بعد عام صعب على عاشقى القهوة فى العالم، حيث تعرض البن فى العالم لانخفاض فى الإنتاج وارتفاع ملحوظ فى الأسعار، نظرا لحرب أوكرانيا والتغير المناخى الذى أدى إلى موجات جفاف فى بعض المناطق، ومناطق أخرى تعرضت لفيضانات، فإن أسعار البن تتأرجح الآن بين الارتفاع والانخفاض.
ففى أوروبا، توقع الخبراء أن أوروبا ستشهد فى عام 2023 انتعاش طفيف أيضا فى حجم المبيعات، ولكن من الصعب الوصول إلى النسبة التى كانت عليها قبل أزمة كورونا فى عام 2019، مشيرا إلى أن الزيادة فى حجم مبيعات القهوة فى قطاع هوريكا بنسبة 6.8٪ مقارنة بعام 2022 (فى عام 2022 كانت الزيادة 18.05٪ مقارنة بعام 2021).
أما بالنسبة لقناة البيع بالتجزئة، فمن المتوقع أن يستقر بعد الزيادات الكبيرة التى شوهدت فى عامى 2020 و2021، وفى عام 2023، من المتوقع حدوث انخفاض طفيف فى البيع بالتجزئة بنسبة -0.5٪.
وقال روبرت ايفسون وهو محلل سوق فى Euromonitor International، وهى منظمة تنشر تقريرًا سنويًا يحلل بيانات واتجاهات سوق القهوة فى بلدان مختلفة، أن "التحديات لا تزال قائمة فى عام 2023 بالنسبة للقهوة، فهذا القطاع يستمر فى التعافى البطيء، على الرغم من الركود والتضخم الذى يمر به العالم".
وأضاف أن الأسعار سترتفع مرة أخرى، ولكن عند مستوى أقل مقارنة بعام 2022، ونتوقع زيادة تتراوح تصل إلى 3٪ فى الأسعار فى أوروبا الغربية فى عام 2023. على سبيل المثال، 2.48٪ فى إسبانيا و1.96٪ فى ألمانيا، وذلك بالنظر إلى تكاليف الإنتاج من سعر الكهرباء الذى ارتفع بمستوى يقارب من 50% أكثر من العام السابق، وأيضا استمرار الحرب فى أوكرانيا التى لها تأثير مهم على الغاز والكهرباء.
وفى بورتوريكو، قال وزير الزراعة، رامون كونزاليس بييرو، أن سعر القهوة سيرتفع بنسبة 40%، ومن المتوقع أن توصى لجنة تقييم القهوة زيادة الأسعار فى الفترات المقبلة.
وقالت صحيفة "ناثيون" إنه فى الوقت الذى من المتوقع أن ينخفض سعر البن فى العالم، تشهد بورتوريكو زيادة فى الأسعار والتى تقدر بـ40%.
أما فى كولومبيا، فقد سجل البن الكولومبى أسوأ سعر له فى بورصة نيويورك، عند 1.54 دولار، مع انخفاض الصادرات الكولومبية إلى 11.4 مليون كيس، وزن الكيس الواحد 60 كيلو جرام.
وفى البرازيل، حققت صادرات البن البرازيلى العام الماضى عائدات قياسية بلغت 9.2 مليار دولار أمريكى، ما يمثل زيادة بنسبة 46.9٪ مقارنة بما تم تسجيله فى عام 2021. هذا على الرغم من انخفاض حجم الحبوب المباعة فى الخارج.
وهناك توقعات أن العام الجارى ينمو إنتاج البن البرازيلى بنسبة 7.9٪ مقارنة بعام 2022، ليصل إلى حجم 54.94 مليون كيس من البن، يزن كل كيس 60 كيلوجرامًا.
وفى السلفادور، سجلت أسعار البن انخفاضا ملحوظا مع ارتفاع صادرات البن بنسبة 60%، تشير إحصائيات البنك المركزى إلى أن السلفادور باعت العام الماضى 102.500 قنطار إضافى من القهوة مقارنة بعام 2021.
نما الدخل من صادرات البن بنسبة 60٪ للسلفادور فى عام 2022، وذكر تقرير صادر عن بنك الاحتياطى المركزى (BCR) أن مبيعات العطرية بين يناير وديسمبر بلغت 176.9 مليون دولار، بزيادة 65.8 مليون دولار عما تم الحصول عليه فى عام 2021، ويغلق قنطار القهوة عند 143 دولارًا، وهو أدنى سعر له منذ 21 شهرًا.
ووفقًا لتقرير سوق القهوة لمنظمة القهوة الدولية (OIC)، فى نوفمبر 2022 انخفضت صادرات البن من المكسيك وأمريكا الوسطى بنسبة 7.1٪ وبلغت 410.000 كيس مقارنة بـ 450.000 كيس فى نوفمبر 2021.
اما فى فنزويلا، فقد تجاوز سعر كيلو البن الـ141 الف بوليفار، وأوضح رامون ميندوزا، أحد منتجى القهوة، أنه مع هذا السعر الجديد، سينخفض المبلغ المدفوع للمنتج بأكثر من 70٪، ليقف عند 141،304 بوليفار لكل كيلوجرام أخضر يتم تسليمه للتحميص.
وبالمثل، أوضح مندوزا أن القنطار من البن سيبلغ سعره 6500000 بوليفار، لكننى أوضحت أنه لن يكون كافياً لتغطية تكاليف الإنتاج الحالية، حيث يجب أن يكون أكثر من 15 مليون بوليفار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة