أكرم القصاص - علا الشافعي

دار الإفتاء للمتزوجين: لا يجوز حرمان الرجل زوجته من زيارة أهلها.. لا تهملا المداعبة والملاطفة والمزاح فيما بينكما.. وتحذير من الهجر فى الفراش وكشف أسرار العلاقة الخاصة بين المتزوجين

الأربعاء، 18 يناير 2023 02:00 م
دار الإفتاء للمتزوجين: لا يجوز حرمان الرجل زوجته من زيارة أهلها.. لا تهملا المداعبة والملاطفة والمزاح فيما بينكما.. وتحذير من الهجر فى الفراش وكشف أسرار العلاقة الخاصة بين المتزوجين دار الإفتاء المصرية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أصدرت دار الإفتاء المصرية، كتاب "دليل الأسرة من أجل حياة مستقرة" بالتعاون مع وزارة العدل، وغطَّى كافَّة الموضوعات التي تهمُّ الأسرة المصرية.

وتعتزم دار الإفتاء توزيع الدليل على المأذونين الشرعيين على مستوى الجمهورية لإهدائه إلى الأزواج عند عَقْدِ القران، كما تعتزم تحويل محتوى الدليل إلى برامج تدريبية وتأهيلية للمُقبلين على الزواج، بالإضافة إلى إطلاقها حملات إعلامية لنشر أهداف الدليل، فضلًا عن نشر محتوى الكتاب على هيئة "بوستات" عبر منشورات على منصَّات التواصل الاجتماعي.

وفى صدر الكتاب قدمت نصائح وإرشادات في العلاقة بين الزوجين، حيث راعـت الشريـعة الإسلاميـة، نظام العلاقة بين الرجل والمرأة وفــق الاستـعداد الفطـري والتكويـن الجسـدي لكل منـهما، وذلـك لإعمـار الأرض وتحقيـق معنى السكن والمودة والرحمة، مـع غرس روح التـعاون والمشـاركة لصالح الطرفيـن ولصالح المجتـمع كله، فتتسق بذلك دواعي الطبع مع دواعي الشرع، وذلك على النحو الآتى:

1- ليساعد كلٌّ منكما الآخر عند الخطأ

احرصا على أن يكمل كل منكما نقص الآخر، مع التماس الأعذار، واتِّبَاع ألطف الطرق وأحسنها. وإن صادف إعراضًا، ردَّ الآخرُ صاحبَه برفقٍ وحلمٍ وذكاء، متجنبًا التعنيف أو اللوم أمام الناس، مهما كانت الأسباب؛ فإنَّ أشد ما يؤلم أحد الزوجين أن يسمع اللوم أمام الآخرين، ولو كان الوالد أو الولد أو الأخ.

2- تحليا بحسن الخلُقِ وأحسنا العِشرة بالمعروف فيما بينكما

لا يقل أحدكما للآخر كلمة تجرح، أو عبارة تكسر، خاصة ساعة الغضب، فالعلاقة بينكما قائمة في الأصل على المودة والرحمة والسكينة، قال الله تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ فَإِن كَرِهۡتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡ‍ٔٗا وَيَجۡعَلَ ٱللَّهُ فِيهِ خَيۡرٗا كَثِيرٗا﴾ [النساء: 19]، ومن حسن العشرة أن يحترم كلٌّ من الزوجين الآخر، فلا إهانة بالقول أو الفعل، تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: «مَا ضَرَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قط بيده، لا امرأةً ولا خادمًا...»، فبالإيذاء تستحيل العشرة وتحصل النفرة.

3- لا يجوز لأحدكما أن يُلحِق بالآخر ضررًا نفسيًّا أو بدنيًّا

عليكما باستعمال الرفق والحكمة والموعظة الحسنة على الدوام، فمتى وجد أحدكما من الآخر ما لا يحبه، فلا يجوز له إيذاؤه بإلحاق ضررٍ نفسيٍّ: كحرمان الرجل زوجته من زيارة أهلها، أو حبسها في منزل الزوجية، أو إهانتها بالسب والقذف، وكذا على المرأة ألَّا ترفع صوتها عليه، أو تذكره بسوء أمام الناس، ونحو ذلك.

4- قيام الزوجة بشؤون بيت زوجها وأولادها بنفسها من تمام المروءة وحسن العشرة

الحياة الزوجية قائمة على المشاركة، يعين كلاهما الآخر، ويَحسُن بالزوج أن يعينها إن تيسر له ذلك، فقد كان سيد الخلق صلى الله عليه وسلم «يكون في مهنة أهله -يعني خدمة أهله- فكان يخصف نعله، ويخيط ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته».

وقيام الزوجة بشؤون بيت الزوجية ورعاية زوجها والعناية بأولادها سنة حسنة سارت عليها نساء المسلمين، ولتكن قدوتك في ذلك سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها؛ فقد كانت تخدم زوجها سيدنا علي بن أبي طالب، وترعى بيتها.

5- العلاقة الخاصة بين الزوجين أساس من أسس السعادة الزوجية

احرصا على إشباعها، وعبرا عن احتياجاتكما منها، وساعدا بعضكما على الاستمتاع بها، وليذكِّر أحدُكما الآخر باللحظات السعيدة بينكما، وذلك نحو لحظات المودة، وأوقات الصفا، وعبارات الحب، ومواطن النجاح، فإن ذلك مما يزيد في الانسجام ويؤكد نجاح العلاقة بينكما.

6- الإعفاف من الحقوق المشتركة بين الزوجين

من الحقوق المشتركة بين الزوجين: أن يلبي كل منهما رغبة الآخر، ما لم يكن هناك مانع، وعلى الزوجين أن يعلما أن هذه العلاقة لهما فيها أجر، إن قصد كل منهما بعلاقته الخاصة إعفاف نفسه وكذا زوجه وإحصانه عن الحرام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وفي بضع أحدكم صدقة»، قالوا يا رسول الله: أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجرٌ؟ قال: «أرأيتم لو وضعها في حرامٍ أكان عليه وزرٌ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجرٌ».

7- لا تهملا المداعبة والملاطفة والمزاح فيما بينكما

لا شك أن المداعبة والملاطفة من أهم أسباب السعادة النفسية لكل من الزوجين، وذلك مما يجعل كلًّا منكما متقبلًا للعلاقة في غالب وقته، فالابتعاد يورث الجفاء، والقرب يجلب المودة، وهو مما يدخل البهجة والسرور عليكما، واجتنبا مثل هذا السلوك أمام الغرباء وفي الأماكن العامة.

8- التزما بآداب الجماع وما يقال عنده من الذكر والدعاء

في ذلك تحصين وحفظ ووقاية لكما من كل مكروه وسوء، وليقل كما جاء في الحديث الشريف: «إذا أراد أحدكم أن يأتي أهله، قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا".

9- لا تهملا الاهتمام بغرفة نومكما واحذرا هجر بعضكما في الفراش

من المهم للزوج أن يحتضن زوجته أثناء النوم، فإنه يزيد من الود والمحبة، ولا بأس لو أحسنتما استغلال الوقت قبل النوم في الحديث حول لحظاتكما السعيدة ومواقفكما المضحكة، وتجنبا الحديث عن المشكلات الأسرية أو المواقف الـمؤلـمة.

10- ليراعِ كل منكما ظروف الآخر الخاصة، عند طلب ممارسة العلاقة

لا ينبغي أن يطلب الزوج زوجته أو الزوجة زوجها في حال المرض أو التعب، أو مع شدة الغضب إلا إذا حصل الرضا، وطيب الخاطر، وتم الفرح والسرور؛ إذ مراعاة نفسية الآخر تشعره بقيمته في الحياة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا جامع أحدُكم أهلَه فلْيَصْدُقْها، ثم إذا قضى حاجتَه قبلَ أن تَقْضِيَ حاجتَها فلا يَعْجَلْها حتى تَقْضِيَ حاجتَها».

11- إحذرا الأمور المحرمة عند الجماع

وذلك كإتيان الزوجة في الدبر "فتحة الشرج" أو أثناء الحيض، قال الله تعالى: ﴿فَٱعۡتَزِلُواْ ٱلنِّسَآءَ فِي ٱلۡمَحِيضِ وَلَا تَقۡرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطۡهُرۡنَ﴾ [البقرة: 222]، وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا يستحيي من الحق، لا تأتوا النساء في أدبارهن»، وفي ذلك أضرار بدنية جسيمة تحدث للرجل والمرأة أيضًا.

12- التجمل أساس في العلاقة بين الزوجين

احرصا على التجمل فيما بينكما بارتداء الثياب الحسنة، واستخدام العطور ذات الروائح الجذابة، وهو حق متبادل بين الزوجين، قال ابن عباس: “إني لأحب أن أتزين للمرأة كما تتزين لي”، وقالت  امرأة بدوية لابنتها حين أرادت زفافها: “لا يطَّلِعَنَّ منك على قبيح، ولا يشمن إلا أطيب رائحة”.

وبعض الزوجات أو الأزواج قد يبالغ في التجمل إذا خرج من البيت فقط، كأنَّ التجمل قد جُعِل لغير الزوجية، وهذا شعور قاتل لدى الزوج أو الزوجة، فأصل التجمل للزوجية ثم ما عداها، هذا ويمكنكما خلق الأجواء الرومانسية عن طريق ارتداء الملابس الجميلة دائمًا، فالمظهر الجميل يعكس الاحترام والتقدير تجاه الآخر، بل يشعره بالحب والفخر.

13- عليكما بالتجمل فيما بينكما بالأقوال الحسنة

كما أن الاهتمام بالمظهر الخارجي بين الزوجين مما يزيد في الود والمحبة بينهما، فإن التجمل في الأقوال باختيار الألفاظ الجميلة والكلمات المعسولة كذلك يزيد في استقرار الأسرة وسعادتها، لكن بشرط عدم الإفراط في المبالغة التي قد تؤدي بعد ذلك إلى نتائج عكسية.

14- يجب عليكما الحفاظ على أسرار العلاقة الخاصة بينكما

البيوت أسرار، وإفشاء أسرار البيوت منهي عنه شرعًا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا». فلا يصح أن يفشي أحدُ الزوجين أسرار العلاقة الخاصة، أو أمور البيت الخاصة كالنفقة ونحوها، أمام أي أحد كائنًا من كان، ما لم تكن هناك ضرورة داعية لذلك، فلا يفشين أحدكما سر الآخر، فشرُّ الناس منزلة عند الله تعالى هو من يفشي سر صاحبه.

15- يجب على الزوج مراعاة حال زوجته الخاصة

فلا يكلفها من العمل فوق طاقتها، وعليه أن يراعي حالها وقت الحيض ووقت المرض، وكذا وضعها الصحي في فترة حملها، فلا يحمِّلَها فوق طاقتها، وعلى المرأة كذلك أن تراعي حال زوجها.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة