زينب عبداللاه تكتب: حكايات المؤثرين.. الضابط الفنان صلاح ذو الفقار بطل الفن والحرب.. واجه الاستعمار فى ملحمة الشرطة بالإسماعيلية.. قاوم العدوان الثلاثى.. وصاحب 15 فيلمًا ضمن قائمة الأفضل فى السينما المصرية

الإثنين، 30 يناير 2023 06:18 م
زينب عبداللاه تكتب: حكايات المؤثرين.. الضابط الفنان صلاح ذو الفقار بطل الفن والحرب.. واجه الاستعمار فى ملحمة الشرطة بالإسماعيلية.. قاوم العدوان الثلاثى.. وصاحب 15 فيلمًا ضمن قائمة الأفضل فى السينما المصرية الضابط الفنان صلاح ذو الفقار
كتبت : زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- واجه الاستعمار فى ملحمة الشرطة بالإسماعيلية وقاوم العدوان الثلاثى على خط القناة.. ورقية السادات تحكى ماذا فعل حين كان مشرفا على السجن الذى شهد فترة حبس والدها ورفاقه

 

- بطل الملاكمة التحق بكلية الطب وتركها إرضاء لوالده.. وابنته تجيب: هل كانت شخصيته الحقيقية تشبه أدواره؟.. وصاحب 15 فيلما ضمن قائمة أفضل 100 فى السينما المصرية وشارك فى أفلام عالمية 

 
 
شخصيات ورموز مصرية كانت وما زالت مؤثرة، ولها صيت كبير، سواء على المستوى المحلى أو العربى والعالمى، أثرت وتؤثر فينا، فى مجالات كثيرة ومتنوعة سواء فنية أو علمية أو دينية أو اقتصادية أو سياسية وغيرها الكثير والكثير.
 
وتحرص «اليوم السابع» على إعادة حكايات تلك الرموز وتاريخها المُضىء، وفى إطار حرص الدولة وتوجُهها بإحياء الهوية المصرية ورموزها، حفاظا على تاريخنا العريق وللاستفادة من تلك القصص المُلهمة، وتقديم القدوة الحسنة للشباب والأجيال القادمة، وذلك من خلال تناول بروفايل لأبرز الشخصيات المُتميزة فى مصر، أسبوعيا على صفحات «اليوم السابع».
 
صلاح ذو الفقار (4)
 
ابتسامة تخطف القلب، ووجه يحمل ملامح فارس، وخفة مقاتل، وقوة مناضل، ووسامة فنان، وبساطة مبدع، جمع بين البطولة الوطنية والفنية، بين سمات المجاهدين ونورهم ووسامة النجوم وخفة ظلهم، بطل فى مواجهة العدو ومقاومة الاستعمار، وفى تقديم أجمل الأعمال الفنية وأكثرها قيمة وبقاءً وانتصارًا للجمال والفن فى مقاومة التردى والقبح، لذلك استحق التكريم عن جدارة، فهو البطل الذى واجه الاستعمار فى الملحمة التى سطرتها قوات الشرطة المصرية فى الإسماعيلية عام 1952، وهو المناضل والمقاوم الذى كافح ضد العدوان الثلاثى فى 1956، وهو الفنان الذى احترم فنه وجمهوره واستمر عطاؤه الفنى حتى آخر يوم فى حياته، لذلك استحق الفنان والمناضل الكبير صلاح ذو الفقار التكريم من الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى كرم اسمه بمناسبة احتفالات عيد الشرطة منذ أيام.
 
هو النجم الكبير الذى دخل قلوب الملايين وأحبه الجمهور فى كل أعماله الفنية، فهو الضابط حسين خفيف الظل فى «رد قلبى»، والضابط كمال فى فيلم الرجل الثانى والدكتور حمودة «بتاع حتى» فى فيلم الأيدى الناعمة، وعيسى العوام فى الناصر صلاح الدين، وحسين فى مراتى مدير عام، وأحمد فى «أغلى من حياتى»، وصالح فى «عفريت مراتى»، وغيرها عشرات الأدوار التى أبدع فيها الفنان صلاح ذو الفقار واستحوذ على القلوب.
 
صلاح ذو الفقار (7)
 
وقبل أن تتفجر هذه الإبداعات الفنية قام الفنان الكبير بأدوار وطنية عظيمة حين كان ضابطًا يقاوم المستعمر بالسلاح فى ساحات المعارك فى معركة الإسماعيلية، وفى مواجهة العدوان الثلاثى.
 

بدايات البطل

 
اسمه بالكامل صلاح الدين أحمد مراد ذو الفقار، ولد فى مدينة المحلة الكبرى فى 18 يناير عام 1926، والده الأميرالاى «عميد» أحمد مراد بك ذوالفقار أحد كبار رجال وزارة الداخلية، ووالدته نبيلة هانم ذو الفقار، وكان صلاح الأخ الأصغر لأربعة أشقاء هم «محمود - عز الدين - كمال - ممدوح».
 
وفى أحد البرامج الإذاعية تحدث الفنان الكبير صلاح ذو الفقار عن نشأته، فقال إنه نشأ فى شارع رشيد بمصر الجديدة، ثم انتقل للعيش فى العباسية والتحق بمدرسة العباسية الابتدائية ثم المرحلة الثانوية فى مدرسة القبة الثانوية، وظل فيها عامين ثم انتقل لمدرسة فاروق الأول الثانوية التى أصبح اسمها فيما بعد مدرسة العباسية النموذجية.
صلاح ذو الفقار (6)
 
وأوضح «ذو الفقار» أن والده كان يرغب فى أن يصبح طبيبًا مثل جده، وكان يناديه منذ صغره « يا دكتور صلاح»، وكان ذلك دافعًا له للتخصص فى الشعبة العلمية إرضاءً لوالده، وحصل على مجموع 59.5%، وفى ذلك الوقت كان مجموعًا كبيرًا، وبالفعل التحق بكلية الطب فى جامعة الإسكندرية، وفى عام 1943 مرض والده مرضا شديدا، وطلب منه التحويل لكلية أخرى فى القاهرة بدل العيش بمفرده فى الإسكندرية، وبعد مفاوضات ومشاورات متبادلة بينه وبين والده استقر به المطاف فى كلية الشرطة أو «البوليس»، كما كان يطلق عليها فى ذلك الحين، واجتاز صلاح ذو الفقار اختبارات كلية الشرطة وتخرج فيها عام 1946، ضمن دفعة الوزراء أحمد رشدى والنبوى إسماعيل وزكى بدر، وكانت بداية عمله فى شبين الكوم بالمنوفية لمدة 4 أشهر، ثم قام حيدر باشا بنقله مع مجموعة من زملائه للعمل فى سجن مصر وسجن طرة، ثم تم تعيينه مدرسًا بكلية الشرطة إلا أنه استقال عام 1957 ليتفرغ للفن وهو يحمل رتبة «مقدم».
 
وعن التحاقه بكلية البوليس قال صلاح ذو الفقار فى حوار قديم: «والدى كان وقتها أميرالاى فى الشرطة وعاوزنى أدخل تجارة أو حقوق، وقالى «أنا مش هتوسطلك»، وفى الكلية كنت رياضى كبير أوى، وبلعب فى الفريق الأول لكرة القدم والفريق الأول للملاكمة، وكنت بطل الجامعة فى الملاكمة فى وزن الريشة».
 
كان صلاح متفوقًا فى دراسته علميًا ورياضيًا، وكان أحد أبطال مصر فى الملاكمة، وحصل على بطولة كأس الملك فى الملاكمة «وزن الريشة» عام 1947.
 
صلاح ذو الفقار (3)
 

حكايات السادات والفنان فى المعتقل

 
وخلال فترة عمله بالسجون كان صلاح ذو الفقار مشرفًا على السجن الذى اعتقل فيه الرئيس السادات فى شبابه عندما كان متهمًا فى قضية مقتل أمين عثمان.
 
وفى حوار لنا مع رقية السادات تحدثت عن مقابلتها لصلاح ذو الفقار أثناء زيارتها لوالدها فى المعتقل.
 
وقالت ابنة الرئيس السادات لـ«اليوم السابع»: «كان عمرى 5 سنوات وكان جدى يصطحبنى معه لزيارة والدى عام 1946، ولا أنسى المشهد الذى رأيته فى ممرات السجن، حيث شاهدت مساجين عراة الظهر تسيل منهم الدماء بعد ضربهم بالكرباج، فارتعدت وصرخت، لأننى اعتقدت أنه يتم تعذيب أبى مثلهم».
 
وأشارت رقية السادات إلى أن ضابط السجن وقتها كان الفنان صلاح ذو الفقار: «كان ضابطا حديث التخرج، وسألته وأنا أبكى أنتم بتضربوا بابا كدة؟ فطمأننى وأجلسنى على قدمه، وقال لى دول مجرمين لكن بابا مش مجرم، وجاء أبى ووجدته يرتدى البيجامة وشكله مهندم، حيث كان حريصا على مظهره حتى فى السجن وفى فترات الفقر».
 
صلاح ذو الفقار (5)
 
كان ذو الفقار مؤمنًا فى قرارة نفسه ببطولة محمد أنور السادات وأنه قام بدور وطنى تجاه بلده رغم أنه مسجون، لذلك كان يساعده هو وباقى المتهمين فى القضية ويعاملهم معاملة حسنة لأنهم مساجين سياسيين ولقناعته أنهم سجنوا بسبب حبهم لوطنهم، فكان يحضر معه الطعام والجرائد والسجائر للسادات، وساعد أسرته للحصول على تصريح بالزيارة للاطمئنان عليه.
 

معركة الإسماعيلية والعدوان الثلاثى

 
كان صلاح ذو الفقار أحد أبطال معركة الإسماعيلية التى وقعت فى 25 يناير 1952، ووقف فيها رجال الشرطة المصرية أمام المحتل البريطانى وقفة بطولية دافعوا فيها بدمائهم وأجسادهم عن أرضهم، حيث بدأت قصة هذه المعركة فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952، عندما قام القائد البريطانى بمنطقة القناة «البريجادير أكسهام» باستدعاء ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لكى تسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة، فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
 
وبدأت المجزرة الوحشية الساعة السابعة صباحا وانطلقت مدافع الاستعمار الثقيلة تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام، وتم حصار قسم الشرطة الصغير المجاور لمبنى محافظة الإسماعيلية من قبل قوات الجنرال البريطانى أكسهام، وكان عددهم 7000 جندى إنجليزى مزودين بالأسلحة والدبابات، بينما كان عدد الجنود والضباط المصريين لا يزيد عن 800 جندى فى الثكنات و80 جنديا داخل مبنى القسم والمحافظة مزودين بتسليح ضعيف وبنادق قديمة.
 
صلاح ذو الفقار (1)
 
رغم ذلك صمد رجال الشرطة فى تلك المعركة، وقاوموا بشجاعة واستشهد منهم أكثر من 50 جنديا، وأصيب الباقون ورغم ذلك قاوموا القصف حتى نفذت ذخيرتهم.
 
وبعد انهيار جدران القسم ومبنى المحافظة طلب الإنجليز من الجنود والضباط المصريين الخروج من القسم مستسلمين، وإلا يتم استئناف الضرب‏، فرفض رجال الشرطة المصرية الاستسلام وقرروا المقاومة لآخر قطرة دماء، وكان صلاح ذو الفقار ضابطًا صغيرًا برتبة نقيب وأحد الصامدين فى هذه المعركة الباسلة.
 
اندهش القائد البريطانى حينما جاءه الرد من الضابط الوطنى الشاب النقيب مصطفى رفعت، الذى صرخ فى وجهه بكل قوة‏: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة، واستأنف البريطانيون المذبحة مستخدمين المدافع والدبابات والقنابل حتى تحول المبنى إلى أنقاض، وتبعثرت فى أركانه أشلاء الشهداء ودماؤهم الطاهرة، وسقط منهم ‏56‏ شهيدا و‏80‏ جريحا، ‏‏بينما سقط من الضباط البريطانيين ‏13‏ قتيلا و‏12‏ جريحا، وأسر البريطانيون من بقى على قيد الحياة من الضباط والجنود المصريين وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير‏ 1952.
 
ولم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال، لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا.
 
صلاح ذو الفقار (2)
 
وقام الجنود البريطانيين بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم، تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم‏، ليظل هذا اليوم شرفًا للمقاومة والشرطة المصرية اتخذت منه عيدًا لها، وشرف ووسام لكل من شاركوا فيه من شهداء وأبطال ومنهم البطل صلاح ذو الفقار، الذى لم يتوقف دوره الوطنى والنضالى عند هذا الحد، ولكنه تصدى أيضًا للعدوان الثلاثى الذى استهدف مصر فى أكتوبر 1956، حيث كان وقتها ذو الفقار مدرسًا بأكاديمية الشرطة، وأخذ زمام المبادرة وقاد 19 طالبًا من طلابه فى أكاديمية الشرطة وتطوعوا ككوماندوز يقاومون الهجوم الثلاثى للجيوش البريطانية والفرنسية والإسرائيلية، وكان وقتها قد تزوج وله أسرة وأبناء ورغم ذلك تركهم ليقاوم العدوان، وعن ذلك قالت ابنته منى ذو الفقار فى تصريحات إعلامية: «فخورة بأبى لأنه ضحى بنفسه وكنت حينها صغيرة وتطوع وترك أسرته لمقاومة الاحتلال الإنجليزى على خط القنال»، وحصل صلاح ذو الفقار على نوط الواجب العسكرى من الطبقة الأولى من الرئيس جمال عبدالناصر تقديرًا لدوره الوطنى.
 

البدايات الفنية

 
كان صلاح ذو الفقار يذهب لمشاهدة تصوير الأفلام وهو صغير مع أشقائه الكبار المخرجين محمود ذو الفقار وعز الدين ذو الفقار وظهر فى فيلمين، وهو فى مرحلة المراهقة مع شقيقه الأكبر محمود ذو الفقار، وفى عام 1955 حاول المخرج عز الدين ذو الفقار إقناع شقيقه الضابط بالتمثيل، ولكن بحكم طبيعة عمله كان صلاح يرى استحالة موافقة وزارة الداخلية على عمله فى السينما، ولكن مع إلحاح شقيقه عز الدين عليه للتمثيل فى السينما وترشيحه لدور البطولة أمام الفنانة شادية فى فيلم عيون سهرانة، وافق صلاح وقدّم طلبا لوزير الداخلية وبالفعل حصل صلاح ذو الفقار على تصريح استثنائى من وزير الداخلية للعمل فى هذا الفيلم.
 
وحينها بدأ صلاح ذو الفقار فى تلقّى دروس الإلقاء على يد الفنان عبدالرحيم الزرقانى، وكان فيلم عيون سهرانة عام 1956 أول أفلامه السينمائية، وبعده قام صلاح ذو الفقار بأداء دور «حسين» ابن الريس عبدالواحد فى فيلم رد قلبى عام 1957، وحقق نجاحًا كبيرًا وجذب الأنظار لموهبة صلاح ذو الفقار وخفة ظله، وانهالت عليه الأفلام بعد فيلم رد قلبى ولم يجد مفرًا سوى الاستقالة من وزارة الداخلية، وبالفعل تقدم باستقالته، وتمت الموافقة عليها فى 27 يونيو 1957، ولكن نظرًا لسجله الحافل فى أحد عشر عامًا وهى فترة خدمته بالشرطة، تم ترقية صلاح ذو الفقار لرتبة مقدم وإحالته للمعاش بقرار استثنائى من وزير الداخلية.
 
وفور خروجه من الشرطة، عُيّن صلاح ذو الفقار مديرًا تنفيذيًا لمنظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية والتى كان رئيسها محمد أنور السادات، فى ذلك الوقت، وسكرتيرها يوسف السباعى، لكنه لم يستمر طويلًا فى المنصب لانشغاله بإدارة شركة الإنتاج التى أسسها مع شقيقه عز الدين.
 

عبقرية فنية

 
وكما سجل صلاح ذو الفقار بطولات وطنية فى ساحات المعارك والنضال ضد القوى الاستعمارية، سجل اسمه أيضًا بحروف من نور فى تاريخ الدراما والسينما والمسرح والتليفزيون بأعمال كتب لها الخلود والبقاء فى وجدان الملايين فى مصر والعالم العربى، وأصبح أحد أبرز نجوم الفن فى تاريخ السينما المصرية خلال مسيرة فنية حافلة استمرت سبعة وثلاثين عامًا. 
 
تعددت وتنوعت أدوار صلاح ذو الفقار فى السينما وحققت أفلامه نجاحًا كبيرًا كممثل ومنتج ولُقِّب بالعبقرى، وشارك نجمات السينما المصرية فى عصرها الذهبى العديد من الأعمال، كما حصل على العديد من الجوائز والتكريمات عن أدواره فى السينما طوال مشواره الفنى.
 
وبعد فيلم رد قلبى شارك ذو الفقار فى فيلم جميلة للمخرج يوسف شاهين عام 1958، ونال استحسان الجمهور والنقاد، وحقق نجاحًا كبيرًا، وفى عام 1959 قدَّم 6 أفلام منها فيلم نساء محرمات للمخرج محمود ذو الفقار وحب حتى العبادة للمخرج حسن الإمام ثم بين الأطلال و«الرجل الثانى» للمخرج عز الدين ذو الفقار الذى حقق له انطلاقة فنية كبيرة وضعته ضمن مصاف كبار نجوم عصره، وبدأ بعدها مرحلة جديدة فى حياته الفنية وزاد تألقه فى الستينيات والسبعينات، حيث قدم أهم أعماله الفنية، ومنها «الناصر صلاح الدين»، كما كون ثنائيًا فنيًا مع الفنانة شادية واشتركا فى العديد من الأفلام الرومانسية والكوميدية، وجمعتهما قصة حب طويلة توجت بالزواج، وتشاركا فى عدد من الأفلام التى حققت نجاحًا كبيرًا، ومنها عفريت مراتى، مراتى مدير عام، أغلى من حياتى، كرامة زوجتى، لمسة حنان، كما قدم مع نيللى فيلم صباح الخير يا زوجتى العزيزة، وموعد فى البرج مع سعاد حسنى، زوج فى إجازة مع ليلى طاهر، وشارك فى العديد من الأعمال المسرحية، ومنها «رصاصة فى القلب»، القضية رقم واحد، الزلزال، صديقى اللص، رجل لكل بيت، عازب وثلاث عوانس، روبابيكيا، وغيرها.
 
وكون صلاح ذو الفقار بمشاركة شقيقه عز الدين ذو الفقار شركة إنتاج، وكان أول إنتاجهما فيلم «بين الأطلال» عام 1958، وأنتج عددا من روائع السينما، حتى أنه أنتج أفلامًا لم يشارك فيها ومنها ما دخل فى قائمة أفضل 100 فيلم فى السينما المصرية ومنها فيلم صراع الأبطال الذى قام ببطولته شكرى سرحان وسميرة أحمد، وقد تم اختيار عشرة من أفلام صلاح ذو الفقار كممثل وخمسة من أفلامه كمنتج فى قائمة أفضل 100 فيلم مصرى.
 
وكان الفنان الكبير يتمنى تقديم عمل فنى يدون فيه بطولات مصر وإظهارها أمام العالم أجمع، لكن القدر لم يمهله لإظهار مشروعه للنور.
 
وقام الفنان الكبير صلاح ذو الفقار ببطولة عشرات المسلسلات التليفزيونية التى حققت نجاحات كبيرة، ومنها امرأة فى دوامة، طائر البحر، عودة الروح، راس القط، رحلة عذاب، المرايا، عائلة الأستاذ شلشل إضافى إلى عدد من المسلسلات الدينية، ومنها مسلسل الأنصار، محمد رسول الله إلى العالم، إضافة إلى العديد من الأعمال والمسلسلات الإذاعية.
 
وما لا يعرفه الكثيرون أن الفنان الكبير صلاح ذو الفقار شارك فى العديد من الأفلام العالمية، ومنها الفيلم بريطانى «الفرسان»، الذى جسد فيه شخصية صلاح الدين الأيوبى، والفيلم المكسيسكى «نفرتيتى» الذى جسد فيه دور حور محب قائد القوات العسكرية فى عهد إخناتون، والفيلم الإيطالى الألمانى «ابتسامة أبو الهول» مع نجوم من إيطاليا وألمانيا وأمريكا، وأعجب به المخرج، وعرض عليه العودة معه إلى إيطاليا والانطلاق للعالمية، لكنه رفض مفضلًا العمل فى مصر.
 
واستطاع ذو الفقار التنوع فى أدواره بين الكوميدى والتراجيدى والرومانسى، وجسد أيضًا أدوار الشر فى بعض أعماله، كما استطاع الانتقال من أدوار الشاب والفتى الأول إلى أدوار الأب، واستمر فى عطائه الفنى حتى آخر أيام حياته، وتوفى فى 22 ديسمبر عام 1993 عن عمر ناهز 67 عامًا أثناء تصوير المشهد الأخير من فيلم الإرهابى إثر أزمة قلبية مفاجئة.
 
تزوج ذو الفقار أكثر من مرة وكانت زيجته الأولى من السيدة نفيسة بهجت، إحدى رائدات العمل الاجتماعى وربطهما علاقة قرابة وأنجب منها أحمد ومنى، ورغم أنه تزوج عليها إلا أنه لم يطلقها إلى أن توفاها الله، أما الزيجة الثانية فكانت من الفنانة زهرة العلا، ولكنها انتهت بعد أقل من عامين بالطلاق ولم ينجب منها.
 
وكانت الزيجة الثالثة من الفنانة شادية عام 1964، بعدما شاركها فيلم أغلى من حياتى، وكونا ثنائى فنى وتعاونا فى عدد من أنجح الأفلام واستمر زواجهما لمدة 7 سنوات بعدها وقع الطلاق ليتزوج من آخر زوجاته السيدة بهيجة مقبل.
 
وفى حوار للمحامية منى ذو الفقار ابنة الفنان الراحل صلاح ذو الفقار أكدت أن شخصية والدها فى الأفلام تتشابه بشكل كبير مع شخصيته الحقيقية، حيث كان يتسم بخفة الظل والصدق والعطف والبساطة، وكان أبًا متفتحًا، وفى الوقت نفسه شخصية قوية وحازمة.
 
حصل الفنان الكبير صلاح ذو الفقار على العديد من الجوائز والتكريمات خلال حياته، وتوجت مسيرة وعطاء النجم المناضل والضابط الفنان مؤخرًا بعد أن كرم الرئيس السيسى اسمه خلال احتفالات عيد الشرطة الـ71 باعتباره أحد أبطال معركة الإسماعيلية الباسلة.
 
اليوم السابع
 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة