على بعد حوالى 90 كيلومترا على طريق "الداخلة-غرب الموهوب" بمحافظة الوادى الجديد، وتحديدا بعد قرية غرب الموهوب بحوالى 5 كيلومترات تظهر لافتة على طريق فرعى تحمل اسم طريق السادات، وهو الطريق الذي سار فيه موكب الزعيم الراحل محمد أنور السادات أثناء زيارته لمحافظة الوادي الجديد، حيث قام بغرس فسيلة نخيل سيوى فى قطعة أرض مملوكة لمزارع يدعى محمد سالم عمر من أهالى قرية الشيخ والى بالداخلة، وسط أجواء من البهجة والسرور بقدوم الرئيس لتفقد مشروعات تنموية بالمحافظة آنذاك، ووضع حجر الأساس لبعض المشروعات الرائدة فى ذلك الوقت، وقرر السادات خلال الزيارة خفض القيمة الإيجارية لملاك الآبار وصرف معاش السادات الشهرى لمن تخطوا سن الستين .
وبعد مرور حوالى 7 سنوات على زراعة النخلة بدأت بشائر إنتاجها وظلت على ذلك حتى توفى صاحبها فى سن الستين وورثها نجله رمضان الذي يعمل فى وحدة صحية بقرية غرب الموهوب، وباشر رعايته للنخلة التى يتراوح إنتاجها السنوى من 200 إلى 250 كيلو بلح من أجود أنواع تمور التصدير، كما هو حال جميع التمور المنتجة بمركز الداخلة، وذلك برعاية قطاع الزراعة بالمحافظة، حيث تفقد الدكتور مجد المرسي وكيل وزارة الزراعة بالوادي الجديد موقع النخلة، وأصدر توجيهاته بتحويل محيط الأراضي المزروع فيها نخلة السادات إلى حقول ارشادية لمحصول القمح وبلغت مساحتها 12 فدانا.
وقال رمضان محمد سالم، صاحب نخلة السادات فى تصريح خاص لـ اليوم السابع، إنه عاصر زيارة الرئيس السادات للقرية، حيث كان فى الثانية عشرة من عمره، حيث حضر السادات برفقة كبار رجال الدولة آنذاك وقام بزراعة شجرة نخيل والتى استلمها من والدى واستخدم فأسا موضوعا على يده الخشبية علم مصر وقام بزراعة النخلة فى قطعة الأرض الخاصة بوالده ومساحتها فدانين، حيث كانت شجرة النخيل مزروعة وسط عدد كبير من الأشجار، إلا أنها الوحيدة التى استمرت فى النمو بعد أن جفت كل أشجار النخيل المجاورة لها، وظلت تنمو حتى بلغت ارتفاعا كبيرا ونمت حولها العديد من الفسائل التى يتم نقلها لأماكن أخرى .
وأضاف رمضان أن إنتاجية النخلة متزايدة سنويا، حيث تتراوح من 200 كيلو إلى ربع طن بلح سيوى، ويقوم برعايتها بصفة مستمرة ودائما يحكى قصة تلك النخلة لأقاربه وأهله وهو يستذكر لحظات زيارة وفد السادات وما صاحبها من مواقف طيبة، مؤكداً أن مديرية الزراعة بالمحافظة تحرص على توفير الدعم للمزارعين فى قرية غرب الموهوب من خلال تنفيذ حقول إرشادية للمحاصيل الاستراتيجية وتنظيم مدارس حقلية وبرامج إرشادية للمزارعين .
وكان الدكتور مجد المرسي، وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة، تفقد عدة حقول إرشادية لمحصول القمح بقرية غرب الموهوب بالداخلة وتبلغ مساحتها 12 فدانا حول نخلة الرئيس الراحل أنور السادات، ضمن جولته للمرور على الحقول الإرشادية للقمح والتأكد من خلوها من أى إصابات وتم عقد ندوة حقلية شملت الاستماع للمزارعين والإجابة عن جميع استفساراتهم والتوصية بأهم الإجراءات التي يجب مراعاتها خلال تلك الفترة.
جدير بالذكر أن الرئيس السادات أجرى زيارته لمحافظة الوادى الجديد فى عام 1978م، ونزل فى الاستراحة المميزة بمدينة الخارجة ومنها انتقل إلى مدينتى الداخلة والفرافرة، واستقل خلال تنقلاته سيارة جيب روسى، أثناء متابعة المشروعات الجارى تنفيذها تحت إشراف جهاز تعمير الصحارى، وكانت السيارة مجهزة للسير فى الصحراء والمناطق الوعرة وتم الاحتفاظ بالسيارة حتى جرى تجديدها ووضعها بتوجيهات اللواء دكتور محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد فى مدخل حديقة 30 يونيو، التى تعد أهم وأكبر حدائق المحافظة مع وضع علامات إرشادية تشير لأهمية تلك السيارة، ووضع صورة بطول جسم الرئيس فى الحقيقة بجانب تلك السيارة مرتديا بذلته العسكرية مع وضع شرح مختصر لنوع السيارة.
الرئيس السادات وهو يزرع النخلة في غرب الموهوب
النخلة (1)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة