تمر اليوم الذكرى الـ 118 على ميلاد الأديب الكبير يحيى حقي، إذ ولد فى 17 يناير عام 1905، والذي يعتبر علامة بارزة في تاريخ الأدب والسينما ويعد من كبار الأدباء المصريين، ورغم غيابه منذ 30 عاما حيث رحل فى عام 1992، إلا حضوره لا يزال كبيرا في وجدان قراء الأدب ومشاهدي الدراما معا.
تنوعت كتابات الراحل يحيى حقي، وكانت له فلسفته الخاصة في تقديم أعماله، فاهتم بالحديث عن البسطاء، واختار الأدب الساخر، ليقدم به أفكاره الناقدة ومزج من خلاله بين حياة البسطاء وطريقتهم المرحة في الحياة، لكن تبقى رائعته "قنديل أم هاشم" هي أسيرته وأيقونته، ورغم أنه قدم أعمالا لا تقل روعة وإبداعا، إلا أن الجمهور والنقاد معا تأثروا بهذا العمل، الذى ربما لم نشاهد عملا في حجمه (لا يتعدى 70 صفحة) يحقق مثل هذا النجاح والتأثير، وهو ما جعله تتحول إلى فيلم سينمائي، حقق نفس النجاح القصة، واستفاد منها ليكون واحدا من أيقونات السينما العربية.
لكن النجاح الكبير لرواية قنديل أم هاشم، جعل الكثير يتساءلون عن سببا هذا النجاح والتأثير، الناقد الأدبي فؤاد دوارة كان ملخصا لقوة تأثير الرواية عندما قال في مقال له "لم يحدث في تاريخ الأدب العربي كله، وربما في تاريخ الأدب العالمي في حدود علمي، أن استطاعت قصة في أقل من 70 صفحة أن تنتقل وحدها بمؤلفها من عالم المجهول إلى قمة الشهرة، ليصبح كاتبا معروفا بعد أن كان لا يعرفه أحد"، بل إن حقي نفسه قال عن روايته "إن اسمي لا يكاد يذكر إلا ويذكر معه "قنديل أم هاشم" كأني لم أكتب غيرها".
قنديل أم هاشم
وذلك النجاح الفريد لـ "قنديل أم هاشم" يدفع لتساؤل مشروع حول سر مقارنة تلك الرواية بباقي أعمال مؤلفها التي عانت القراءة في الظل أو التهميش، وقد حاول حقي تفسير الأمر من خلال حوار صحفي أجري معه سنة 1964، حيث قال "حين أحاول البحث عن سبب قوة تأثير "قنديل أم هاشم" لا أجد ما أقوله سوى أنها خرجت من قلبي مباشرة كالرصاصة، وربما لهذا السبب استقرت في قلوب القراء بالطريقة نفسها".
واستطرد: إنها قصة غريبة جدا، كتبتها في حجرة صغيرة كنت أستأجرها في حي عابدين، وعشت فيها لوثة عاطفية مثيرة عبرت عنها في أناشيد "بيني وبينك" التي تجدها في نهاية "قنديل أم هاشم".