أمين صالح

وداعا.. علام عبد الغفار

الثلاثاء، 24 يناير 2023 10:28 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قيل للإمام علي بن أبي طالب: «أهناك أشد من الموت؟ قال: نعم؛ فراق الأحبة أشد من الموت»،هذه الكلمات البسيطة تبلور حقيقة اثنين من المواقف الأكثر صدمة لأى إنسان فالموت يخطف أحبائنا منا دون إخطار أو سابق إنذار، ثم نكتشف فجأة أن صديق أو زميل في العمل اعتدنا رؤيته يوميا لم يعد موجودا.. يختفى من حياتنا ولم يتبق منه سوى ذكراه.. وهنا الأمر ليس هين فهناك أناس في حياتنا لم ولن نتوقع أن يذهبوا بعيدا عنا.. لكن الموت حضر والفراق بات أمرا واقعا.

حينها نكتشف أن الفراق أمرا صعبا للغاية ..بصفة خاصة إذا كان من يفارقنا مرتبط بنا في العمل أو في المنزل ، من الأسرة أو من دائرة الأصدقاء المقربين أو الزملاء..واليوم تلقيت خبر وفاة زميلى وصديقى علام عبد الغفار رئيس قسم المحافظات باليوم السابع ، وبالعودة إلى الساعات القليلة الماضية، فكل ما كان يجول في خاطرى هو أنه غائب بسبب المرض وكلها أيام قليلة وسيعود لعمله مرة أخرى ونعود لرؤيته كما تعودنا، ولم يخطر في بالى على الإطلاق أنه سيفارقنا إلى دار الحق.. نعم كلنا راحلون والموت لن يبقى أحدا منا.. لكن الصدمة كل الصدمة أن يرحل من حولك فجأة -وهو إنسان غالى عليك- فينبهك بالموت ثم فراقه إلى يوم التلاق.

لا نملك إلا أن نقول ما يرضى الله.. إنا لله وإنا إليه راجعون وندعو الله أن يصبر زوجته وأبناءه وكل أسرته وزملائه وأحبائه، فقد كان مثالا للصحفى الشاطر الدؤوب المتفانى في عمله، لم نسمع يوما له ضجيجا أو صوت عال في أي مسألة طوال سنوات العمل سويا في اليوم السابع، ودائما كان يتعامل باحترام وأدب جم مع الجميع.

ندعو له الله تعالى أن يُيمن كتابه وييسر حسابه ويثقل بالحسنات ميزانه ويثبت على الصراط أقدامه ويسكنه أعلى الجنات بجوار حبيبك ومصطفاك رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وأن يحشره مع أصحاب اليمين ويجعله من الذين سعدوا في الجنة خالدين فيها ما دامت السنوات والأرض، وأن يجعله في بطن القبر مطمئنا وإلى أعلى الدرجات سابقا.

ونرجو من الله عز وجل أن يقبله في عباده ويغفر له ويرحمه ويعف عنه ويكرم نزله ويوسع مدخله ويغسله بالماء والثلج والبرد، وينقه من الخطايا، كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ويبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وأن يدخله الجنة دون حساب أو سابقة عذاب.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة