الراصدون فى مصر والوطن العربى يبدأون مراقبة أفضل مذنب لعام 2023 فى يناير وفبراير.. يزور الأرض مرة كل 50 ألف عام.. يصل لأقرب مسافة له من الأرض مطلع فبراير.. والبحوث الفلكية ترصد المذنب الأخضر النادر من القطامية

الإثنين، 16 يناير 2023 07:00 ص
الراصدون فى مصر والوطن العربى يبدأون مراقبة أفضل مذنب لعام 2023 فى يناير وفبراير.. يزور الأرض مرة كل 50 ألف عام.. يصل لأقرب مسافة له من الأرض مطلع فبراير.. والبحوث الفلكية ترصد المذنب الأخضر النادر من القطامية المذنب - أرشيفية
كتب محمود راغب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يستعد الراصدون فى مصر والوطن العربى لمراقبة تطورات المذنب C / 2022 E3 (ZTF) الذى يُبحر الآن عبر الجزء الداخلى من النظام الشمسي وهو يمثل بداية رائعة للعام الجديد ويحتمل أن يكون أفضل مذنب لعام 2023 فى يناير وفبراير.

 

 الجمعية الفلكية بجدة كشفت فى تقرير لها، أن المذنب وصل إلى نقطة الحضيض الشمسى يوم الخميس 12 يناير حيث سيكون على مسافة 166,053,636 كيلومتر من الشمس وبعد ذلك سيلتف حول الشمس وسيصل إلى أقرب مسافة له من الأرض يوم الأربعاء مطلع فبراير.

 

تم اكتشاف المذنب فى مارس 2022 بواسطة منظومة زويكى (ZTF) التى تمسح سماء نصف الكرة الشمالى بالكامل مرة كل يومين من مرصد بالومار فى كاليفورنيا. لذلك هناك العديد من المذنبات الأخرى تحمل الرمز المختصر ZTF فى أسمائها هذا لأنه تم اكتشافها بواسطة نفس المنشأة.

 

بدأ المذنب رحلته الطويلة من المناطق الخارجية للنظام الشمسى من داخل سحابة أورت وعلى الرغم من أن الاقتراب من الشمس يمكن أن يجعل بعض المذنبات أكثر لمعاناً، عند الحضيض، سيكون هذا المذنب على مسافة 106,214,488 كيلومترا من الأرض مما يعنى أنه من المحتمل ألا يصل إلى حدود الرؤية بالعين المجردة فى هذا الوقت.

 

بعد اقتراب المذنب من الشمس يفترض أن يزداد لمعانه ويصبح أكثر إشراقًا حتى نهاية الشهر ومن المتوقع أن يصل لمعان المذنب إلى ذروته فى مطلع فبراير تقريبًا عندما سيقترب من الأرض ويكون على مسافة 41,887,404 كيلومترا من كوكبنا، فى هذه المرحلة يأمل العديد من الراصدين والمصورين الفلكيين أن يصل المذنب إلى حدود الرؤية بالعين المجردة وخاصة عندما سيمر ظاهريًا بالقرب من القطب الشمالى مما يهيئ المشهد لبعض الصور الرائعة.

 

مع ذلك حتى فى ذروة لمعان المذنب لا يُتوقع أن يكون له ذيلاً طويلًا ساطعًا يمكن رؤيته بدون تلسكوب. ولكن حتى بدون ذيل سيكون المذنب مشهدًا لا يُنسى، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تفاجئنا المذنبات دائمًا بسطوع غير متوقع لذلك من المفيد متابعة المذنب لمعرفة ما سيفعله.

 

يرصد المذنب حاليًا فى الوطن العربى فى الصباح الباكر قبل ساعات قليلة من الفجر ويبلغ لمعانه الآن حوالى (+7) مما يجعله يشاهد بسهولة من خلال المناظير أو أى تلسكوب صغير، وإذا سطع المذنب إلى (+6)، فسيكون مرئيًا بالعين المجردة فى ظل ظروف مثالية.

 

المذنب يظهر فى الصور باللون الأخضر وهو بسبب أن نواته تطلق الكربون ثنائى الذرة وهو مادة غازية شائعة فى ذؤابة" الكوما" المذنبات والذى يضئ فى الفضاء القريب تحت تاثير أشعة الشمس، ومن الممن أن سيصبح اللون الأخضر أكثر كثافة مع اقتراب المذنب من الأرض.

 

يمر المذنب فى الوقت الحالى أمام نجوم الإكليل الشمالى عبر العواء والتنين، مروراً بـ الدب الأصغر وبالقرب من مغرفة الدب الأصغر فى نهاية الشهر، ويلاحظ أن المذنب يقطع مساحات كبيرة من السماء كل يوم، مقتربا من نجم الشمال (بولاريس). 

 

بحلول الوقت الذى يمر فيه المذنب بالقرب من الأرض فى فبراير سيكون أمام نجوم الزرافة، وخلال هذا الأسبوع يشرق المذنب من الأفق الشمال الشرقى عند حوالى منتصف الليل ويرتفع عاليًا فى السماء مع اقتراب الفجر، ومع ذلك بدءًا من 16 يناير يمكن محاولة رصد المذنب قبل ظهور القمر عند حوالى الساعة 2 صباحًا بالتوقيت المحلى مع ملاحظة أن المذنب لن يكون مرتفعاً جدًا فى السماء لذلك يفضل أن يكون الرصد من موقع مرتفع وان يكون الأفق الشمال الشرقى مكشوف بالكامل.

 

وبحلول 18 يناير سيرصد المذنب فى سماء الصباح الباكر بدون وجود القمر، ثم سينتقل عبر شمال شرق نجوم العواء متجهاً إلى نجوم التنين وسيتبع ذلك فى 23 يناير مرور المذنب شمال شرق المجرتين M102 وNGC 5907.

 

وأخر يوم من شهر يناير سيكون المذنب على بعد 11.5 درجة فقط من نجم القطب الشمالى (بولاريس) ويتحرك بسرعة حيث سيقطع حوالى 12 بوصة فى الدقيقة مما يعنى فترة التعريض ستكون أقصر عند التقاط صور للمذنب للحصول على تفاصيل دقيقة.

 

وبعد فترة قصيرة من اقتراب من الأرض سيصبح مرئيًا فى سماء النصف الجنوبى من الكرة الأرضية ثم سيخفت المذنب بمرور الوقت لأنه يتجه مبتعداً عن الشمس عائدًا إلى الجزء الخارجى من نظامنا الشمسى ولا توجد بيانات ما إذا كان سيعود إلينا مرة اخرى.

 

وفى مصر أعلن الدكتور جاد القاضى رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية عن بدأ مرصد القطامية الفلكى بمرآته التى يبلغ قطرها 1.8 مترا فى رصد المذنب الأخضر (C / 2022 E3) اليوم فجر 12 يناير 2023 أثناء أقرب نقطة له من الشمس.

 

وقال رئيس المعهد فى تصريحات له، أن هذا المذنب النادر والمسمى C/2022 E3 (ZTF) يزور الأرض مرة كل 50 الف عام ويتميز بإنبعاث غازات تميل للون الأخضر عند إقترابه من الشمس، لذلك سمى بالمذنب الأخضر، بينما مذنب هالى الشهير يزور الأرض مرة كل 76 عاما فقط.

 

ومن جانبه قال الدكتور مكرم إبراهيم رئيس قسم أبحاث الشمس والفضاء، إنه تم اكتشاف المذنب ( C / 2022 E3 (ZTF)) فى الثانى من مارس 2022 من قبل علماء الفلك Bryce Bolin وFrank Masci باستخدام نظام المسح Zwicky Transient Facility (ZTF) عند لمعان ظاهرى قدره 17، على بعد 640 مليون كيلومتر من الشمس، ويكمل المذنب دورته حول الشمس كل 50 ألف سنه. 

 

وطبقا للحسابات الفلكية يصل المذنب إلى نقطة الحضيض (أقرب نقطة إلى الشمس) على مسافة 166 مليون كيلومتر فى فجر الثانى عشر من يناير 2023 عند زاوية مطلع مستقيم 15h 48m 15s وزاوية ارتفاع +38 درجة 26 دقيقة 15 ثانية ولمعان ظاهرى قدره 6.8 دراجات وزاوية طور 60.5 وزاوية استطاله قدراها 79.9 درجة.

 

وسوف يصل المذنب إلى أقرب نقطة للأرض فى الأول من فبراير 2023، على مسافة 42 مليون كيلومتر، عند لمعان ظاهرى 6 دراجات داخل كوكبة Camelopardalis ليظهر للعين المجردة فى الاماكن المظلمة بعيد عن إضاءة المدن على شكل قطعة سحابة صغيرة جدا لونها اخضر، وسوف يقترن بكوكب المريخ بمقدار 1.5 درجة فى الحادى عشر من فبراير 2023.

 

وكشف الدكتور أشرف شاكر رئيس قسم الفلك أنه ستستمر رؤية المذنب ورصده من مرصد القطامية الفلكى حتى 1 فبراير المقبل، ويمكن متابعته فى الساعات المتأخرة من الليل فى الأيام القادمة باستخدام المناظير الفلكية المختلفة لهواة الفلك.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة