بابتسامته المعهودة وطيبته التي لم تفارقه يومًا، ترك فينا الزميل علام عبدالغفار وجعًا لا دواء له، برحيل كنا نتحسس رؤوسنا كلما جال بخاطرنا أنه مفارقنا؛ ليس اعتراضًا على قضاء الله وقدره، ولكن ترفض عقولنا أن تصدق لحظة الرحيل.
رحل علام وترك الذكريات تمر في رؤوسنا، مواقف سعيدة، وأخرى ضاغطة بحكم العمل؛ جمعيها لم تغادر منطقة الطيبة والجدعنة، كم هو قاسٍ الموت، كم هو غادر المرض؛ ينتقي من البستان أجمل زهره، ولا يرضى بدون صفوته؛ كأنه طماع ذلك المرض لا يُشبع نهمه إلا الطيبيين.
يأخذنا التفكير إلى منطقة السكون والسكوت؛ حين نتذكر الحكايات التي جمعتنا، والمواقف التي راكمها الزمن بيننا، كأن الزمن أوقف ساعته لحظة الرحيل، تلك الصدمة التي تمنع الدمع من الانهمار؛ كأن العين لم تقتنع بعدُ بالرحيل؛ كأنها لا تزال تراه أمامها؛ هنا علام لم يرحل من قرة العين وسويداء القلب؛ كيف نقنعهما أن آخر صورة وآخر هزار قد كان؛ والباقي ذكريات معادة.
الآن فقط بإمكان حواسنا أن تقتنع بأن علام قد فارق دنيانا؛ تاركًا في أعيننا دموعًا محبوسة وقلوبًا مكلومة؛ وذكريات عصية على النسيان؛ ووردتين هما (محمد و حليمة).
رحل علام وهو يتحسر على الوردتين اللتين تركهما في مقتبل العمر، رحل وهو يفكر في عروسة حليمة وموتسيكل محمد، رحل وهو يخشى الرحيل من أجلهما. ارقد يا صديقي في سلام ووديعتك في الأعين والقلب؛ فعلام الذي مات لم يرحل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الموضوعات المتعلقة
نقيب الصحفيين ينعى الزميل علام عبد الغفار نائب رئيس تحرير اليوم السابع
الثلاثاء، 24 يناير 2023 11:38 صمشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة