خطوة استثنائية أقدمت عليها ألمانيا، بعد أقل من شهر من محاولة الانقلاب التي تزعمها الأمير هنري الثالث ومنتمون لتيار "الرايخ الألماني"، حيث أغلق مسئولو العاصمة برلين مقر أرشيف جهاز أمن الدولة في ألمانيا الشرقية، والمعروف باسم "شتازي" ونقلت محتوياته إلى الأرشيف الاتحادي، الذي سيتولى الإشراف على الملايين من الوثائق.
احتل مواطنو إرفورت مقر Stasi في المدينة في عام 1989 لمنع تدمير الملفات
وتأسس شتازى عام 1950 ومن المقرر أن يتم إنشاء "مكان مشترك للذكرى والبحث" في موقع المقر السابق للشرطة السرية في ألمانيا الشرقية في شرق برلين، وفقا لوزيرة الدولة الألمانية للثقافة كلوديا روث.
وبحسب روث، تريد الحكومة الاتحادية تقديم مساهمة كبيرة في "حرم الديمقراطية" المخطط له في موقع المقر السابق لجهاز أمن الدولة، المعروف باسم "شتازي".
وحسب موقع البيان الإماراتى، قالت السياسية المنتمية لحزب الخضر في برلين "يهدف حرم الديمقراطية إلى نقل وتغيير وتعزيز الحرية التي تجلبها الديمقراطية".
وتابعت روث: "لا يزال التصالح مع ظلم (حزب الوحدة الاشتراكية) بمثابة مهمة والتزاما بعد 33 عاما من الثورة السلمية في ألمانيا الشرقية"، مستخدمة الاسم الرسمي للحزب الشيوعي في ألمانيا الشرقية.
وقالت "التعامل مع التاريخ وفهم الأجهزة القمعية والبحث في الملفات وتعليم الدروس لديمقراطيتنا، كل هذا يحتاج إلى مكان مركزي".
الملفات الممزقة
ويضم الموقع بالفعل أرشيف ومتحف "شتازي" واتحاد جمعيات ضحايا الاستبداد الشيوعي وجمعية روبرت هافمان.
وفي 15 يناير 1990، احتل مواطنو ألمانيا الشرقية مقر شتازي في برلين، وأرادوا وقف إتلاف ملفات الخدمة السرية التي بدأت بعد وقت قصير من سقوط جدار برلين.
تجميع الملفات الممزقة
كانت الانتفاضة الشعبية التي وقعت في ألمانيا الشرقية السابقة ارتبطت بمطالب سياسية واقتصادية وشهدت البلاد آنذاك إضرابات ومظاهرات واحتجاجات قوبلت بقمع عنيف من جانب الجيش السوفيتي ما أسفر عن مقتل 34 متظاهراً ومتابعاً للمظاهرات بالإضافة إلى خمسة من عناصر الأمن.
يذكر أن المقر الذي يحوي أرشيفاً ضخماً لوثائق تم إنقاذها، يعتبر من إنجازات الثورة السلمية في عام 1989 والتي انتهت بالوحدة الألمانية.
وسيتم نقل المسؤولية عن ملايين الوثائق وآلاف الصور والتسجيلات الصوتية التابعة لجهاز "شتازي" إلى الأرشيف الاتحادي.