتى منتصف المسرحية، ثم تتكشف الأمور ليظهر أن الزوجين قتلا بعضهما بعضا داخل هذا المسلخ.
وأشارت : يمكننا أن نقول إن المسلخ في المسرحية ما هو إلى رمز لفلسطين، نموذج مصغر لما يحدث في فلسطين المحتلة من قتل واعتداء على الأبرياء، كما جاء على لسان لوز بطلة المسرحية: وهذا التعبير عن الحالة الفلسطينية يؤكد عليه المؤلف والمخرج وسيم خير في مقابلة صحافية، حيث يقول إن: "العمل خال من الموسيقى داخلية أو خارجية، فالموسيقى هي موسيقى آلات الفرم والتّقطيع وسنّ السّكاكين، والرّاديو، وهي موسيقى الحياة البشرّية التي نعيشها نحن، إيقاع صواريخ ودبابات وإطلاق نار وذبح، وغيرها، والتي تؤكّد طوال مشاهد العرض المسرحي على فكرة النصّ، وهي أنّ الإنسان هو أكثر حيوان مُفترس موجود في الكون، فلا يُمكن أن يمرّ يوم واحد على الأقل في مجتمعنا دون حوادث عنف وجرائم قتل وإطلاق نار وغيرها، وما يحدث بالمسلخ هيّن أمام مُجتمعنا وعالمنا الخارجي".
وأخيرا قالت وهدان : قدمت المسرحية قضية الصراع العربي الإسرائيلي من خلال بنية سطحية تستعرض صراع امرأتين تنبشان في الماضي، وتتصارعان على الحاضر، وبنية عميقة تعرض قضية الصراع العربي الإسرائيلي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة