صفحة جديدة للعلاقات المصرية الهندية، سطرها الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودى، أثناء الاحتفالات بعيد الجمهورية وهو اليوم الذى دخل فيه دستور الهند حيز التنفيذ 1950.
وفى تصريحات لـ"اليوم السابع" أشاد أوصاف سعيد، نائب وزير الخارجية الهندى، بالعلاقات التى تجمع مصر والهند، مشيراً إلى أن مصر من أوائل الدول التي أقامت علاقات مع الهند ما أسس لـ" صداقة وثيقة" جمعت الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ورئيس وزراء الهند حينها جواهر لال نهرو، ليؤسسا حركة عدم الانحياز.
تصريحات المسئول الهندي تزامنت مع زيارة الرئيس السيسي للعاصمة نيوديلهي ، حيث قال الرئيس في مؤتمر مشترك مع رئيس الوزراء ناريندا مودى ، البلدين أكدا مواصلة العمل لزيادة حجم التبادل التجاري وتعظيم الاستفادة المشتركة من القدرات والمزايا الإنتاجية والتصديرية للبلدين كي نستجيب للأولويات الاقتصادية والاجتماعية للشعبين المصري والهندي، والإجراءات التي تتخذها الحكومة لتحفيز الاستثمار الخارجي.
وأعرب الرئيس السيسي عن تطلع مصر إلى زيادة الاستثمارات الهندية في مصر بمختلف المجالات لا سيما فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ، لافتا إلى أنه التمس خلال المباحثات الأخيرة عزم لدى الشركات الهندية العاملة في مصر على مواصلة تعزيز تواجدها وتوسعة استثماراتها.
الهيدورجين الأخضر.. أمل جديد لتأمين الطاقة
وشكل ملف الطاقة وتأمين وتوفير موارد مستدامة لها محور رئيس ضمن مباحثات الرئيس السيسي والوفد المرافق مع المسئولين الهنديين ، حيث قال خلال المؤتمر المشترك إن هناك اتفاق على تعظيم التعاون القائم في المجالات المختلفة والانطلاق نحو شركات في مجالات جديدة من بينها التعاون في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر.
ويعكس حديث الرئيس عن التعاون بين مصر والهند بشأن الهيدروجين الأخضر التنسيق الذي بدأت نواته بالفعل منذ فترة ، حيث قال جوش ويكليف الرئيس التنفيذي لمركز التحالف الدولي للطاقة الشمسية، لـ"اليوم السابع" إن هناك الكثير من التعاون مع مصر في مجالات الطاقة الجديدة وخاصة الشمسية منها، باعتبارها دولة عضو في التحالف، وكذلك رئاستها الناجحة لمؤتمر الأطراف cop27، والذي انعقد في نوفمبر العام الماضي بشرم الشيخ، وتم من خلاله إطلاق عدد من التوصيات لصالح مكافحة التغير المناخى، وزيادة الاعتماد علي الطاقة الشمسية ومنها مبادرة مسابقة لدعم الابتكار وريادة الأعمال في الطاقة الشمسية وهي مستمرة حتى 31 مارس 2023، وسيتم منح أفضل 20 فائزا منحة نقدية قدرها 15 ألف دولار كجائزة.
وفي تصريحات لـ"اليوم السابع"، قال السفير المصرى لدي الهند إن هناك ترابطا أمنيا بين البلدين، حيث تقدر صادرات الهند عبر قناة السويس إلى الاتحاد الأوروبى بـ 200 مليار دولار، موضحا أن ممر قناة السويس بالنسبة للهند ليست فقط ممرا اقتصاديا وإنما أيضا فرصة للوصول بتجارتها إلى الاتحاد الأوروبى معفاة من الجمارك، وكذلك المنطقة العربية وأفريقيا.
وأكد السفير وائل حامد في تصريحات لـ"اليوم السابع"، وجود تقدير متبادل ومتشابه بين الدولتين، خاصة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودى، توليا مسئوليتهما أمام بلادهما عام 2014، بنفس الأولويات والاهتمامات المتمثلة فى النهضة الداخلية وتحديث المجتمع، ووضع مصر والهند فى المكان الذى تستحقه الدولتان، والتوجهات متشابهة نتيجة تشابه التحديات، مشيرا إلى ظهور هذا التقارب فى عدة لقاءات حيث زار الرئيس السيسى الهند فى القمة الثالثة لمنتدى الهند أفريقيا 2015، وفى 2016 كانت هناك زيارة ثنائية، بالإضافة إلى لقاءات ثنائية على هامش اجتماعات دولية، بالإضافة إلى محادثات هاتفية مستمرة توكد التقدير المتبادل.
بدوره ، علق السفير الدكتور محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، على الزيارة قائلاً أن دعوة الرئيس السيسى كضيف شرف فى احتفالات الهند بـ"يوم الجمهورية" تمثل كذلك تكريمًا للعلاقات الثنائية الممتدة بين البلدين، حيث تدرك القاهرة ونيودلهى الدور الذى تلعبانه لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمى والدولى بوصفهما دولتين رائدتين فى محيطهما الإقليمي.
ونوه إلى أهمية لقاء الرئيس السيسى، خلال تلك الزيارة، بمجتمع الأعمال الهندى الذى يستثمر فى مصر نحو 3 مليارات دولار، ما يعد من الفرص الهامة التى يمكن أن تساهم فى تعزيز العلاقات بين الجانبين، حيث تمتلك مصر - كما يعرض دائمًا الرئيس فى زيارته الخارجية -العديد من الفرص الواعدة، وبالتوازى، تدرك الهند ما حققته مصر من نجاحات خلال الأعوام الماضية خاصة فى مجال البنية التحتية الحديثة واجتذاب المستثمرين، ما يؤهلها لكى تكون شريكًا اقتصاديًا هامًا للهند.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة