تصدرت "الألبان" عناوين الصحف التونسية، بعد أن أصبحت الأزمة الرئيسية فى المواد الأساسية، حيث تواجه نقصا كبيرا فى الأسواق بما لم يعد يلبى حد الكفاف لمتطلبات التونسيين، وتعانى سوق الألبان في تونس من نقص يومي في الإمدادات يتراوح بين 400 و500 ألف لتر، فى الوقت الى يتراوح الاستهلاك اليومي من الحليب بين مليون و800 ألف لتر ومليوني لتر، وفق إحصائيات الإدارة المركزية لتصنيع الحليب فى تونس.
هذا إلى جانب نقص العديد من المنتجات الغذائية الأخرى منها كالسكر والزيت الطبخ وعدد من الأدوية، مما ضاعف الشعور بالمعاناة لدى المواطنين.
صناعة الالبان بتونس
ومن جانبها، قالت وزارة الفلاحة في تونس إن هناك الاضطراب كبير في التزود بالحليب ومساعى لإيجاد حل لإنهاء الأزمة فى أقرب وقت.
ورغم أن أزمة الحليب تعود لعدة أشهر إلا أن مقطع فيديو من نشرة أخبار التلفزيون الرسمي التونسي مؤخرا، قد أثار جدلا واسعا على منصات التوصل الاجتماعى في تونس، حيث قالت فيه مقدمة النشرة إن الحليب مضر بصحة كبار السن ونصحت بضرورة التقليل من استهلاكه، جدلاً واسعاً.
أسباب الأزمة
تعود الأزمة الممتدة لأشهر لعدة أسباب فى مقدمتها الارتفاع غير المسبوق فى أسعار أعلاف الماشية وهى المصدر الرئيسى للحليب الذى يعتمد عليه فى صناعات الألبان.
وأكد مدير الإنتاج الحيواني بالاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري منور الصغيرى، أن أزمة انقطاع الحليب من أكبر الأزمات التي تسجلها البلاد في المواد الأساسية والاستهلاكية وأكثرها امتدادا وترجع الأزمة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف التي يتم توريد موادها الأولية من الخارج ارتفاعاً غير مسبوق لم يواكبه ارتفاع في سعر الحليب عند الإنتاج، حيث إن تكلفة الأعلاف تصل 65 % من إجمالى تكلفة إنتاج الحليب، أي أن الفلاح الذي يتحمل عبء زيادة أسعار الأعلاف حافظ على نفس تسعيرة بيع الحليب عند الإنتاج.وفق "سكاى نيوز".
وعلى صعيد متصل ، فإن الجفاف وانحباس الأمطار لفترة طويلة قد فاقم من الأزمة، وذلك في ظل عدم تدخل الدولة لإنقاذه.
وأكد مدير عام المجمع المهني المشترك للحوم الحمراء والألبان بتونس كمال الرجايبي، وفق إذاعة شمس التونسية، أن قطاع إنتاج الألبان يواجه عدة صعوبات على جميع المستويات على غرار الارتفاع المستمر في أسعار الأعلاف وخاصة أزمة كوفيد -19 والحرب الروسية الأوكرانية التي بلغت 35.2% فى2022.
وأكد أن مربى الماشية الذين يمثلون الحلقة الأولى في السلسلة، أصبحوا غير قادرين على توفير الأعلاف، مؤكدا على وجوب حل مشاكل الأسعار ودعم الحليب لضمان استدامة القطاع، لافتا إلى احتمال استمرار التراجع فى إنتاج الحليب خلال الفترة المقبلة، وهو ما سيسبب صعوبات في امداد السوق التونسية بمنتجات الألبان.
وفى السياق نفسه، قالت نقابة الفلاحين التونسية، إن من بين الحلول المطروحة لإنهاء الأزمة مراجعة سعر الحليب وعلاقته بزيادة تكلفة الإنتاج، وتعزيز إنتاج الأعلاف وعلف الماشية على المستوى المحلى، بالإضافة إلى ضرورة تشديد الرقابة للحد من الاستغلال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة