على ضفاف مدينة بورسعيد الباسلة ألقت سفينة لوجوس هوب مرساتها، حلم جميل يجوب البحار والمحيطات ولا يعرف الكثيرون عنه شيء، هى أكبر مكتبة متنقلة فى العالم، ولكن هذا العنوان اللامع، خلفه قصة أكثر عمقا، تلك السفينة الضخمة داخلها عالم كامل يشبه اليوتوبيا إلى حد بعيد، عالم له قواعد وأحلام وأسرار تأسر القلوب قبل العقول.
لوجوس هوب هى بالضبط اليوتوبيا التى قرأتم عنها فى الروايات القديمة، ربما كنا نتخيل أن نرى رواية عنها بجوار روايات السندباد وهيركليس وأخيليس، ولكنها الآن واقع يجوب المحيطات والبحار منذ سنوات طويلة، هنا يعيش أكثر من 400 شخص معا، ينتمون لأكثر من 70 دولة، لا يفرق بينهم شيء، جميعهم يندمجون معا، حجرات صغيرة للغاية يعيش فيها 4 أفراد معا، كل منهم ينتم لدولة، ولثقافة، تختلف الألوان والأعراق والأحجام، لا يحصلون على رواتب على الإطلاق، يأكلون نفس الطعام، ويرتدون نفس الملابس، يجمعهم فقط شغف المغامرة، واستكشاف العالم، ونشر الأمل والثقافة والحب والمعرفة.
المكتبة العائمة الأكبر فى العالم حاصلة أيضا على لقب جينيس كأقدم سفينة تعبر المحيطات وتنقل الركاب فى العالم، تنتمى لمؤسسة ألمانية تهدف لنشر المعرفة، وتملك مجموعة سفن مشابهة ولكنها أصغر، زارها حتى الآن أكثر من 45 مليون زائر وفى مصر فقط خلال الأيام الأولى لها، زارها أكثر من 20 ألف شخص.
لقاء الطاقم هنا مثير للغاية، كل شخص لديه حكاية عن الحياة واختياره الابتعاد عن المال والضغط والحياة التقليدية والغوص كراهب فى ملكوت البحار والمحيطات حول العالم، ستجد من قضى عاما أو أثنين وربنا ثلاثة أما أقدم المتطوعين فى السفينة فعاشت هنا ٥ سنوات كاملة حتى الآن، لم تعد فيها للمنزل سوى مرة واحدة وتغرب فى استكمال رحلتها الطويلة مع السفينة.
وجود السفينة فى مدينة بورسعيد الباسلة يعطى تجربة الزيارة إحساسا آخر ، هنا يمكنك أن تسمتع بأجواء المدينة الساحرة، تشاهد جبال الملح، والمعدية المميزة للمدينة حيث تنقلق من بورسعيد فى قارة أفريقيا إلى بورفؤاد الخلابة فى قارة أسيا فى دقائق بينما تحلق فوقك طيور النورس، يمكنك أيضا الانتقال لسوق السمك والاستمتاع بحلوى بالتمرية والكاساتا المميزين فى المدينة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة