عبد الوهاب الجندى

مصر والهند.. علاقة وشراكة استراتيجية شاملة

الجمعة، 27 يناير 2023 03:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

زيارة تاريخية قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الهند استغرقت ثلاثة أيام، وذلك تلبيةً لدعوة السيد "ناريندرا مودي"، رئيس وزراء الجمهورية الهندية، وذلك لتأكيد علاقات القاهرة ونيودلهي الاستراتيجية الشاملة، وبالتزامن مع احتفال الدولتان الصديقتان بالذكرى الخامسة والسبعين على تدشين العلاقات الدبلوماسية بينهما، بحث الطرفين القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك، في أجواء من الصداقة والتفاهم.

العلاقات المصرية الهندية ليست علاقة جديدة، بل إنها تاريخية وعريقة منذ عشرات السنين، ففي عام 1952، تأسست جمعية الصداقة المصرية الهندية، لتعزيز العلاقات الشعبية بين البلدين.

ومن المعروف أن زيارة الرئيس السيسي إلى الهند، ليست الأولى فهي الثانية لها منذ توليه الحكم، فبتاريخ 2 سبتمبر من عام 2016، توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى القصر الجمهوري في نيودلهي، حيث كان في استقباله رئيس جمهورية الهند آنذاك "براناب موخرجي"، وقد عقد الرئيس جلسة مباحثات مع الرئيس الهندي تناولت سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، فضلاً عن تطوير التنسيق والتعاون بين الجانبين حول القضايا الاقليمية والدولية، ولاسيما في ضوء التحديات والتغيرات التي تشهدها الساحة الدولية.

وفي يوم 24 من الشهر الجاري، استقبلت السلطات الهندية الرئيس السيسي استقبالا رسميا وحافلا في ساحة القصر الرئاسي "راشتراباتي بهافان" في العاصمة،  وأقامت السيدة "دروبادي مورمو"، رئيسة جمهورية الهند، مأدبة عشاء على شرفه سيادة الرئيس، مما يشير إلى أهمية دور القاهرة في المنطقة العربية والإفريقية والإقليمية.

وتعظيما للمصالح المُشتركة وتعزيز الدعم المُتبادل للتغلب على الصعوبات الناجمة عن مُختلف الأزمات والتحديات المُتتالية التي يواجهها العالم، وبالإضافة إلى الحرب الدائرة بين روسيا ضد أوكرانيا ومن نتج عنها من أزمات اقتصادية عالمية، فقد قرر البلدين الارتقاء بعلاقاتهما إلى مُستوى "الشراكة الاستراتيجية" التي تغطي المجالات السياسية والأمنية والدفاعية والطاقة والاقتصادية وحتى الثقافية.

العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة ونيوديلهي، قائمة على ركائز تهدف لتوثيق التعاون السياسي والأمني، وتعميق المُشاركة الاقتصادية، وتقوية التعاون العلمي والأكاديمي، فضلًا عن توسيع الاتصالات الثقافية والشعبية.

ومنذ تولي الرئيس السيسي الحكم، شهدت العلاقات المصرية الهندية تطورا كبيرا على كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية، وحرص الجانبان على تعزيز العلاقات الثنائية من خلال تكثيف الزيارات رفيعة المستوى، فضلا عن الدبلوماسية المصرية الجادة لتعزيز التعاون مع القوى الكبرى في القارة الآسيوية، وكذلك ما يعرف بـ"الجنوب العالمي"

الرئيس السيسي أكد خلال لقائه بالقيادات الهندية، أن مصالح وأولويات "الجنوب العالمي" يجب أن تحظى باهتمام وتركيز في المُنتديات العالمية الرئيسية، بما في ذلك مجموعة العشرين، وهذا ما يعطي الزيارة أهمية كبيرة لجذب الاستثمارات الهندية إلى مصر، واستكشاف فرص الأعمال الجديدة والناشئة في مصر، خاصة في قطاعات البنية التحتية والبتروكيماويات والطاقة والزراعة والرعاية الصحية والتعليم وتنمية المهارات وتكنولوجيا المعلومات.

تسعى القاهرة لتحقيق هدف وصول حجم التجارة مع نيودلهي، إلى 12 مليار دولار أمريكي في غضون السنوات الخمس المُقبلة، وذلك من خلال تنويع سلة التجارة والتركيز على القيمة المُضافة، وهذا ما أكده الرئيس السيسي من خلال الاتفاق مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، على تشجيع الشركات في دولتيهما على استكشاف الفرص الاقتصادية والاستثمارية الناشئة في الدولة الأخرى، وتقديم الحوافز والتسهيلات وفقًا للوائح والأطر المعمول بها، وإمكانية تخصيص مساحة أرض خاصة للصناعات الهندية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

ليس هذا فقد اتفق الطرفين على التعاون في تجارة السلع الاستراتيجية والمطلوبة لتحقيق الأمن الغذائي للتصدي واحتواء تداعيات أزمة الغذاء العالمية، كما تناول الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال السياحة من خلال تشجيع الفعاليات السياحية والترويجية، واتفقا على العمل على تشغيل رحلات جوية بين القاهرة ونيودلهي، والتي قد يتبعها تشغيل رحلات مُباشرة بين نقاط الاتصال الأخرى في الدولتين، وفقًا لما سيتم الاتفاق عليه مستقبلًا. ويلتزم البلدان بتشجيع شركات الطيران في بلديهما على الإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك من خلال تقديم كافة التسهيلات المُمكنة والتيسيرات المطلوبة.

مما لا شك فيه أن القيادة المصرية تعمل بكل ما تملك على تعزيز علاقاتها الدولية والإقليمية، شرقا وغربا، والتعاون الوثيق مع كافة الدول لتحقيق الصالح العام للجمهورية المصرية الجديدة وشعبها العريق.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة