تلعب الرائدة الريفية دوراً كبيراً في المجتمع الريفي بتوعية أهالي القرى بمختلف القضايا المجتمعية مثل خطورة الزيادة السكانية ومحاربة الشائعات وفوائد تنظيم الأسرة،وأهمية المبادرات الرئاسية لصحة كل سيدة بالقرية وكيفية الاستفادة وغيرها، ولكن أول رائدة ريفية بمحافظة كفر الشيخ، علمت أجيالا من السيدات والفتيات والرجال، كرمها العديد من قيادات الدولة، قدمت الكثير لأهالي محافظتها فنالت التكريم، وسافرت لفرنسا، بدأت عملها في محو امية أهالي قريتها والقرى المجاورة قبل إنشاء هيئة محو الأمية بـ25 سنة.
نشأة أول رائدة ريفية
وفى إحدى قرى مركز بيلا نشأت رقية محمد السيد جاد الحق، أول رائدة ريفية بكفر الشيخ ومن أوائل من عملن فى هذا المجال، نالت التكريم من رئيس وزراء مصر الأسبق الدكتور محمود فوزى وسافرت بعثة إلى فرنسا وألفت كتابا لم يؤلفه المتخصصون من الأساتذة وعرضته للهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار استعانت به فى منهجها، وتعمل فى هذا المجال منذ 1969م لمحو أمية الكبار بقرية "الحوة" التابعة لمركز بيلا حبا فى هذا المجال فصنعت تُخت من جريد النخل للدارسين وسبورة على حسابها ودهنتها بالأكية ومسمرت علب التونة فى أحد أركانها، وكانت تشعل الكلوبات لتنير للدراسين.
بداية تحول حياة أول رائدة ريفية
قالت رقية، إنه نظرا لوفاة والدها رحمه الله، اكتفت بالتعليم حتى الصف الاول الاعدادي، ولحبها للعلم والتعليم، ولوجود عدد كبير من أهالي قريتها غير متعلمين، فقررت الالتحاق بدورة تدريبية للرائدات الريفيات بمركز الرائدات الريفيات بقرية اسحاقة لمدة 6 أشهور، عن العمل الاجتماعي وتنظيم الأسرة وتوعية السيدات عام 1969 ودورة تدريبية بالمركز الدولي العربي الوظيفي بسرس الليان عام 1970، على نفقة الدولة لمدة أسبوع عن العمل في محو الامية،وحصلت على عدد من الدورات تابعة للمجلس القومي للمرأة.
بدء عملها لمحو أمية قريتها والقرى المجاورة قبل الهيئة بـ25 سنة
وأضافت رقية، أنها بدأت عملها في محو أهالي قريتها بعد دورة اسحاقة عام 1969، فطافت منازل قريتها للتعرف على غير المتعلمين وجمعت أسماء 92 شخص، تتراوح أعمارهم ما بين 12 سنة ل 45 سنة، لتبدأ في محو اميتهم، وخصصت حجرتين بمنزل والدها ليكونا فصلين لمحو الامية، وبدأت عملها، وعند نجاح التجربة طلب منها 45 شخصا تعليمهم من القرى المجاورة، فتم ضمهم ليصبح عدد الدراسين 137 دارسا.
وقالت رقية كانت في الليلة الواحدة تدرس 6 حصص ومع زيادة العدد كانت تدرس 12 حصة، و كانت تمسك بيد الدارس لتعلمه الكتابة، وكانت محو الامية تابعة للاتحاد الاشتراكي العربي، قبل إنشاء هيئة محو الأمية بـ25 سنة والتي أنشئت عام 1994، وكانت الكتب الخاصة بمحو الأمية ترد من وزارة التربية والتعليم.
وقالت رقية كانت تُخرج كل 9 شهور 120 من الدارسين وكان الإقبال كبيرا ولنجاح التجربة عممت التجربة على عدد من القرى، وكانت تذهب لهم في قراهم، مشيرة إلى أنها دربت البعض للعمل كمعلمين، وكانت تشعل الكلوبات، مضيفة ذاع صيتها وقتها ونقل التليفزيون تجربتها وكتبت عنها مجلة المصور وفوجئت بمحافظ كفر الشيخ وقتها إبراهيم بغدادى أرسل لها مأمور مركز شرطة بيلا ورئيس نقطة الجرايدة لاستدعائها، وكان والدها متوفيا، وقال لها مأمور مركز بيلا، امك دعيالك" هتقابلي محافظ كفر الشيخ، مؤكدا في اليوم الثاني توجهت للمحافظة، والتقت بالمحافظ الذي قال لها أن الدكتور محمود فوزى رئيس وزراء مصر يطلب مقابلتها.
مصحف فى علبة مطعمة بالألماظ هدية منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" لرقية
وأضافت، أنها سافرت لرئيس الوزراء الدكتور محمود فوزى وكان بصحبتها المحافظ إبراهيم بغدادى ومنى القاضى بالعلاقات العامة لتبيت معها وبايت فى فندق أبو سمبل هي وشقيقها وكانت المقابلة الساعة التاسعة وسجلت كلمة مع الدكتور حافظ غانم وزير التربية والتعليم وقتها ثم توجهت لمبنى مجلس الوزراء والتقت بالدكتور محمود فوزي، رئيس وزراء مصري، غا 1973، بوجود 5 وزراء منهم وزير التعليم العالي، ووزير التربية والتعليم، ووزير من السودان، ووزير من ليبيا، واستمعت منه كلمات الإعجاب بتجربتها، وأمر لها بمكافأة 500 جنيه، وطلب منها الوزير الليبي العمل بليبيا لنقل تجربتها، لكنها رفضت، لأنها أرادت ان تعلم وتخدم أهالي قريتها، وكان أحد المتواجدين من اليونيسيف وسجلت معه بعض الكلمات عن تجربتها وأهدته شعار كفر الشيخ وهداها بمصحف فى علبة مطعمة بالألماظ.
رئيس الوزراء يرسل رقية بعثة لفرنسا
وأضافت نظير لجهودها قرر الدكتور محمود فوزي رئيس الوزراء إرسالها بعثة لفرنسا وضمت كتب التربية والتعليم تجربتى وما زالت تتحفظ بالكتاب وجاء سؤل عنها فى التعبير أتذكره قيل فيه وجاء فيه "فتاة اسمها رقية قامت بمشروع محو الأمية الكتاب اكتب رسالة لها وماذا تفعل لتكون مثلها".
رقية تؤلف كتاب لمحو أمية الفلاح
وأشارت رقية أما عن قصة كتابها الذي استعانت به الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكتاب، "الهيئة كانت قد طبعت ثلاثة كتب يدرسهم الدارس فى ثلاثة أشهر ولما فتحت فصول محو الأمية، وجدت أن كتب الهيئة لا تتناسب مع محو أمية الكبار وللأسف كانت فى مستوى السادس الابتدائى ولا تتناسب مع الفلاح الذى قد يخجل من حجم الكتاب وهو يمسكه ففكرت فى تأليف كتاب يتناسب مع الفلاح سواء فى الحجم أو كمية المعلومات التي يحتويها فألفته وتركت كتب الهيئة فلم تدرس للدارسين منها.
الهيئة العامة لمحو الأمية تطبع كتاب رقية
وأضافت بدأ تعطيهم الكلمات عبارة عن نقط والواجب نقط وكل حرف منفصل عن الآخر كنقط ثم تجمعهم بالنقط، وكل حرف تعطيه لهم خلال كلمات أول الكلمة ووسطها وآخرها وأول درس فى كتابها كان "أنا بحب بلدى" والدرس من ثلاثة كلمات تتم دراستهم خلال ثلاثة أيام ولو احتاج تعطيه أكثر من الوقت الثلاثة وفى كتابى جزأت الثلاث كلمات بثلاث صفحات وأرسلت فاكس للهيئة العامة لمحو الأمية قالت فيه "أنا رقية محمد السيد جاد الحق أقيم بالحوة بالجرايدة مركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ وتركت رقم التليفون وشرحت لهم حكاية كتابها وما يحتويه وشكواها من كتب الهيئة، وعندها تعديل مقترح لمحو الأمية لثقل كتب الهيئة ووضعت التليفون فى الفاكس وجاءها تليفون أن أخذ الكتاب الذي ألفته وتوجهت إلى مديرة مكتب اللواء محمد أبو حسين وقابلته، فأعجب الكتاب، وكان معه وفد وقال لهم رقية ألفت كتاب لم يؤلفه الدكاترة المتخصصين، فقال لها الكتاب جميل وقال لها انزلي عند مجدى فهمى يراجعه وبعدها عادت للواء أبو حسين وقال لمديرة مكتبه انسخيه نسخة ونزليها للمطبعة، وبالفعل تم طباعة الكتاب، وتم ضمه لكتب الهيئة، واستعانت الهيئة بكتابها لمدة 12 سنة، قبل وقف الهيئة طبع الكتب للدارسين.
رقية تخوض الانتخابات
وقالت رقية، إنها خاضت انتخابات الاتحاد الاشتراكي، وتصعدت من القاعدة لمجلس المحافظة ومن المجلس المحافظة للمؤتمر العام من بين 25 سيدة، والتقت بالسيدة جيهان السادات، وصممت على مرافقتها في سيارتها وتوجهت معها بمنزلها لتشاركها طعام العشاء،عقب الانتهاء من انعقاد المؤتمر القومي العام سنة 1973، مؤكداً نظرا لاهتمام الدولة ورد عنها سؤال في التعبير للصف السادس الابتائي، عام 1927-1973، فتاة ريفية اسمها رقية قامت بمشروع محو الامية في بلدتها اكتب لها رسالة تحييها واذكر ما تعمله مثلها، مؤكدة أنها كما شاركت في محو الامية بدولة عمان.
يوم تعيينها لن ينسى
قالت رقية، إنها لن تنسى الدكتور عبدالمنعم عمارة وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء، والذي عرفها عليه إبراهيم البغدادي محافظ كفر الشيخ الأسبق، وكانت في لجنة الاقتصاد بالمؤتمر القومي العام، وكنت تجتمع لإعطاء الرأي في خطاب الرئيس، وكانت تجلس في الصف الثالث وكان عماره يجلس أمامها، فكتبت لها ورقة تطلب منه التدخل لتعيينها، فرد عليها في نفس الورقة حاضر، تعالي المكتب غدا، وبالفعل توجهت في اليوم الثاني، وصدر قرار بتعيينها على درجة مالية، ادارية بمدرسة الحكمة الابتدائية بالحوة، وبعدها تم فتح فصلين كمدرسة اعدادي في مباني جمعية الحوة ائتمان، وتم انتدابها للعمل في المدرسة الاعدادية المكون من فصلين، بعدها نقلت إدارية للعمل بمدرسة محمد عامر بقريتها بالحوة.
وقالت رقية، إنها تتمنى من كل شاب وفتاة بالقرى يخدمون أهالي قريتهم، ويعلموهم، ويكونوا فاعلين في المشاركة المجتمعية، لأن سيرة الإنسان وسمعته ستظل عقب وفاته، وعطائه سيظل خالدا في نفوس الناس.
احدى الصحف التي كتبت عن رقية
الدكتور محمود فوزي يلتقي برقية بحضصور 5 وزراء
خطاب يشيد بما تقدمه رقية من جهود لتعليم اهالي قريتها والقرى المجاورة
رقية اثناء تعليمها لأطفال قريتها
رقية اثناء تواجدها بفصل محو الامية بمنزل والدها
رقية بصحبة رئيس مجل الوزراء الدكتور محمود فوزي
رقية جاد الحق اول رائدة ريفية بكفر الشيخ
رقية جاد الحق اول رائدة ريفية
رقية جاد الحق في شبابها
رقية جاد الحق مع ابراهيم بغدادي محافظ كفر الشيخ الاسبق
رقية خلال استتضافتها بالقاهرة
رقية عقب ادائها فريضة الحج
رقية وهي صغيرة
رئيس وزراء مصر ورقية ومحافظ كفر الشيخ
رئيس وزراء مصر يهديها مصحفا
شهدة رقية لاعتمادها رائدة ريفية
شهدة من المجلس القومي للمرأة لاجتياز رقية دورة تدريبية
صور توضح الفصل الذي كانت تعلم فيه ابناء قريتها عام 1973
فلاحة تتحدث عنها كفر الشيخ
فلاحة مصرية تدرس في فرنسا
قرار تعيين رقية جاد الحق كادارية نتيجة جهودها لتعليم اهالي قريتها
كتاب رقية الذي اعتمدته الهيئة
لقاء الدكتور محمود فوزي رئيس وزراء مصر وابراهيم بغدادي محافظ كفر الشسخ ورقية حجاد الحق اول رائدة ريفية
