أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى

صندوق "تحيا مصر" والحماية الاجتماعية للمصريين

الأحد، 15 يناير 2023 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هل يمكن لأحد أن يتصور أو يتخيل كيف كان يمكن  أن تكون الحياة المعيشية للمصريين أو بالأدق للغالبية العظمى منهم من الشرائح الاجتماعية الفقيرة والأكثر احتياجا والمتوسطة أيضا اذا لم تطلق القيادة السياسية والحكومة برامج الحماية الاجتماعية لتفادي التداعيات السلبية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الذي أطلقته مصر عام 2016.

تخيلوا ما حدث لبعض الشعوب الأوروبية والأميركية اللاتينية بعد تطبيق برامج الإصلاح الاقتصادي دون مراعاة البعد الاجتماعي . غضبت الشعوب في اليونان والبرتغال والأرجنتين بسبب روشتة الإصلاح دون مواجهه أعباء فاتورة الإصلاح الاقتصادي التي تحملتها الطبقات الفقيرة و المتوسطة أيضا التي عانت من غلاء الأسعار دون حماية حقيقية لتخفيف الأعباء الاجتماعية.

مصر استعدت وتهيأت مبكرا  قبل برنامج الإصلاح الاقتصادي، وبدأها الرئيس عبد الفتاح بنفسه في 24 يونيو 2014 عندما أعلن تنازله عن نصف راتبه البالغ 42 ألف جنيه مصري وأيضا عن نصف ما يمتلكه من ثروة لصالح مصر، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر، ورسالة للمصريين ببذل الجهد والتكاتف خلال هذه المرحلة.

وفي 1 يوليو 2014 أعلنت رئاسة الجمهورية عن تدشين صندوق “تحيا مصر” تفعيلًا للمبادرة التي سبق وأعلنها الرئيس بإنشاء صندوق لدعم الاقتصاد وأصدرت الرئاسة بيانا شرحت فيه أسباب التدشين بأن  ذلك يأتي تقديرًا للحظات الدقيقة التي يمر بها الوطن وما يصاحبها من ظروف اقتصادية واجتماعية حرجة استدعت مشاعر المصريين الإيجابية تجاه الوطن، كما أبرزت العزيمة الوطنية والإرادة الحقيقية لجموع الشعب المصري العظيم بحتمية العبور بمصرنا الحبيبة إلي آفاق مستقبل واعد يليق بعراقة ماضيها وتضحيات أبنائها.

تدشين الصندوق كان دلالة وطنية مهمة ومحفزة لاستنهاض القدرات الذاتية للشعب كأحد أهم الأدوات لبناء الوطن في ضوء ما يواجه من تحديات علي كافة المستويات ولا سيما على الصعيد الاقتصادي.

الصندوق حقق- ومازال- العديد من المبادرات الاجتماعية والإنسانية وساهم في بعض مشروعات الحماية الاجتماعية والتنمية ، فهل يمكن أن ننسى حملة المائة مليون صحة للقضاء على فيروس سي ونجحت الحملة في أن تصبح مصر نموذجا عالميا وإقليميا في القضاء على الفيروس وتصدير تجربتها لأشقائها في القارة الافريقية ، وهل ننسى مبادرة أفطال بلا مأوى، وحملة تسديد ديون الغارمين والغارمات، ودعم المشروعات الصغيرة للشباب

صندوق تحيا مصر أنجز أكبر قافلة إنسانية في التاريخ ودخل بها موسوعة جينيس للأرقام القياسية من خلال قافلة المواد الغذائية التي شملت مليون كرتونة ومليون دجاجة ومليون بطانية ونصف مليون قطعة ملابس.

وبالأرقام- وهي عنوان الحقيقة- فقد تجاوز إجمالي المساهمات التي ضخها صندوق" تحيا مصر" في مختلف القطاعات والمجالات على مستوى الجمهورية منذ إنشائه عام 2014 وحتى الآن مبلغ ٢٢ مليار جنيه، بما في ذلك مجال التطوير العمراني والإسكان البديل بحوالي ٧ مليار جنيه، ومجال الرعاية الصحية بحوالي ١١،٥ مليار جنية كالإجراءات الطبية المصاحبة لجائحة كورونا والمبادرات الصحية المتنوعة والاجهزة الطبية بالمستشفيات، إلى جانب عدد آخر من المجالات كمبادرات الحماية الاجتماعية بحوالي مليار ٣٠٠ مليون جنيه، والتمكين الاقتصادي وتوفير فرص العمل بحوالي ٤٠٠ مليون جنيه، والتعليم بحوالي ٥٣٠ مليون جنيه، وبرنامج رعاية الموهوبين بحوالي ٢٠٠ مليون جنيه، وقطاع الاستثمارات بحوالي ٤٠٠ مليون جنيه، فضلاً عن التدخل في حالات الطوارئ والكوارث الطبيعية بمبلغ حوالي مليار جنيه.

هذه الأرقام جاءت في اجتماع أمس- السبت- للرئيس السيسي مع القائمين على الصندوق للتوجيه في الاستمرار في دور الصندوق الحيوي في دعم برامج الحماية الاجتماعية والمشروعات التنموية على مستوى الجمهورية، لتحسين مستوى معيشة المواطنين والارتقاء بالخدمات. بالتعاون مع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني.

لا يمكن اغفال دور الصندوق كجزء فاعل في أضخم برنامج حماية اجتماعية لدولة في التاريخ الإنساني بلغ حجم الانفاق عليه ما يزيد عن 2 ترليون جنيه منها أكثر من 700 مليار جنية لمبادرة القرن وهي مبادرة حياة كريمة ومبادرة الإسكان الاجتماعي ودعم الغذاء والتغذية المدرسية وبرامج تكافل وكرامة وغيرها.

هذا البرنامج الاجتماعي الضخم هو ما ساهم في عبور مصر وتحمل المصريين للكثير من الأزمات والصعوبات الاقتصادية وسوف تعبر مصر بشعبها الأزمات الحالية بإذن الله بفضل عناية الله ثم اهتمام قيادتها السياسية بالأبعاد الاجتماعية للإصلاح الاقتصادي وتداعيات الأزمات الاقتصادية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة