تتعمق الأزمة السياسية التى تهز بيرو بعد عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيلو، مع خروج الآلاف من المتظاهرين المؤيدين للرئيس السابق، مع استمرار الاحتجاجات ضد حكومة بيرو الجديدة برئاسة دينا بولوارت، لليوم الـ38 على التوالي، وأصدرت السلطات حالة طوارئ في مناطق ليما وكوسكو وكالاو وبونو، وأذنت للجيش بالتدخل لحماية النظام العام وسط احتجاجات تطالب باستقالة الرئيسة ، التي خلفت 50 شخصا ومئات المصابين.
بيرو
وأشارت صحيفة "لا ناثيون" الأرجنتينية إلى أن المتظاهرين فى بيرو أعلنوا استمرار الاضراب فى الشوارع حتى تعلن الرئيسة بولوارت الاستقالة، وقالوا فى بيان موحد "نتحدث للمطالبة بوقف فورى للعنف، ونطالب باستقالة بولوارت،الأمر الذى يعنى دستوريا الدعوى الفورية لإجراء انتخابات عامة جديدة.
وأضاف البيان "نحن نطالب باستبدال الحكومة التى شاركت فى مجزرة وقتلت المتظاهرين، كما نطالب بالتحقيق مع المسئولين عن الجرائم التى ارتكبت فى هذه الأيام التى تتعدى الـ 30 يوما، لذلك يجب على دينا بولوارت، وألبرتو أوتارولا، وحكومتهم، والكونجرس، الذى يدفعهم ويؤيدهم، أن يحاسبوا أمام العدالة على أزمة حقوق الإنسان هذه التى تسببوا فيها فى البلاد. وبالمثل، نكرر دعوتنا لوكالات حقوق الإنسان الدولية للتدخل والتوسط وتسهيل الحلول الديمقراطية حتى لا يتم ارتكاب المزيد من انتهاكات الحقوق.
وكانت بولوارت قد قالت فى وقت سابق خلال كلمة إلى الأمة بثها التلفزيون الوطنى أن "بعض الأصوات من بين مؤيدى العنف والمتطرفين تطالب باستقالتى، وتحرض السكان على الفوضى والاضطراب والدمار، وأقول لهم بمسئولية: لن أستقيل، أنا ملتزمة مع البيرو".
يذكر أن ثلاثة من أعضاء حكومة "بولوارت" قد استقالوا فى غضون يومين هم وزراء العمل "إدواردو جارسيا" والداخلية "فيكتور روخاس" وشئون المرأة "جريسيا روخاس".
مظاهرات فى بيرو
يشار إلى أن التظاهرات وعمليات قطع الطرق تتواصل فى البيرو حيث أغلق المطار المؤدى إلى موقع "ماتشو بيتشو" الشهير فى إجراء احترازى، بينما امتدت التجمعات الاحتجاجية إلى العاصمة ليما التى كانت هادئة حتى الآن.
وتعتبر "بولورات" المحامية البالغة من العمر 60 عامًا والتى كانت نائبة للرئيس "كاستيلو"، أول امرأة تتولى رئاسة بيرو، ومن المقرر أن تشغل هذا المنصب حتى عام 2026 إذا لم يتم إجراء انتخابات جديدة.
ماذا حدث فى بيرو؟
بدأت الاحتجاجات ضد بولوارت بعد إقالة الرئيس الاشتراكى بيدرو كاستيو فى السابع من ديسمبر وتوقيفه بتهمة محاولة الانقلاب عبر سعيه لحل البرلمان الذى كان يستعد للإطاحة به من السلطة.
وتولت بولوارت التى كانت نائبة للرئيس كاستيو، الرئاسة خلفا له بموجب الدستور. وهى تنتمى إلى حزبه السياسى اليسارى نفسه. لكن المتظاهرين الذين يعتبرونها "خائنة" يطالبون برحيلها وبإجراء انتخابات فورية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المظاهرات خرجت فى الشوارع البيروفية وادت إلى اغلاق الطرق والمطارات، واشتبك المتظاهرون المؤيدون للرئيس المعزول، بيدرو كاستيلو، مرة أخرى ودعت المنظمات الاجتماعية إلى إضراب لاجل غير مسمى، وذلك بعد أن تم عزل الرئيس السابق وتولت نائبته دينا بولوارت المنصب حتى يتم إجراء انتخابات مبكرة.
وكان الرئيس المعزول كاستيلو طلب اللجوء إلى المكسيك، وذلك بعد أن عزله البرلمان البيروفى واتهمه "بمحاولة الانقلاب" فى أعقاب قراره حل البرلمان وإعلان حالة الطوارئ فى البلاد، وأدت دينا، نائبة الرئيس البيروفى المعزول، اليمين الدستورية رئيسة مؤقتة للبلاد، وفقا لصحيفة "اكسبانثيون" المكسيكية.
وقال إبرارد أن السفير المكسيكى لدى بيرو التقى بكاستيلو حيث يحتجز، وذلك بعدما تم اعتقاله عقب محاولته حل الكونجرس أول أمس الأربعاء فى محاولة أخيرة فاشلة لتجنب التصويت على عزله.
دينا بولوارت
تولت "دينا بولوارت" رئاسة بيرو فى أجواء مضطربة، وقامت بأداء اليمين أمام الجلسة العامة للكونجرس، لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة بيرو، بعد أن تم عزل الرئيس "بيدرو كاستيلو"، وستستمر فترة ولايتها حتى يوليو 2026، وتعتبر هذه هى المرة السادسة التى يكون فيها رئيس جديد لبيرو فى أقل من خمس سنوات.
وقالت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية أن دينا إرسيليا بولوارت زيجارا، بيروفية الأصل، تبلغ من العمر 60 عاما، وهى محامية تخرجت من جامعة سان مارتين دى بوريس الخاصة، حيث حصلت أيضا على درجة الماجستير فى قانون التوثيق والتسجيل.
بدأت حياتها المهنية السياسية فى عام 2007، فى السجل الوطنى لتحديد الهوية والأحوال المدنية، كمستشارة للإدارة العليا، ثم كرئيسة مسؤولة فيما بعد، فى عام 2018، كانت مرشحة لمنصب عمدة سوركيلو Surquillo مع حزب بيرو ليبر، بعد ذلك بعامين، فى عام 2020، شاركت فى الانتخابات البرلمانية الاستثنائية، لكنها لم تفز بالمقعد.
خلال الانتخابات العامة لعام 2021 ، كانت مرشحة لمنصب نائب الرئيس عن حزب بيرو ليبر ، في الصيغة التي ترأسها كاستيلو والتي فازت في الجولة الثانية بعد حصولها على 8،836،380 من الأصوات ، وفقًا للجنة الوطنية للانتخابات (JNE).
في 29 يوليو 2021 ، أدت اليمين كوزيرة للتنمية والإدماج الاجتماعي ، وهو المنصب الذي شغله حتى 25 نوفمبر 2022 ، عندما قدمت استقالتها بعد تعيين بيتسي شافيز رئيسة لمجلس الوزراء.
ودعت بولوارت في خطابها الأول إلى "هدنة سياسية لتشكيل حكومة وحدة وطنية" وقال إنه سيحارب الفساد بدعم من مكتب المدعي العام ومكتب المراقب المالي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة